استحوذ على 53 % من شبكة فضائيات «يورونيوز» الإخبارية لتطويق النظام من الخارج طموحات نجيب ساويرس في التملك أصبحت غير محسوبة يحاول أن يمتلك كل شىء حتى لو جاء ذلك على حساب أي شىء بما فيهم البلد نفسها، فهو لا يعشق إلا نفسه ولا يفكر إلا فيها، يتعامل مع الجميع بمنطق واحد فقط وهو مصلحته، يعرف في أي اتجاه تسير الريح ويكون هو أول الراكبين معها، مواقف نجيب ساويرس معروفة لدى الجميع وهو نفسه يعرف أنه أصبح مكشوفًا لولى الأمر في البلد لذلك حاول أن يبحث عن وسيلة أخرى ينفذ من خلالها أطماعه، وهى وسيلة الضغط سواء كان الضغط السياسي أو الإعلامي، وكان من الطبيعى أن يبدأ ساويرس بالضغط الإعلامي لأنها وسيلة أكثر وأسرع تأثيرًا على الناس كما أنها تتيح له أكثر من منبر يسرب من خلاله أفكاره المسمومة إلى ربوع البلد، وبالطبع لم يكن الهدف من تأسيس قناتى on tv وotv. هو تحقيق الربح المادى كما يشغل بال عدد كبير من مستثمرى الإعلام بشكل عام، لكن ساويرس كانت له أهداف أخرى من وراء إنشاء تلك القنوات أولها كما ذكرها هو بنفسه أنه رأى أن هناك هوجة من القنوات الدينية الموجودة في ذلك الوقت (2008) وأنه لابد من وجود قناة أو أكثر تقوم بعملية توازن لأن أغلب ما يقدم من تلك القنوات من وجهة نظره مواد مسمومة، وبذلك يكون قد كشف ساويرس عن أول أهدافه الحقيقية من وراء تلك القنوات وهو رغبته الحقيقية في أن تكون مثل تلك القنوات أداة للضغط على الحكومة والمسئولين خاصة في ملف الأقباط الملف الأكثر التهابًا في مصر حيث قال ساويرس عن ذلك الملف إن الأقباط المصريين يعانون من التمييز في مصر واصفًا أن أقباط مصر هم «الهنود الحمر» في أمريكا، وذلك لما يعانونه من اضطهاد وتمييز، مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة لم تختر سوى وزيرة واحدة مسيحية من ضمن 48 وزيرًا كلهم مسلمون، وأضاف: «الوزير الوحيد المسيحى في مصر كان وزير البيئة والآن تم توريث هذه الوزارة للأقباط في الوزارة الجديدة، مضيفًا أنه حينما تم اختيار محافظ مسيحى لمحافظة قنا قام السلفيون بقطع الطريق، وأسفرت هذه الإضرابات إلى تغيير المحافظ بنظير له مسلم، هكذا هو فكر ساويرس، وهذه هي نوعية القضايا التي يتبناها والتي يرغب في أن يرسخ إعلامه من أجلها. لم يكتف ساويرس بالقناتين فقط للسيطرة على سوق الإعلام المصرى بل إن وسع دائرة نشاطه وحصل على نسب من جرائد ومواقع منها رجل الأعمال نجيب ساويرس في طريقه للسيطرة على الإعلام المصرى، فهو شريك في جريدة «المصرى اليوم»، كما أنه الوكيل الإعلانى لشبكة قنوات الحياة الفضائية من خلال شركة برومو ميديا. كما أنه الوكيل الإعلانى لجريدة «اليوم السابع»، وموقع اليوم السابع الإلكتروني، والمواقع التابعة لليوم السابع مثل (فيديو 7، فوتو7، كايرو دار، كايرو كورة، كايرو بوست)، كما أنه يمتلك موقع مصراوى الإلكتروني، وأيضا جريدة فيتو، وبذلك يكون لساويرس أكثر من قناة وجريدة ينشر، ويعرض بها ما يريد من أفكار أو آراء بالشكل الذي يريده، وفى الميعاد الذي يحدده وفى نفس الوقت تخدم تلك القنوات على مشاريعه السياسية المعلنة وغير المعلنة والممثلة في حزب المصريين الأحرار الذي يترأسه، والذي ينوى السيطرة على البرلمان المصرى من خلال الحزب والجبهة التي ينظم إليها، لم يقتصر امتداد