سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على استراتيجية الولاياتالمتحدة في التعامل مع الوضع في لبنان التي كان أحد جوانبها تقليص المساعدات المالية المخصصة لبرنامج المجتمع المدني، المعروف باسم "هيا بنا" في لبنان، والذي يسعى إلى إعداد أصوات سياسية شيعية بديلة لحزب الله- الحزب السياسي القوي والميليشيا المدعومة من جانب إيران. ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - عن منتقدين ومسؤولين عن برنامج المجتمع المدني اللبناني الذي يتلقى المساعدات الأمريكية، قولهم: "إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأت تقليص جهودها في مكافحة حزب الله لتجنب مواجهة إيران الشيعية، في الوقت الذي تتفاوض فيه معها للتوصل لاتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي شهر يونيو الجاري. وأضاف المنتقدون أن تقليص التمويل يهدد بعرقلة برنامج ترتكز انتقاداته في لبنان على دور حزب الله المتنامي في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا، حسبما أوردت الصحيفة. ونسبت الصحيفة إلى لقمان سليم، مدير منظمة "هيا بنا" التي خسرت تمويل واشنطن، القول: "نشعر بقلق كبير إزاء الرسالة التى يبعثها هذا القرار للمجتمعات الشيعية فى لبنان والمنطقة، بشأن خياراتها فى المستقبل". ومن جهة أخرى، نفى مسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية، سحب الولاياتالمتحدة دعمها لبرنامج إعداد أصوات شيعية بديلة فى لبنان، وقالوا إن البرنامج لم ينجح في تحقيق أهدافه، وإن الإدارة الأمريكية لا تزال تدعم برامج أخرى تديرها منظمة "هيا بنا"، ومن بينها برنامج يعمل على تعليم اللغة الإنجليزية للنساء الشيعة في لبنان، حسبما أفادت الصحيفة الأمريكية. وأضاف إدجار فاسكيز، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن "الولاياتالمتحدة مستمرة في دعم الجماعات والأفراد الذين يشاركوننا هدفنا نحو تحقيق الديمقراطية في مناخ سياسي يتسم بالسلمية والتعددية والازدهار في لبنان". واستدركت "وول ستريت جورنال" تقول إن التحرك الأمريكي يصب في اتجاه القلق السائد بين العديد من القادة العرب الذين يرون أن المصالح الأمريكيةوالإيرانية تتقارب بصورة متزايدة على حسابهم.. لافتة إلى أن واشنطن وطهران يكافحان قوات تنظيم داعش فى العراقوسوريا، حيث تشن الولاياتالمتحدة غارات جوية ضد مسلحي التنظيم، بينما لا تقوم بشن غارات مماثلة ضد حكومة الأسد، التي تدعمها إيران. وفي السياق ذاته، أعرب بعض الناشطين المؤيدين للديمقراطية في واشنطن عن قلقهم من أن يرسل خفض المساعدات الأمريكية عن منظمة "هيا بنا" اللبنانية رسالة مفادها أن الولاياتالمتحدة تقبل حزب الله ضمنيا، في محاولة لاسترضاء إيران. ووفقا للصحيفة، أعرب حزب الله عن انتقادات متزايدة للقادة والمنظمات السياسية الشيعية في لبنان التي تعارض دور الميليشيا في دعم الأسد.