اهتم كبار كُتاب الصحف والمقالات الصادرة صباح اليوم الاثنين بعدد من الموضوعات الداخلية والخارجية والتي تشغل الرأي العام. ففي "المصرى اليوم" وتحت عنوان "الفتنة الطائفية وتفتيت وحدة الأمة"، قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، إنه " لا يمكن أن تحدث نهضة حقيقية في دولة ما، وقد هُمّش بعض عناصرها نتيجة اختلاف في العرق أو اللون أو الدين أو أي عامل آخر من عوامل الفرقة والطائفية". وأضاف "إن الإسلام قد امتن على البشرية بأن الله - تعالى - قد خلقها ليس على نمط واحد، بل على أنماط وأشكال وأفكار متعددة (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فسبحان الله الذي ينبهنا إلى أن الاختلاف مدعاة للتعارف لا للتناكر، وللتقارب لا للتدابر، وللتعاون لا للفرقة والاحتراب". وأضاف علام: "والله - سبحانه وتعالى - يقول: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)، فالاختلاف في الكون وفى الخلق سنة الله - سبحانه وتعالى - ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة وملة واحدة ودينا واحدا ولونا واحدا.. لكن شاءت حكمة الله - تعالى - أن تسير قوانين الكون والحياة على غير ذلك التوحد، بل أن تسير على نمط من التنوع والاختلاف في كل شىء ليختبر الله - سبحانه وتعالى - بعضنا ببعض، فذو اللون الأبيض يعتقد أنه مفضل على ذى اللون الأسود، والله - تبارك وتعالى - خالق الأبيض والأسود، ولا فضل لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى، فإذا ما علمنا أن الاختلاف والتنوع سنة كونية لزم أن نوجد بيننا صيغا للوحدة والتآلف والتعايش من أجل تحقيق الوحدة التي لا تتقدم المجتمعات والأمم بدونها". وتابع "وإذا نظرنا إلى الطرح الذي تطرحه الجماعات الإرهابية المعاصرة بحق غير المسلمين، بل بحق المسلمين المختلفين معهم في الرأي الذي يكون في أغلب الأحيان من قبيل الفروع الخلافية السائغة نرى أنه متناقض تماما مع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تدعو إلى السلام والتعايش والأمان بين أبناء الأمة الواحدة، وإن كانوا على اختلاف في العقيدة والدين، وإن سيف التكفير والقتل الذي يرفعه هؤلاء الطائفيون - وهو أقرب وسيلة لديهم للتعامل مع الاختلاف العقدي والفقهي - يخالف هدى المصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أول ما نزل إلى المدينة كتب وثيقته المشهورة للتعايش بين أهل المدينة، على اختلاف أنواعهم وأفكارهم وعقائدهم". واسترسل "وإن الناظر إلى المبادئ التي احتوت عليها وثيقة المدينة لوجدها تشتمل على الرحمة والعدل وحرية الاعتقاد واستقلال الذمة المالية وعدم الاعتداء على الناس في شئون حياتهم، ونصت على التعاون والرحمة في سبيل حماية الوطن الواحد.. هذه هي سنة النبى- صلى الله عليه وسلم- وهذا هديه، فأين ما نراه اليوم من تلك الجماعات الإرهابية الطائفية من أفعال مشينة تترفع عنها العجماوات التي لا تفقه، ولا تمتلك غير جبلة سوية وخلقة نقية تأبى عليها مثل هذه الأفعال؟!". واختتم المفتي مقاله بالقول "لقد دمرت الطائفية دولا بأكملها، ومزقت أهلها شيعا، وقد كان هذا قريبا منا مرادا لنا، لولا أن منَّ الله علينا بيقظة شعب مصر جميعا مسلمين ومسيحيين، حيث وقفوا صفا واحدا أمام من يريد لهم شق الصف والفرقة والفتنة والاقتتال والحرب الأهلية الطائفية التي لا تبقى ولا تذر، فحيا الله هذا الشعب الحضارى الكريم ولا فض الله وحدته ولا نقض غزله ولا مكن عدوا منه. اللهم آمين". أما في جريدة "الأهرام" وتحت عنوان "أخطاء السلطان أردوغان" قال الكاتب فاروق جويدة "لا أحد ينكر أهمية ودور تركيا كدولة محورية مؤثرة على مستوى العالم وليس فقط المنطقة العربية والاتحاد الأوربي ووسط آسيا.. هي دولة صاحبة تاريخ وحضارة وخلفها شعب استطاع يومًا أن يصنع واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ.. وفي الأيام الأخيرة شهدت تركيا تغيرات حادة في خريطتها السياسية بعد أن خسر حزب الحرية والعدالة الحاكم جزءًا كبيرًا من شعبيته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة". وأضاف