"إن إسرائيل لا تملك سياسة خارجية، بل فقط سياسة داخلية"، هكذا قال صاحب نظرية «ريال بوليتيك»، السياسة الواقعية، هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق. عادة لا يُسأل الإسرائيليون عن السياسة الخارجية لبلادهم، لكن الأمر تغير شيئا فشيئا، فمنذ طلبت فلسطين بتعليق عضويتها في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة كرة القدم (فيفا) في زيوريخ السويسرية، ثار غضب الصحافة الإسرائيلية، والساسة أيضًا، حتى خرج رئيس الوزراء، "بنيامين نتيناهو"، ليهدد الفيفا علنا بأن تعليق الأنشطة الرياضية للكيان الصهيوني، هي محاولة لتدمير إسرائيل. و طالبت صحيفة "يديعوت أحرونت" الحكومة الإسرائيلية بأن تستيقظ وتستعد لمعارك مستقبلية سوف تخوضها فلسطين لانتزاع شرعية إسرائيل في مجالات عديدة، وربما هذا ما جعل إسرائيل تدرك إنها يجب عليها توثيق رابطتها بكبري الشركات العالمية، حيث التقى رئيس الوزراء نتنياهو، ورئيس شركة جوجل العالمية، إيريك شميدت، في الوقت الذي تتعالى في أصوات المقاطعة الدولية؛ تنديدًا بجرائم الاحتلال. وأبرزت وسائل الإعلام العبرية الزيارة، موضحة أنه يكيل المدح لإسرائيل، ويعتبرها قوة عظمى تكنولوجيًا، وقالت مجلة "كالكليست" العبرية، إن شميدت يجري زيارة قصيرة لإسرائيل، التقى خلالها مع طلاب وباحثين في معهد "فايتسمان"، وأنها بمثابة احتضانا لإسرائيل في ظل تنامي حملات المقاطعة، بينما وصفت «يديعوت أحرونوت» زيارة شميدت بأنها «حضن من مدير عام جوجل لإسرائيل لتعزز ثقتها بنفسها". لم يعرف عن "شميدت" الذي حصل على درجتي الماجيستير والدكتوراه في علوم الحاسب الآلي من جامعة كاليفورنيا ميله للإسرائيليين، لكن توقيت الزيارة جعله في نظر العرب "إسرائيلي الهوي"، حيث أكد خلال الزيارة على الدور القيادي التي تلعبه إسرائيل في المجال التكنولوجي عامة وفي مجال السايبر خاص". وأشاد "بالقدرات الإسرائيلية الكبيرة المتمثلة بالدراسة السريعة للتكنولوجيات الجديدة كما أشاد بروح الإبداع والمبادرة التي تتسم بها الصناعات الإسرائيلية. وتحتل إسرائيل المرتبة الثانية عالميا، بعد مرج السيليكون، من ناحية عدد شركات الستارت آب، حيث أنشئت في إسرائيل أكثر من 6000 شركة تكنولوجية خلال عشر السنوات الماضية".