ساويرس وتوسعة في الإعلام المصرى فقط حتى يكون وسيلة ضغط على المسئولين في البلد بل امتد الأمر إلى أن يبحث عن وسيلة أيضا لتكون أداء للضغط العالمى على مصر في حالة عدم الاستجابة إلى ما يصبو له فقد تمكن ساويرس خلال الأيام الماضية من الاستحواذ على 53٪ من شبكة فضائيات «يورونيوز» الإخبارية، بقيمة مالية تقدر ب 35 مليون يورو، والتي يفوق عدد متابعيها في الأمريكية، وذلك في خطوة منه للسيطرة على الإعلام الأجنبى حيث انضم بذلك إلى قائمة المساهمين الحاليين في القناة، وهم 23 هيئة بث عامة، أبرزها «فرانس تليفزيون» و«راي» الإيطاليّة ورغم أنه يمتلك نسة أسهم تزيد على 50 في المائة بمعنى أنه هو المسيطر والمتحكم في إدارة شئون القناة، وهو الذي يضع السياسة العامة التحريرية لها إلا أن ساويرس أعلن أنه سيكون محايدًا ولن يتدخل في السياسة العامة لها، حكايته مع الإخوان بعد أسبوع من إبرام صفقة القناة الفرنسية فاجأ ساويرس إدارة القناة بمجموعة من الشروط والطلبات التي يرغب في أن تتبناها إدارة المحطة في الفترة القادمة حتى تتمكن من التواجد على الساحة لفترة أكبر وهذا ما يؤكد على فكرة عدم التزامه في أي كلمة يقولها، نفس الشىء تقريبا حدث بعد ثورة يناير عندما تولى الإخوان الحكم وقتها أعلن ساويرس أنه باع قناتى «أون تى في» و«أو تى في» إلى مستثمر تونسى يدعى طارق أبو عمار وأن الصفقة تمت في باريس، وذلك لأنه يخشى من الإخوان بعد أن طالب بحذف المادة الثانية من الدستور، والتي تنص على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام واللغة العربية هي لغتها ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع، لكنه تراجع عن هذه الدعوة بعد أن واجه معارضة شديدة من المسلمين، وكان من مبرراته أيضا أن الوضع العام ومناخ الحريات في البلد أصبح ضيقًا على حد قوله كما أن البلد تحولت إلى إيران فقد رأى في تلك الفترة أن المرأة المصرية أصبحت مثل المرأة الإيرانية في لبس الحجاب وغيرها لذلك أعلن أنه باع المحطات، وبعد ذلك اتضح أن كل كلامه فارغ وليس له أساس من الصحة، واتضح مع الوقت أن الموضوع بالكامل كذبة كبيرة الغرض منها أن يبعد نفسه عن جماعة الإخوان المسلمين ويتقى شرها. تدخلاته في المحتوى الإعلامي للقناة رغم كلام ساويرس عن حياديته وعدم تدخله في المحتوى الإعلامي لمجموعة قنواته إلا أن الواقع يقول عكس ذلك فقد تعامل ساويرس مع قنواته باعتبارها عزبة خاصة يلغى تعاقدات ويمنع إعلاميين من الظهور وغيرة من القرارات التي تؤكد على شىء واحد فقط وهو سيطرته على المحتوى الإعلامي بالشكل الذي يريده ومن أولى الخطوات التي اتخذها في هذا الشأن هو قراره بالإطاحة بالإعلامي يسرى فودة بعد مدة تجاوزت العام، وكان مبرره في ذلك أن فودة صاحب دم ثقيل ! بينما كان رد الإعلامي يسرى فودة عليه باستغراب فقد علق قائلًا ( هو أنا كنت بطلع أقول نكت على الشاشة) هذه ليست الواقعة الأولى لتدخلات ساويرس في تواجد إعلاميين أو طرد آخرين اختلفوا معه أو رفضوا تنفيذ تعليماته، فهناك أيضا واقعة استبعاد الإعلامية أمانى الخياط من القناة بشكل مفاجئ، وأخيرا الإطاحة بمقدم برنامج صباح أون، رامى رضوان حيث وصفه ساويرس بأنه أمنجى. وقد رد رضوان على كلام ساويرس في بيان جاء فيه أنه لم ولن يتلقى تعليمات أو