جويدة: "ولا شك أن هناك انقساما كبيرا حول شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. فهو إنسان يبالغ في طموحه ويحاول أن يستعيد صورة السلاطين الثمانين ابتداء بالزعامة وانتهاءً بالقصر مرورًا على طقوس عثمانية قديمة في الأزياء والجنود والحراس.. ولكن الأهم من ذلك أن الرجل كان يسعى إلى تغيير الدستور بما يعطيه صلاحيات أكبر لكي يكون أكثر ديكتاتورية واستبدادًا". واستكمل "والواقع أن هذه الفرصة قد ضاعت منه ويبدو أنها لن تعود في ظل أغلبية في البرلمان تعطيه الحق في السلطة ولكن بغير استبداد.. إن النموذج العثماني الذي راود الرئيس أردوغان وعبث في خياله وأصبح أكبر أحلامه غير قابل للتنفيذ في عالم تغيرت فيه أشياء كثيرة أمام القوى السياسية ومناطق النفوذ". وأردف: "لقد كان الخلاف كبيرا حول شخصية أردوغان ابتداء بأسلوبه وغروره وتعاليه على الطريقة التركية القديمة وانتهاء بالقصر الذي جمع ألف غرفة وكأن السلطان سليمان قد عاد مرة أخرى إلى مسلسل حريم السلطان.. لا أحد يعلم لماذا أقحم الرئيس اردوغان نفسه في الشأن المصري بهذه الدرجة وجعل المصريين ينقسمون حول سياسة تركيا تجاه مصر.. هل كانت لديه أحلام أن يصبح خليفة المسلمين في شراكة أو صفقة مع الإخوان المسلمين هل كان يتصور أن الإمبراطورية العثمانية سوف تدق بجيوشها المشرق العربي مرة أخرى وتجتاج العراق وسوريا ولبنان والأردن وبقية العواصم العربية؟.. إن أحلام أردوغان التوسعية هي التي جعلت الكثيرين يشمتون فيه خاصة أنه تطاول وأخطأ وحمّل الشعب التركي الكثير من تجاوزاته". وختم جويدة مقاله بالقول: "إن اردوغان لم يسقط حتى الآن كما تخيل البعض ولكن المؤكد أن رصيد أحلامه قد انخفض كثيرًا وبدأت رحلة الخريف في مسيرة الرجل". وفي صحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "حقيقة الإرهاب" قال الكاتب محمد بركات إنه "من الخطأ الجسيم أن تنظر إلى الجرائم والحوادث الإرهابية الجبانة والخسيسة، التي ترتكبها جماعة الإفك والضلال ضد شعبنا ومواطنينا في سيناء أو بقية المدن والمحافظات، على أنها وقائع منفصلة وأحداث متفرقة غير متصلة ولايربطها رابط، فذلك تصور قاصر لا يعبر عن الواقع أو الحقيقة في شيء". وأضاف "الواقع يقول إن هذه الجرائم هي وحدة متكاملة لا تتجزأ، وكلها تسير وفق منهج إجرامي واحد، وتندرج في إطار مخطط إرهابي واضح، ينضح بالكراهية البشعة والحقد الأسود، الذي تكنه جماعة الإفك والإرهاب ضد الشعب المصري بكل طوائفه، انتقامًا منه وعقابًا له على رفضه الخضوع لإرادتها والقبول بسيطرتها على مقدراته، وإصراره على الخلاص من حكمها الفاشستي الفاشل". وأوضح "وفي هذا الإطار لا يصح ولا يجب النظر إلى جريمة الأقصر الفاشلة، على أنها مجرد واقعة منفصلة وخارجة عن سياق العمليات الإرهابية الأخرى والمسلسل الإجرامي المستمر، هذا غير صحيح ولا يتفق مع الحقيقة التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن عصابات الإرهاب المتربصة بمصر والساعية بكل الوسائل الدنيئة للنيل منها، لن تتورع عن ارتكاب أحط الجرائم وأكثرها خسة ودناءة لتحقيق ما تريد". وتابع "في ذلك أيضا لا يصح ولا يجب النظر إلى حادثة الأقصر على كونها تطورًا نوعيًا في مسلك الإرهاب وجرائمه، وتصور أن استهداف السياح والأماكن السياحية شيء جديد في سلوكها، فذلك غير صحيح بالمرة، حيث سبق لهم استهداف السياح من قبل". واستكمل " ولكن الصحيح أن هذه الفئة الضالة والجماعة الإرهابية ستظل تسعي بكل الوسائل الإجرامية لإشاعة عدم الاستقرار في مصر، وضرب الاقتصاد ومحاولة إسقاط جميع المقومات الأساسية والأعمدة الرئيسية في الدولة، بهدف إشاعة الفوضى وهدم قواعد الدولة وتحويلها إلى دولة فاشلة في ظل الفوضي الشاملة". واختتم بركات بالقول "والحقيقة تقول إن هذه الجماعة الإرهابية لن تتوقف عن سعيها هذا إلا بالقضاء المبرم عليها، وهذا ما يجب أن نعمل له ونضعه نصب أعيننا". وفي مقال نُشر بمجلة "روز اليوسف" تحت عنوان "الإخوان فشلوا في رد الجميل الألماني على طريقتهم" تساءل الكاتب إبراهيم خليل: "هل يريد الإرهاب أن نصل إلى وضع يصبح فيه لكل مواطن غفير؟ هل يريد الإرهاب أن نفقد في أيام معدودة ما حصلنا عليه في سنوات؟ هل يريد الإرهاب أن يصبح كل جسم جامد هدفا لأن يكون قنبلة موقوتة؟". وأضاف خليل "هكذا يريد الإرهاب.. أن يتحول الوطن على شاكلة العبوات المزروعة حتى لانعرف أين تزرع هذه العبوات ومتى تزرع وكيف تزرع؟". وتابع الكاتب "ووسط ذلك تقاطع معلومات من أكثر من مصدر تشير إلى دخول 3 ملثمين مسلحين يستقلون دراجة نارية لساحة معبد الكرنك ويتجهون نحو أتوبيس يقل سائحين ألمانيين وعندما تصدت لهم قوات الأمن فجر أحدهم نفسه واشتبك الآخرون مع قوات الشرطة في محيط المعبد". واستكمل: "المفاجأة أن مصادر أمنية رصدت لقاء بين أحد منفذي الهجوم وتونسيين ليلة العملية الإرهابية ويجري التحري عنهما حاليًا، وهذا يعني أن الأجهزة الأمنية نجحت في إنقاذ السياح الألمانيين والفرنسيين من مذبحة مروعة كانت تستهدف قتلهم لضرب الاقتصاد المصري من خلال تدمير الموسم السياحي وتشويه السمعة الأمنية للوطن، انطلاقا من هذه العملية الإرهابية بدعوى أن الأمن المصري لا يستطيع حماية السياح الأجانب، خصوصا بعد الجولة الناجحة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لكل من ألمانيا والمجر والتي تم من خلالها عقد العديد من الاتفاقيات في مجال السياحة". واسترسل: "إضافة إلى ذلك فتحت الزيارة الطريق أمام مرحلة جديدة من تطور العلاقات المصرية الأوربية فضلا عن أن المحادثات التي أجراها السيسي في ألمانيا والمجر أكدت أن الرئيس رجل دولة من الطراز الفريد الذي يستطيع التعامل مع جميع مجريات الأحداث بإحترافية تستند إلى معلومات ومن خلالها يواجه جميع مخططات الإرهاب". وأوضح: "هذا ما أكده بيان الاتحاد الأوربي الذي أدان العملية الإرهابية الفاشلة التي استهدفت معبد الكرنك وذكر البيان (إن هذا النوع من العنف يستهدف تقويض مصر والتنيمة الاقتصادية)، وأضاف (يجب علينا أن نقف متحدين ضد الإرهاب وأن نواصل دعم مصر لمواجهة التطرف العنيف ومنع وقوع هجمات جديدة)". وأشار الكاتب إلى أن بيان الاتحاد الأوربي الذي صدر عقب العملية الإرهابية الفاشلة لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة معلومات مؤكدة عن أهداف الإرهاب في مصر وأهما تعطيل مسيرة التنمية الاقتصادية. وأردف: "ويبرز في هذا الإطار أن المحادثات التي جرت بألمانيا خلال الأيام الماضية قد تناولت بشكل تفصيلي الأهداف الخاصة بالإرهاب في مصر وخططه لضرب الاستقرار ونشر الفوضى، لذلك جاء رد فعل الاتحاد الأوربي سريعا وحاسما بعد أن أكد صدق المعلومات التي عرضت على الجانب الأوربي أثناء زيارة الرئيس السيسي لألمانيا". وأشار الكاتب إلى إصرار جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي على عدم إلغاء جولته بالأقصر والتزامه بالبرنامج المحدد له في الزيارة حيث بعث برسالة أكد فيها على استقرار الأوضاع الأمنية بل إنه دعا السائحين من مختلف أنحاء العالم لزيارة الأقصر ومصر مشيدا بدور رجال الأمن المصريين. وترتيبًا على خطوة رئيس البنك الدولي أصر السياح على تحدى الإرهاب واستقبل معبد الكرنك عقب الحادث مباشرة مئات السياح من رحلات اليوم الواحد القادمة من البحر الأحمر والذين بلغ عددهم 1500 سائح. وتابع خليل: "نتوقع أن يتم خلال الأسابيع المقبلة اتخاذ إجراءات قانونية لحصار وتقليص المزايا التي حصلت عليها جماعة الإخوان الإرهابية داخل أوربا ومن أنها جمعية خيرية تقوم على جمع الأموال وتوزيعها على الفقراء بعد أن تكشف أمام أجهة الأمن الأوربية الكثير من المعلومات عن استغلال الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان القوانين الأوربية تحت غطاء أنها جمعيات خيرية تقوم بمساعد المحتاجين والمعاقين في حين أنها تقوم بجمع الأموال وتخصيصها في تنفيذ عمليات الإرهاب". وقال الكاتب إبراهيم خليل: "في جدية تامة لم تعد تحركات جماعة الإخوان داخل أوربا مسألة مزاح بل أصبحت هذه الجماعة تحت رقابة صارمة لهذه الأجهزة والإحساس بخطورة تحركاتها وإدراكها أن خطورتها ليست محصورة بما مر فقط بل بما هو آت".