تعيش الثقافة المصرية أزمة كبيرة في الآونة الأخيرة، ورغم أن وزارة الثقافة هي من الوزارات المهمة في تشكيل الوعى المجتمعى، فإن الأداء في تراجع كبير، وخاصة في السنوات الأربع الأخيرة بعد ثورة «25 يناير». ومع مرور مصر بأزمة إرهاب متفشية، والتأكيد الدائم أن هذه الأزمة لا يمكن لها أن تنتهى من دون دور الثقافة التي هي الأساس الأول لمحاربة الجهل والإرهاب، فقد غاب بشكل كبير دور المثقفين، بل دخلوا في «حالة انكفاء» مؤخرًا. كان لا بد من وقفة مع «أزمة الثقافة في مصر»، وهنا نجرى مجموعة من الحوارات مع عدد من المثقفين، ومسئولى وزارة الثقافة، لمعرفة السبب في هذه الأزمات المتتالية. هنا نجرى 3 حوارات، الأول مع الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، الذي يتحدث عن أبرز المشكلات التي تواجهه. أما الحوار الثانى فمع الدكتورة سهير المصادفة، رئيس تحرير سلسلة الجوائز، التي تتحدث عن الحالة الثقافية الحالية، فيما الحوار الثالث مع وليد سيف، رئيس المركز القومى للسينما سابقا. قال إنه تخلص منهم بعد توليه المسئولية أحمد مجاهد في حواره ل"البوابة": هيئة الكتاب كانت "مرتعًا للمستشارين" لن أترك متابعة المشروعات وأتفرغ للرد على الشائعات.. ولا يعجبنى ما تنشره «التراث» نضال ممدوح نفى الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، وجود أي مستشارين يعملون بالهيئة، مؤكدا أنها كانت مرتعا للمستشارين في السابق، وأنه عندما تولى رئاسة الهيئة بالانتداب تخلص منهم، ولم يبق بها حتى على مستشار قانوني. وقال «مجاهد»، ل«البوابة»: إن الهيئة لا تستطيع طباعة كتب فرج فودة ونجيب محفوظ لأن حقوق الملكية تخص آخرين. ■ لماذا يرى كثير من المثقفين أن هيئة الكتاب تعوم على بحر من الفساد؟ - في الحقيقة السؤال جائر، والتعميم يدل على شيوع الأمر على خلاف الحقيقة، ولو حددت ماهية الفساد الذي تقصدين لأمكننى الرد بطرقة محددة، أما إذا كنت تقصدين الواقعة التي تناولتها العديد من المواقع والصحف والمتعلقة بوقف سلسلة تراث المسرح، فما تقولينه لا يدخل في إطار الفساد، لكنه في إطار اختلاف وجهات النظر الفنية، فعندما نقدم سلسلة عن تراث المسرح، فمن المفروض أن يكون المسئول عنها في المقام الأول هو المركز القومى للمسرح، لكن محاولة بعض موظفى الهيئة الانفراد بالسلسلة دون رئيس المركز القومى للمسرح فهذا خطأ كبير، لأن هذا التراث مملوك للمركز القومى للمسرح، ولا يجوز أن يقفز مدير التحرير ليصبح رئيسا للتحرير بعيدا عن المركز القومى للمسرح، وهو ما حدث في غيابى، وأعدت الأمور إلى نصابها الصحيح، فالأستاذ سعد عبد الرحمن عندما جاء إلى الهيئة غيَر كل رؤساء تحرير السلاسل، وكان من بينهم إبراهيم أصلان وخيرى شلبى واستبدلهم تبعا لاستراتيجيته في العمل، ومن أهم سلطات رئيس مجلس إدارة أي مؤسسة أن يغير رؤساء التحرير وهو ما فعلته أيضا. ■ لم تطبع الهيئة العديد من الكتب والإصدارات خارج مطابعها رغم أن لديها مطابع بإمكانيات كبيرة؟ - هناك بند جاء في ميزانية الهيئة قيمته 3 ملايين جنيه، هل الأصل أن تفقد الهيئة هذا المبلغ الذي لا يمكن تحويله إلى بنود أخرى، ويمكنها أن تصل به إلى أربعة أو خمس ملايين تدخل خزينة الدولة، فالهيئة بالأساس ليست مجرد مطبعة، الهيئة ناشر وهى بالأساس تطبع في مطابعها وفى الخارج. ■ متى يصبح هناك خطة نشر بالهيئة ولا يبدو الأمر وكأنه عشوائى وبالذات في مجال التراث؟ - أنا غير معجب بما تنشره الهيئة في مجال التراث، ونحتاج إلى مسئول جديد عن السلسلة لإعادة النظر فيها وتطويرها وهذا ما نفعله حاليا، لأننى أرى أن سلسلة التراث بشكلها الحالى لا تليق بهيئة الكتاب، وقد كنا نقيم توازنا بسلسلة تراث النهضة، وقامت بنشره من بعض كتب الإمام محمد عبده، وحوليات أحمد شفيق باشا، وغيرهما من الكتب المهمة، إضافة إلى أن لجنة مكتبة الأسرة تختار العديد من الكتب المهتمة بالتراث. ■ متى تقدم الهيئة على نشر الكتب التي تعرضت للمصادرة من قبل مثل «أولاد حارتنا» وكتب فرج فودة وجمال أبو رية؟ - كتب فرج فودة حقوق الملكية الفكرية لها طرف أسرته، وكنا فقط نبيعها في جناحنا بالمعرض، وفيما يخص كتب نجيب محفوظ فحقوق ملكيتها تخص دار الشروق، وهى موجودة وتباع بالسوق المصرية، ولا أستطيع طباعتها لأننى لا أملك حقوق ملكيتها الفكرية، وبالنسبة لكتاب جمال أبو رية ليس لدينا مشكلة في طباعته، وسنعرضه على اللجنة، وإذا أجازته ننشره. ■ كيف ترى أداء الوزارة في الوقت الحالي؟ - ليس لى الحق في إبداء الرأى في ذلك، سواء بالإيجاب أو السلب في هذا الموضوع، لأننى موظف تحت قيادة الوزير، ومن حق الوزير أن يقول رأيه في أدائى كرئيس مباشر، ولكن لا يحق للمرؤوس أن يبدى رأيه في أداء رئيسه، فالمثقفون فقط هم من يحق لهم إبداء الرأى سواء في أداء الهيئة أو الوزير. ■ طالب عدد من دور النشر الخاصة بمشاريع نشر مشتركة مع الهيئة.. متى ترى هذه المشاريع النور كما حدث في مركز الكتاب الدولي؟ - دائما أمد يدى إلى دور النشر الخاصة، ولو تابعت المركز الدولى، فإن الهيئة لها الدور الأرضى ودور النشر لها الدور الثانى بالكامل، كما أتعاون معهم في المعارض، وتمتد بيننا جسور التعاون إلى دور النشر المصرية والعربية، ولا تتوقف عند حدود الدور المصرية فقط. ■ وماذا عما يتردد بأن مكتبة الأسرة تجامل أسماء بعينها؟ - كنت دائما أحرص على عدم التواجد في لجنة مكتبة الأسرة، وحتى بعد إصرار الدكتور جابر عصفور على وجودى كعضو باللجنة، فأنا لا أتدخل في اختياراتها على الإطلاق، ووضعنا قوانين بحد أقصى للكتب التي نأخذها من الدور الأخرى، وكان الحد ثلاثة كتب ووصل إلى خمسة كتب بعد زيادة الميزانية، واللجنة تجتمع لتحدد الموضوعات وإستراتيجية العمل التي نهتم بها تبعا للظروف الراهنة سواء الفكرية أو المجتمعية، وبعد الاتفاق على الإطار يتم اختيار الكتب على هذا الأساس، حتى لا يصبح اختيارا عشوائيا.