توجيهات من أي كائن من كان وأنه لن يقول إلا ما يمليه علىّ ضميري. ومن يدعى غير ذلك فليخرج بالدليل وأضاف رامى: لأن بينى وبين المهندس نجيب العديد من الأصدقاء المشتركين. سأكتفى بهذا الرد دون الخوض في مزيد من التفاصيل التي تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن كل ما قيل عنى لا أساس له من الصحة. تدخلات ساويرس في الإعلام المصرى لم تقتصر فقط على قنواته وإنما امتدت لتصل إلى باقى القنوات، وهذا ما حدث بالضبط مع د عبد الرحيم على عندما كان يقدم برنامج الصندوق الأسود عبر فضائية القاهرة والناس، عندما قرر عبد الرحيم على فضح نشطاء السبوبة مصطفى النجار ومحمد البرادعى وعلاقتهما بأمريكا، وقتها كان ساويرس قد حاول أن يؤثر على عبد الرحيم عن طريق أصدقاء مشتركين أن يوقف إذاعة تلك المكالمات، وبالفعل كان يعلم أن اسمه سيذكر فيها وسينكشف للناس أنه دفع مليار جنيه حفاظا منه على مصالحه الخاصة وعندما قرر عبد الرحيم على إذاعة مكالمة تجمع ساويرس والبرادعى وتكشف مدى زيفهم للشعب المصرى وكمية التآمر على البلد بالكامل، ظهر هنا مدى جبروت ساويرس وتحكمه في الإعلام المصرى بشكل عام فقد تم قطع شارة البث على عبد الرحيم على في الاستوديو، وتم اتخاذ قرار بإلغاء البرنامج، وسرد طارق نور مالك القناة أسبابًا غير منطقية عندما تم سؤاله عن أسباب منع برنامج الصندوق الأسود من الظهور، وقتها قال نور إن على حاول أن يصفى حسابات شخصية مع ساويرس، وأنه بذلك انحرف عن الخط الرئيسى للبرنامج وهو مناقشة وكشف الخبايا والأسرار للعملاء الذين كانوا يتاجرون بالوطن، غير أن المعلومات التي وصلت لنا تؤكد أن إيقاف برنامج عبد الرحيم على كلف نجيب ساويرس مبلغ 10 ملايين جنيه دفعها نجيب كحملة إعلانية للقناةالقاهرة والناس وبالطبع كانت النتيجة الإطاحة ببرنامج عبد الرحيم على. أزمة ريم ماجد آخر سقطات نجيب ساويرس كانت الإطاحة بريم ماجد مقدمة برنامج «جمع مونث سالم» حيث فوجئت باتصال تليفونى من إدارة قناة «أون تى في» يخبرونها بأن البرنامج تم إيقافه ومن جانبه أكد لها ألبرت شفيق مدير المحطة لها أن الدولة تمارس ضغوطًا غير عادية على إدارة المحطة لمنع البرنامج وأنهم مضطرون إلى وقفة مؤقتًا على أن يذاع على اليوتيوب أن القناة لم تلغه وإنما تم تأجيله إلى حين الانتهاء من إعادة هيكلة الخريطة الجديدة للقناة، والتي تعكف عليها الإدارة حاليًا، خاصة أن هذا البرنامج يعرض على التوازى مع قناة دويتشه فيله الألمانية ومن إنتاجها، في نفس الوقت خرج ساويرس عبر صحيفة المصرى اليوم التي يشارك فيها بنسبة كبيرة ليبرر إيقاف البرنامج قائلًا إن سبب الاطاحة ببرنامج ريم ماجد هو عدم جلبه أي إعلان منذ عرضه إلى الآن وأن القناة تمر بأزمة مالية ولابد من تصفية البرامج التي لا تجلب الإعلانات، وأضاف ساويرس أن ماجد لديها هاجس الجهة السيادية التي تهددها دائمًا، وهذا غير صحيح بالمرة، وهنا يناقض ساويرس نفسه، فقد كان قد طلب مدير المحطة ألبرت شفيق أن يكلمها ويطلب منها أن تقول على لسانها أنا البرنامج تم إيقافه نتيجة ضغوط من جهات سيادية وبعد أن فعلت ذلك في مداخلة تليفزيونية مع إحدى المحطات خرج ساويرس لينهى عليها بأن تصريحاتها ليس لها أساس من الصحة وأن السبب من وقف البرنامج هو عدم تحقيقه لأى مكسب مادى.