لم يكن حادث تفجيرات معبد الكرنك والذي وقع صباح أمس الأربعاء، الأول من نوعه من قبل التنظيمات الإرهابية في استهداف المنشآت السياحية فقد سبقه العديد من العمليات في أماكن سياحية هامة لاستنزاف جهد الدولة ومحاربتها وكذلك لجذب أنظار العالم تجاه مصر بأنها بلد مستقر وضرب السياحة في مصر لتحقيق أهداف خاصة بالإرهابيين. تفجيرات الجماعة الإسلامية "حتشبسوت" العملية سبقها عدد من العمليات الإرهابية لعل أهمها تفجيرات الأقصر الجريمة التي اتركبتها الجماعة الإسلامية في 17 نوفمبر 1997حيث هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين، حيث كانوا متنكرين في زي رجال أمن مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، وقتلوا 58 سائحا في خلال 45 دقيقة. ثم حاول المهاجمون الاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات وكان التقرير الرسمي يدعي انهم يئسوا من المقاومة وقرروا الانتحار، وبعدها أعلن رفاعي طه -القيادي في الجماعة الإسلامية- مسؤوليته عن الحادث، وبلغ مجموع القتلى 58 سائحًا أجنبيًا، كانوا " ستة وثلاثين سويسريًا وعشرة يابانيين، وستة بريطانيين وأربعة ألمان، وفرنسي وكولومبي إضافة إلى قتل أربعة من المواطنين ثلاثة منهم من رجال الشرطة والرابع كان مرشدًا سياحيًا (كان من القتلى طفلة بريطانية تبلغ 5 سنوات وأربعة أزواج يابانيين إضافة إلى 12 سويسريًا، تسعة مصريين، يابانيين، ألمانيين، وفرنسي أصيبوا بجروح. هجمات شرم الشيخ شهدت المنطقة سلسلة من الهجمات الإرهابية المتزامنة في 23 يوليو 2005، تم الإعداد لها من قبل منظمة القاعدة المتطرفة، استهدفت المنتجع المصري الهادئ جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، حيث توفي جراء هذه الهجمات 88 شخصًا معظمهم مصريون، وجرح ما يزيد على 200 شخص من الانفجار. تفجيرات دهب تفجيرات إرهابية متزامنة حدثت في 24 أبريل 2006 بمنتجع دهب المصري، أودت بحياة 23 شخصا وجرح 62 آخرين معظمهم مصريون. وأعلنت السلطات، آنذاك، وجود علاقة بين مسلحين فلسطينيين وهذه التفجيرات، حيث تورطت جماعة التوحيد والجهاد، التي وُجهت إليها أصابع الاتهام في هجمات سيناء وأعلنت الداخلية وقتها أنهم تلقوْا التدريب في قطاع غزة. تفجيرات طابا تفجيرات أعلنت جماعة أطلقت على نفسها كتائب التوحيد الإسلامية مسئوليتها عنها ونشرته في منتدى الإصلاح على الإنترنت ووقع أولى الانفجارات في فندق هيلتون طابا، حيث انفجرت سيارة مفخخة قرب واجهة الفندق وأودت بحياة ما لا يقل عن 34 شخصا وإصابة أكثر من 150 بجراح أغلبهم إسرائيليون، في منتجعين سياحيين في شبه جزيرة سيناء، قرب الحدود مع إسرائيل، 9 أكتوبر 2004. تفجير حى الحسين حيث شهد حي الحسين بالقاهرة، فبراير 2009، تفجير قنبلة في سوق خان الخليلي، قرب المشهد الحسيني، مما أسفر عن مقتل فتاة فرنسية تبلغ من العمر 17 عاما، وإصابة 25 سائحا آخرين بينهم 14 فرنسيا تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما و3 سعوديين، وسائح ألماني إضافة إلى 4 مصريين بينهم أطفال. متحف الفن الإسلامي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة يعد أكبر متحف إسلامي بالعالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصروشمال أفريقيا والأندلس. وفي يوم 24 يناير 2014، انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف أدى التفجير لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية وتدمير كثير من القطع الأثرية، وتبنت جماعة أنصار بيت المقدس المسئولية عن التفجير الإرهابي. متحف العريش في فبراير من العام الحالي ضربت سلسلة من التفجيرات شمال سيناء، وأسفرت عن استشهاد 25 شخصًا وإصابة 40 آخرين ودمر إثرها متحف العريش بالكامل من الداخل والخارج وعلى الرغم من إتلاف العديد من القطع الأثرية وقدرت حجم خسائر المتحف ب20 مليون جنيه حيث تدمر المتحف من خلال سقوط السقف المعلق والأبواب الزجاجية وتدمير 7 فتارين. من جهته قال العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى، إن عملية الكرنك مؤشر خطير على نية الجماعات الإرهابية والإخوان استهداف الأماكن الأثرية والسياح لإحداث فوضى ومنع التقدم في مجال السياحة ولإفساد العلاقات بين مصر والدول الأوروبية وهو تكرار لمسلسل الجماعة الإسلامية في التسعينات. عكاشة قال، إن عملية الأقصر وتفجيرات معبد الكرنك جاءت رد فعل وانتقاما من فشل التحريض الدولى ضد مصر وردا على نجاح زيارة الرئيس السيسى إلى المانيا وتوقيف عودة تدفق السياحة الألمانية والأوروبية الفترة القادمة. الخبير الأمني قال إن نجاحات السيسى الخارجية وفشل الإخوان في نفس الوقت بالإضافة لمؤتمر القمة الاقتصادي الأفريقي، في شرم الشيخ كل هذه الأسباب كانت دافعا لتنفيذ العمليات الإرهابية مؤكدا أن التعامل الأمني وجاهزية المواجهة للعملية الإرهابية كانت جيدة جدا. وحذر عكاشة من تداعيات الحادث الإرهابى مؤكدا في الوقت ذاته أن الإرهابيين سيعاودون الهجوم مرات متكررة ويستهدفون السياح، لأنها جزء من إستراتيجيتهم التخريبية. أما القيادى الجهادي نبيل نعيم أكد أن الحادث بداية لعمليات قد تكون متكررة الفترة القادمة وعلى الأمن أن يستفيق لمواجهة محاولات الإرهابيين استهداف السياحة والأماكن السياحية مضيفا أن الإرهابيين حين يفشلون في مخططاتهم يبدوأن باستهداف الأجانب لفرض مزيد من الضغوط على مصر. نعيم أكد أن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول تكرار سيناريو الجماعة الإسلامية مع الدولة في محاولة لضرب الاستقرار والاقتصاد والسياحة وهذا تطور كبير في أسلوب وسلوك الإخوان والذين بدأوا في اللجوء للعنف بشكل كبير.