انتهت أمس، فعاليات التدريب الذي استمر على مدى يومي 7 و8 يونيو الجاري، الذي نظمته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، بمقر جامعة النيل بالقاهرة، لعدد 163 رائد أعمال مصريًا وعربيًا، في سياق مسابقة الباز للقدرات العربية للتنمية والابتكار، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وركزت كلمات المشاركين في ورشة التدريب، التي أعقبت التدريب الإلكتروني "الافتراضي"، على ضرورة الكفاح من أجل تطوير منظمة البحث العلمي والابتكار، خاصة وأن مستقبل التنمية في الدول العربية ومصر يعتمد على الاهتمام المحوري بريادة الأعمال والابتكار وتشجيع روح الفريق، من أجل دعم مجتمع واقتصاد المعرفة. كما شدد المتحدثون في التدريب مع رواد الأعمال المشاركين على أهمية نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في المجتمع. وتقديم الشكر للجهات الراعية: مؤسسة منصور للتنمية، جامعة النيل، مؤسسة شورى للتنمية، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة بجامعة أسيوط، ووزارة التعليم العالي المصرية. نبحث عن الأفكار الابتكارية المتميزة وأعرب الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ( مقرها دولة الإمارات الشقيقة )، عن شكره لمصر ولفخامة الرئيس السيسي على رعايته ودعمه لهذه المسابقة، ولجامعة النيل، التي تعد إحدى المؤسسات المصرية المكافحة من أجل نشر ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع ولمؤسسة منصور للتنمية ومؤسسة شوري لدورهم الرائد في خدمة المجتمع المصري بقوة. وأشار النجار إلى أننا نبحث في الدول العربية عن الأفكار الابتكارية المتميزة، ذات الجدوى الاقتصادية والاستثمارية والمجتمعية، لأن ما ينقصنا في الوطن العربي، هو الأفراد المتخصصون الذين يبحثون عن التميز. ولهذا عملت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل والتدريب، وإطلاق الشبكات العلمية والتكنولوجية، ولكننا اليوم نعمل على البحث عن التميز، عبر تحويل الأفكار الابتكارية إلى منتجات تخدم الاقتصاد والمجتمع العربي. وأضاف رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: أن دور الجامعات اليوم تحول إلى تخريج الطلبة، ولكن ليس هذا هو الهدف الحقيقي، إذ أسست الجامعات لخدمة الأمن القومي، مثل كليات الزراعة للمساهمة في حل مشاكل الأمن الوطني المصري والقومي العربي الغذائي، والكليات البحثية على مهمة وطنية وقومية لتوجيه البحث العلمي والابتكار التكنولوجي لحل المشاكل المجتمعية، والتحديات، التي تواجه الاقتصاديات الوطنية العربية. وقال النجار: إن التركيز على ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والابتكار، أولويات إستراتيجية للمؤسسة، وضعتها لتحقيق هذا الهدف، وتعزيز النمو الاقتصادي في الدول العربية. وشدد النجار، خلال كلمته، على ضرورة أن يتم تغيير أفكارنا حتى يتم التجانس مع احتياجات مجتمعاتنا العربية، وتعمل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا للبحث عن أفضل تجانس مع الإمكانيات المتوفرة، لوضع الدول العربية في مصاف الدول المتقدمة، من خلال توظيف الابتكار وريادة الأعمال، التي تعد عوامل أصيلة في تحديد مستقبل التنمية المستدامة في المجتمعات العربية. مؤكدا أهمية تنظيم المسابقات لتحفيز الأفكار الابتكارية في وطننا العربي. الاتقان بمهنية عالية آليات وصور التواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين، حتى يستطيع رائد الأعمال، الوصول بفكرته الإبتكارية إلى أقصى استفادة، خلال أقل وقت ممكن. زيادة القدرات التنافسية للمشروعات القائمة على الإبتكار والريادية في سياق متصل، شدد الدكتور طارق خليل رئيس جامعة النيل، على ضرورة الاهتمام بزيادة القدرات التنافسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، القائمة على الابتكار وريادة الأعمال، مع التزام بتحقيق أقصى دعم ممكن لهذه النوعية من المشروعات، وأدنى تدخل في نشاط المبادر، ودعم المنتجات المحلية وتشجيع ابتكار حقوق الملكية الفكرية المصرية والعربية. وأضاف أن: تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، المعتمدة على الابتكار وريادة الأعمال، يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، من خلال اتباع سياسات لخلق فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل لتخفيف الأعباء المالية على الموازنة العامة للدولة، ونشر الوعي بمزايا العمل