أكد الدكتور سامح عباس، أستاذ الأدب العبري الحديث بجامعة قناة السويس، أن نكسة 67 بالنسبة لإسرائيل، كان حلم تلمودي، تحقق على أرض الواقع، وكان بالنسبة لليهود في ربوع العالم، حلم صهيوني بعيد المنال، ولكن بعد 67 واحتلال عدد من أراضى الدول العربية، تعززت الأحلام الصهيونية بإقامة وطن لليهود من النيل للفرات، كما يروج له التلمود "أحد أهم المصادر الدينية لديهم". وأضاف عباس أن حرب الاستنزاف لم تجعل اليهود يهنأون بما حققوه من مكاسب على الأرض، حتى جاءت حرب 73 لتنهى أسطورة حرب 67، موضحًا أنه بعد مرور 48 عامًا على نكسة 67، إلا أننا نغفل أن هذه لم تكن نصرًا لإسرائيل كما روجت لنفسها، بل كانت حصيلة اجتماع رغبة "أوروبية - أمريكية"، للقضاء على نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان يسعى لتوحيد العرب، للقضاء على الكيان الصهيونى، فجعلوا من إسرائيل العنوان لهذه الحرب فدعموها، وخططوا لها هذه الحرب منذ دحر مصر للعدوان الثلاثي في عام 1956. وأشار عباس أن حرب 67، بدأت تتلاشى من الوعى الاستراتيجي الإسرائيلي، نتيجة حرب 73 التي محت لدى القادة الصهاينة والمفكريين الصهاينة أي ذكريات إيجابية لهذه الحرب. وقال عباس إن الأدب العبري حاول استرجاع ذكريات حرب 67، على أمل رفع معنويات الأجيال الإسرائيلية، التي تعاقبت بعد هزيمة حرب أكتوبر على يد الجيش المصري، مشيرًا إلى أن هذه الروايات لم تحظ باهتمام لدى القطاع الثقافي الإسرائيلي.