شابة اسكندرانية تبحث عن ديكور عش الزوجية وتختار كل قطعة بعناية شديدة، عندما أرادت شمعة مميزة تليق بديكور بيتها ولم تجدها فقامت بصنعها بنفسها واقتحمت بها مجال صناعة الشموع. وعلى الرغم من بُعد الفن عن مجالها كإخصائية اجتماعية تميزت في تصميم الشموع وأصبحت لديها مدرستها الخاصة، وحتى بعدما رزقت بإياد وريناد أطفالها واصلت العمل بدعم كبير من أسرتها الصغيرة، ومن ثم بدأت تحث الشباب على العمل في هذا المجال للقضاء على البطالة. رانيا الغزالي مصممة الشموع تحدثنا في السطور التالية عن خبرتها في هذا المجال.. تقول رانيا الغزالي أنها ميزت تصميماتها بالروح الشرقية والملامح العربية الجميلة والكتابات بالخط العربي والكوفي وأضافت الخيوط لتزين الشموع وزينتها بفن الديكوباج بالخيوط على الشموع وهو أيضا ما يميز تصميماتها، مشيرة إلى أنها أول من أدخله إلى مصر وهو فن القص واللصق حيث تختار الاشكال وتقوم بلصقها بالغراء الأبيض الشفاف على الشمع من الخارج وعند إشعال الشموع تنير الصورة وتعطى شكلا ساحرا. كما صممت شموع الكولاج، وهى استخدام أكثر من خامة للتزيين ولاقت إعجابا واقبالا رغم غرابة التصميم، وأيضا قامت بعمل مجموعة وجوة مصرية ووجوه حزينة وأيضا مجموعه سحر الشرق لتشجيع السياحة بمصر. ومن تصميماتها الغريبة وغير التقليدية شموع الشاي والقهوة والنسكافية مع زينة الكعك والبسكويت مصنوعة من عجينة الملح التي تستخدم كديكور يستمر فترات طويلة دون تلف، وهى تقليعه خاصة بها تظهر بها الاشكال وكأنها حقيقية وتقوم بربطها على الكوب كوحدة ديكور. وتفضل دائما الاختلاف وعدم الخضوع للشكل التقليدي وهذا سر تميز تصميماتها، ففي عيد الحب صممت الشموع بالخيش واستخدمت قلوب من خشب وهو خارج تماما عن تصميمات الشموع لتلك الفترة التي تتميز باللون الأحمر و"الجليتر"، وأيضا في تصميمات الكريسماس تستخدم الشمع الجل وتدخل الوان جديدة مثل الموف بمشتقاته وزينته بكرات وزينة الكريسماس باللون الموف أيضا. وفي رمضان قامت بعمل تصميمات تحمل طابع الشهر الجميل من الخيامية وأسماء الله الحسنى والجميل الراحل يونس شلبي وسميتها "انت جيت يا رمضان" والشموع تتناسب مع أي مكان ولكن يجب أن تكمل جمال ورقي المكان وإلا تفقد أهميتها. وعن غلاء الأسعار واهتمام الشعب المصري بالشموع التي تعتبر كماليات قالت رانيا: دائما هناك من يهتم بالرقي وإضافة لمسة جمالية في منزله رغم كل الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلدنا، كما أن تصميماتها تتميز بأنها في متناول اليد، فهي تحرص على تقديم شموع راقية بأسعار زهيدة تبدأ من 20 جنيها حتى 200 جنيه، لأن هدفها هو نشر الفرح والهدوء، وفى الأساس هي فنانة ترغب في نشر الجمال في كل مكان. وتضيف قائلة: إن الشموع هواية يمكنها أن تتطور لتصبح مهنة فكل شخص لديه وقت فراغ يمكن أن يصنع شموع بسيطة ويزين بها منزله فصناعة الشموع غاية في السهولة فكل منزل به بقايا شموع أو شموع تم كسرها، تجمع الشموع وتضعها في اناء معدني ويوضع داخل حمام ماء حتى يسيل مثل تسييل الشيكولاتة وتضاف الالوان لتوحيد لون الشموع وتصب في أي كأس أو كوب زجاجي ويوضع الفتيل وتزين بشرائط حسب الرغبة ويمكننا وضع زيوت عطرية لها لتعطى عطر خاص عند اشعالها، أما من يريد البيع يمكنها تسويق شموعه على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بتحميل صور الشموع وكتابة مقاساتها طول في عرض والاتفاق على المقابلة والسعر. وتقول رانيا إن الشموع حرفة يمكن لأى فتاة أو شاب أن يحترفها ويقوم بتسويقها للحد من البطالة، ولعمل مشروع مربح ويمكن من خلاله تشغيل ايدي