الخاص والتنسيق والترويج للمبادرات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير المعلومات وتقديم الدعم التقني، وتقديم دراسات الجدوى الاقتصادية والبيئية للمشروعات وخلق الفرص المربحة والمبتكرة من خلال توفير معلومات مستمرة، وتنمية العنصر البشري وتدريبة من خلال المؤسسات الداعمة. معربا عن شكره للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، التي كثيرا ما تتعاون معها جامعة النيل لدعم رواد الأعمال في مصر والدول العربية. من جانبها قالت الدكتورة غادة محمد عامر، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: أننا في حاجة إلى إنتاج أفكار جديدة، لتغيير ثقافة المجتمع المصري والعربي، مع الاستفادة بالطاقات الشبابية الابتكارية، في مجال ريادة الأعمال، وإننا نسعى إلى إطلاق نظام بيئي مبكر لحل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية. وأكدت عامر، أن تفعيل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لمساعدتها على الانتشار، وغرس مفهوم ريادة الأعمال والابتكار لدى الشباب، وتفعيل دور وزارات التعليم وضرورة اعتماد مناهج دراسية خاصة لمفهوم ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مراحل الدراسة المبكرة لغرس هذه المبادئ في بدايات مشوار الشباب. وأشادت بإعلان الرئيس السيسي الإعلان عن وزارتين جديدتين، إحداهما للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتوجهت كذلك بالشكر لوزير التعليم العالي لدعمه المبادرة ومجهوداته في دعم ريادة الأعمال في الجامعات المصرية. ودعت، مجتمع رواد الأعمال، إلى استخدام الخدمات الذكية التي توفرها الجهات الحكومية، كاشفة عن أن التحول الذكي في الخدمات الحكومية يعتبر مؤشرا إيجابيا لتميز في تقديم خدمات نوعية وذات قيمة مضافة للمتعاملين ومجتمع رواد الأعمال، مضيفة أنه على الحكومات العربية أن تعمل على تحفيز بيئة ريادة الأعمال والابتكار، من خلال سن القوانين والتشريعات الملائمة، دعم المؤسسات العاملة في هذا المجال. الوقت عنصر حاسم وأشار الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، إلى أن المشاركون ركزوا خلال كلماتهم على أن شركة إنتل على سبيل المثال احتاجت إلى 17 عاما، لتحقيق أو مليار دولار إيرادات، في حين أن رأسمالها الحالي فاق التريليون دولار. كما أكدوا أهمية عامل الوقت في نجاح أي مشروع ريادي، فالوقت أمر حاسم من أجل التقدم إلى الأمام، وأن شركة ماكينزي قامت بعمل دراسة عام 1998، لتحديد سوق التليفون المحمول "الموبايل"، والقابلية لاستخدامه، فكشفت الدراسة أنه عام 2000 سيكون هناك مليون شخص يستخدمون "الموبايل"، ولكن الدراسات ليست بالضرورة في كل الأحوال عالية الدقة، إذ إن الواقع أكد أن استخدامات الموبايل فاق كل التصورات والأعداد، وكان أول موبايل يزن 10 كيلو جرامات، في حين أن وزنه حاليا خفيف للغاية ولا يتعدى 200 جراما. المنتجات المؤثرة هي التي يحتاجها الأفراد أضاف الدكتور عبد الله النجار: أن ورشة التدريب أكدت أن الروتين والإجراءات تعيق أي عمل إبتكاري، وهناك اختراعات بسيطة، لكنها نجحت أن تغير المجتمعات وتجلب الكثير من الاستثمارات والإيرادات، ومنها مصباح صغير يضيء عند الكتابة على المكتب. وشدد التدريب على أن أفضل المنتجات تأثيرا في النفوس هي المنتجات، التي يحتاج إليها الأفراد. كما أن تشكيل فريق قوي ومتماسك ومتجانس ومتكامل، يعد من الأسباب الرئيسية لنجاح الفكرة الإبتكارية، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، القائمة على الريادية والإبتكار. وأن خطة الأعمال في مهمة في مرحلة ما، لكنها في حاجة لتطوير وتعديل في مراحال تالية لتناسب معطيات كل مرحلة، فالمهم هو النموذج الأول لعرض الفكرة الإبتكارية. يضاف إلى هذا ضرورة اختيار التوقيت المناسب لتسويق المنتج، وتنزيله "تداوله" في السوق، لضمان أفضل ظروف مناسبة لنجاح منتجك، بناء على دراسة واقعية لاحتياجات السوق. ضرورة الترابط بين الباحثين والمجتمع والشركات قالت الدكتورة ألفت الشياتي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة شورى للتنمية: إنه على كل فرد مسئولية عدم الإغراق في الحديث عن الماضي وبناء الأهرامات، لأن كل فرد مسئول عن بناء هرم لنفسه، ليساهم به في بناء وتنمية المجتمع. وأنه على كل فرد أن يحدد المجال الذي يبدع فيه ويعود بالنفع على الوطن. فأنا أعمل في قطاع الزراعة. وتعد مشكلة الأسمدة من أهم المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع، وبالمناسبة لا يوجد ما يسمي بالمبيدات المسرطنة، والمشكلة أن هناك ما بين 17% - 25% من الأسمدة المتداولة في السوق غير معتمدة. ونجح الباحث المصري في الوصول إلى المعادلة التي تفيد في إنتاج الأسمدة، ولكنه لم يتوفر له لا خط الإنتاج ولا التمويل اللازم لتغطية تكاليف الإنتاج فإنتاج الأسمدة "المبيدات" في حالة التجرية يحتاج لتكاليف تقدر بنحو 15 مليون دولار، وإجراء التجارب على المبيدات الجديدة المخترعة، لفترة لا تقل عن 5 سنوات، مع تجربتها في كل الظروف المناخية، خاصة أن مصر بها 16 منطقة مناخية، واختبارها من قبل الوزارات المعنية على مدى 3 سنوات أخرى، علما بأن هناك عوامل ومتغيرات كثيرة تحيط عملية إنتاج الأسمدة والمبيدات. أكدت: ضرورة الترابط بين الباحثين والمجتمع والشركات كالنسيح، والتخلص من سياسا النقد والشك والتخوين للنهوض بمصر والدول العربية من خلال العمل والابتكار، ويجب أن يكون العمل المفيد وليس المال هو الهدف من العمل، وأن يساعدنا التعليم الأكاديمي في توسيع آفاقنا ونضج أفكارنا، لإنتاج أفكار ابتكارية جديدة تخدم التنمية في المجتمع. موضحة أن مؤسسة شوري للتنمية قامت من أجل تدريب وتعليم الأفراد وتثقيفهم علميا، وتستثمر المؤسسة نحو 40 مليون جنيه في هذا المجال لخدمة المجتمع. الاستثمار المسئول والتنمية المستدامة من جانبها، قالت الدكتورة رانيا حمود المدير التنفيذي لمؤسسة منصور للتنمية إن: مؤسسة منصور التي تأسست عام 2001 بدأت العمل لخدمة المجتمع من خلال مساعدة الجمعيات الأهلية في مجالات الصحة والتعليم منذ عام 2007، تحت مظلة الاستثمار المسئول والتنمية المستدامة. كما أطلقت المؤسسة برنامجا سنويا منذ عام 2009، بقيمة 10 ملايين جنيه لتدريب الشباب، ومساعدة الجمعيات في القيام بدور فعال للمساهمة في حل مشاكل المجتمع. وأضافت أن: المؤسسة تعمل على تطوير العقول بما ينفع المجتمع، مع التأكيد على أهمية توظيف التكنولوجيا في جميع المجالات، على اعتبار أن التنمية المستدامة هي مسئولية اجتماعية وبيئية ومسئولية داخل الشركات الناجحة، التي تعد جزءا من المجتمع والاقتصاد. مشددة على أن التنمية تقوم على عاملين أساسيين هما التعليم والصحة ثم يأتي التدريب والثقافة والبحوث وريادة الأعمال. ويجب أن تكون لهذه التنمية رؤية تتفاعل مع احتياجات المجتمع، وتغطي كل الفئات من أطفال وسيدات وشباب ومؤسسات المجتمع المدني. محاضرون ومتنافسون وجوائز متنوعة قيمة وشارك في تدريب رواد الأعمال عدد من كبار المتخصصين في مجال الابتكار وريادة الأعمال، نذكر منهم: الدكتور رفيق جندي أول رئيس لجامعة النيل، والدكتور ألفت الشياتي رئيس مجلس أمناء مؤسسة شورى للتنمية، والدكتورة رانيا حمود المدير التنفيذي لمؤسسة منصور للتنمية، ود.محمود علام نائب رئيس جامعة النيل للشئون الإدارية، د. نزار سامي مدير إدارة التطوير المهني بجامعة النيل ويذكر أنه وصل للمرحلة الثانية من مسابقة الباز 77 فريقا، تضم 163 رائد أعمال عربيًا، وتصنف المشاريع التي تقدمها هذه الفرق إلى 35 مشروعا اقتصاديا و42 فكرة مشروع. وعلى مستوى التصنيف القطاعي، فهي تضم 11 مشروعا زراعيا، و27 في مجال الطاقة، و20 مشروعا لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، و5 مشروعات في مجال المياه، أما بالنسبة لنوعية التكنولوجيا الموظفة، وبالنسبة للدول المشاركة في هذه المرحلة فتضم السعودية، مصر، العراق، الجزائر، اليمن. وعقب التدريب، سيقوم رواد الأعمال بإعادة صياغة خطط أعمالهم، بصورة احترافية أكثر، للتنافس في المرحلة النهائية، قبل إعلان الفائزين في مسابقة الباز للقدرات العربية والتنمية والابتكار، والتي ستعلن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عن توقيت إجرائها لاحقا. وقالت الدكتورة غادة عامر: إن المراكز الأولى للفائزين سيوفر لها جوائز تصل في مجموعها إلى مليون جنيه إضافة إلى ميداليات تذكارية وشهادات تقدير، فضلا عن المشاركة في الدورة العاشرة للمسابقة العربية لخطط الأعمال التكنولوجية والملتقى العربي الثامن للاستثمار في التكنولوجيا، مشيرة إلى أنه سيتم حفظ حقوق الملكية الفكرية للأفكار العشرة الأولى المتنافسة عبر تسجيل براءات اختراع والتشبيك بين الفائزين الأوائل والمستثمرين العاملين في نفس المجال للبحث عن فرص ضخ تدفقات استثمارية لتحويل أفكارهم الابتكارية لمنتجات متداولة في السوق.