عاملة أخرى وتشجع الفتيات والشباب دائما على تعلم صناعة الشمع وتتمنى أن نستغنى عن الاستيراد من الصين للمنتجات السهل تصنيعها في وطننا العربي وعمل دورات تدريبية للشباب حتى لو بأجر رمزي لتعليمهم جميع الحرف التي تعود عليهم بالخير إن شاء الله، فمشروع صناعة الشموع يمكن أن يبدا برأس مال بسيط جدا يبدأ من 200 جنيه يمكن شراء 4 كيلو شمع وبودرة التلوين الخاصة بالشموع وقوالب كب كيك أو قوالب معدن من الحلواني وكذلك يمكن استخدام أكواب وكأسات زجاج وخيط 100% قطن وزيوت عطرية، ثم يبدأ إطلاق العنان لأفكاره ويبدع بدون تقليد من المصممين الآخرين لأن كل منا لديه حس فنى مميز به ويجب مراعاة الشكل النهائي وهو ما يكشف إذا كان المصمم محترف أم مجرد هاوي. وأشارت إلى أن الاقبال على شراء الشموع يتزايد في موسم رمضان لأن الشمعة المزخرفة بالنقوش الإسلامية والآيات القرآنية تعد هدية مناسبة وغير تقليدية بعيدة عن الحلويات الشرقية المعتاد تقديمها في الزيارات، ويتلوه عيد الحب حيث يكون الشمع أهم هدية رومانسية في حد ذاته أو بجانب هدية أخرى يقبل عليه المخطوبين والمتزوجين، أما في عيد الام فيشتري الأطفال الشموع لأمهاتهم ومعلماتهم في المدرسة، وكذلك في اعياد رأس السنة يتهادى أفراد العائلة به في السهرات والزيارات. وعن انواع الشمع أوضحت أنها عديدة منها: البرافين والجل والاموك، وتصنيعها واحد مع اختلاف القوالب لأن الجل لا يصب إلا في زجاج كي يحميه من الأتربة والحرارة، كما يوجد قوالب لصب الشمع من الاستانلس ستيل والسيلكون، وتحرص دائما على صنع قوالب السليكون بنفسها في منزلها. وتستكمل رانيا أن موضة الشموع مثل موضة الأزياء فكل عام تسود ألوان واشكال جديدة فموضة الصيف الالوان المبهجة ويعتبر اللون البنى بدرجاته ملك موضة الشموع يتلوه الأبيض لا يمكن أبدا أن تخلو منهم تصميمات ولكن تختلف الزينة فهناك من يحب الورود الفوم أو السيراميك أو الستان ومن هنا تختلف التصميمات حسب رغبة العميل يمكن تعديل التصميم الأصلي وتنصح المرأة بعمل شموع وبوكيهات ورود غير تقليدية كي تميز منزلها عن باقي المنازل فيمكنها وضع فواكه مجففة مع بوكيه الورد وتضيف لمسة خاصة كما يمكنها وضع فروع خشب بالوان متناسقة للبوكيه. وتشير رانيا إلى أن الزيوت العطرية تحقق معادلة جمال وهدوء الاعصاب فمثلا عطر الياسمين بالشموع يساعد على الشعور بالسكينة ويقلل من التوتر ورائحة القهوة تزيد من التركيز وخاصة عند المذاكرة، والشموع تمد بالطاقة الإيجابية وتساعد على التخلص من الطاقة السلبية ويمكن أن نقيم حفلا بشموع غير مكلفة لأنها شموع بلا شمع تتكون فقط من الماء والزيت والعطور الزيتية وفتيل وقطعة بلاستيك واي اكسسوار نرغب في اضافته يوضع الاحجار ثم الماء ثم الزيوت العطرية والزيت الخاص بالطعام ثم نثقب البلاستيك ونضيف الفتيل بحيث يكون نصفة العلوى مثل السفلى ونشعلها فيصبح لدينا شمعة برائحة جميلة وتدوم طويلا، ومؤخرا زاد الاقبال على الشموع لانقطاع التيار الكهربائي كثيرا. ونصحت بأن يستخدم الناس شموع الزيت حيث تستمر 10 أو 15 ساعة متواصلة حسب كمية الزيت، وبذلك تحل الشموع مشكلة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وبرائحة جميلة. وتعتبر رانيا شمع الافراح جزءا أساسيا في ديكور الزفاف وخاصة التي تتوسط الطاولات، والتي غالبا ما تتميز باللون الأبيض والورود الطبيعية أو الصناعية حسب رغبة العميل، وهناك من يطلب تخصيص كمية محددة من الشموع كهدايا لضيوف الفرح كتذكار مطبوع عليه أسماء العروسين وتاريخ الزفاف، والشموع العائمة تعتبر ملكة الحفلات حيث تظهر المكان بشكل مميز ورومانسي.