سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مطالب بطرد سفير إسرائيل من مصر بعد تصريحات "هوتوفولى" عن حدود دولة الاحتلال.. رخا: ادعاءات توراتية ليست بجديدة لقتل حل الدولتين.. عبدالمتعال: استغلال للضعف العربي.. أبوالفضل: تخالف القرارات الدولية
أثارت تصريحات تسيبى هوتوفولى، مساعدة وزير الخارجية الإسرائيلى الجديدة، بأن كل الأرض الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط تابعة لإسرائيل، اهتمام خبراء الشئون الدولية والسفراء، ففي حين رأى البعض أنها ليست بجديدة، ووصفوها بأنها "غوغائية استفزازية"، وقد ذكرها مناحم بيجن من قبل بالرغم من أن مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية أكدا أن فلسطين أرض محتلة، لكن بعض المحللين رأوا أن تلك التصريحات ربما تمثل استعراضا للعضلات الإسرائيلية في ظل ضعف العالم العربي، مطالبين بطرد السفير الصهيوني من تل أبيب تنديدا بتلك التصريحات. وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن تصريحات نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إنما تعكس ادعاءات تاريخية مفادها أن "دولة إسرائيل من النهر إلى البحر"، وهي ما أطلق عليها مناحم بيجن اسم ال"جوديا وسامرا" وهو الاسم اليهودى القديم للضفة الغربية حاليًا كما قال مناحم بيجن عنها "هذه أرضنا المحررة"، مؤكدا أن الفلسطينيين لهم الشعب ونحن لنا الأرض، بمعنى أن السيادة والأمن من اختصاص إسرائيل ومن هنا يرون أنهم ينشئون المستوطنات على أراضي إسرائيلية كما يدعون. وأضاف رخا أنهم استندوا إلى بعض الادعاءات التوراتية حيث قالوا إنه جاء فيها أن الله تعالى قد قال لنبينا إبراهيم عليه السلام، انظر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فهذه أرضى لك ولأولادك، مضيفا أن اليهود لم يكونوا من الأساس في فلسطين، وبقراءتنا للتاريخ سنجد أن ما يدعونه مجرد أساطير، ولا يمكن تطبيق هذه المقولات على الأرض السياسية، وإلا لترك الأوربيون الأمريكتين وعادوا إلى بلادهم في أوربا، ولو قرأنا تاريخ فلسطين فسنجد أن الفلسطينيين والعبرانيين الذين عبروا نهر الأردن وأن كلام اليهود غير صحيح، ولو عدنا لساعة قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948 ورأينا عدد اليهود فسنجد أنهم كانوا أقلية. وأضاف حسن، أن المستشار القانونى لوزارة الخارجية الإسرائيلية في عهد ليفى أشكول قال بعد حرب 67 مباشرة عندما بدأ عدد من المستوطنين اليهود في إقامة مستوطنات مدنية " أن هذه أراضي محتلة ويجوز انشاء مستوطنات عسكرية فيها ولا يجوز انشاء مستوطنات مدنية، حسب القانون الدولى، كما أن المستشار القانونى لوزير الخارجية الأمريكية حينذاك قال الرأى القانونى نفسه، وبعد ذلك ضغطوا على المستشار القانونى الإسرائيلى وجعلوه يغير رأيه، كما أنه في مجلس الأمن تم التصويت على كلام المستشار القانونى الأمريكي وصدر قرار من المجلس يؤكد أن المستوطنات في الأراضى المحتلة غير شرعية وكان بشأن القدس خصيصًا، وكلام الإسرائيليين عموما ناتج عن حالة الضعف العام للعالم العربى. وأكد عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الأممالمتحدة قد اعترفت بدولة فلسطين في حدود 4 يونيو 1967 وهذا يعنى أن أي أراضي محتلة داخل حدود فلسطين هي أراضي محتلة احتلالا استعماريا ولابد من اجلائها، ولو عدنا لرأى محكمة العدل الدولية عند قيام الحائط العازل فقد جاؤا بكل تواريخ الاحتلال وخرائط هذه الارض مما أثبت أن كل كلام إسرائيل حاليا كلام فارغ ولا أساس له من الصحة. وقال السفير كمال عبد المتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن هذه التصريحات ليست جديدة ولا غريبة، ففى يوم ما قال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون للعرب إن فلسطين أرض متنازع عليها وليست أرضا محتلة. وأضاف أن إسرائيل الكبرى اللاهوتية تدعى ذلك في التراث العبرى القديم والتلمودى، فهم يقولون هذا الكلام وهو ليس بجديد عليهم، لكنه في إطار الصراع الداخلى في إسرائيل، فإن هناك صراعات داخلية من قبل العديدين لكسب الشعبية وتقوية مركزه سواء كانوا في المعارضة أو شركاء في الحكومة أو من المحتمل أن يحتاجوه في التصويت للحكومة، موضحا أن المشكلة هي أن العالم العربى أصبح في أضعف حالاته، والدعاوى الإسرائيلية من هذا النوع تخيفنا ونتوقف عندها بعمق وتحليل على أساس أن موازين القوى قد تسمح لهم بتنفيذ هذا الكلام في ظل ضعف العرب، لذا فعلينا أن نبنى أنفسنا في الوطن العربى وانا اظن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يسعى لبناء العرب. وقال عبدالمتعال، إن هناك موقفا آخر من المواقف غير السوية في السللك الدبلوماسى وهو تصريحات سفير ألمانيا الأخيرة فهى أقرب الأمور التي تؤكد ضعف العرب، فكيف تسمح وزارة الخارجية المصرية له بأن يقول هذا الكلام علنا، فكان لابد أن يتم استدعاؤه فورا وألا يتكرر مرة أخرى أو نطلب من دولته تغييره فورا أو طرده لكننا في حالة ضعف شديد جدا، فالسعودية كانوا يقولون إن مصر فيها إرهاب في التسعينات نتيجة الفقر الموجود فيها، واليوم الإرهاب اصبح في السعودية أيضا وغيرها، مشيرا إلى أن إسرائيل حفرت لنا حفرة ونحن نعمق فيها أكثر فأكثر، مؤكدا أنه خلال الخمسين سنة الأخيرة ما رأيت مصر بهذه الحالة الضعيفة على الإطلاق مما هي عليه الآن. وقال محمد أبو الفضل، عضو لجنة التضامن ومدير المكتب الإعلامي بمنظمة تضامن الشعوب الإفروآسيوية: إن تصريحات مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي تتعارض مع المشاريع الدولية الكبيرة حول النزاع العربى الإسرائيلى والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية في الضفه الغربية وقطاع غزة، وتأتى تصريحاتها بسبب انتمائها إلى أقصى الليكود وهؤلاء بالطبع معروفون برفضهم التام لاقامة دولة فلسطينية ويدافعون باستماته عن فكرة إسرائيل الكبرى والتي تشمل الدولة العبريه والأراضى الفلسطينية. وعبر أبو الفضل عن اندهاشه من تصريحات مسئولة تتحدث عن كتابات حاخام من القرون الوسطى عند حديثها عن الخطوط المهمة للسياسة الخارجية لدولتها عند تسلمها لمهام عملها كمساعدة لوزير الخارجية، متسائلا: هل القصص الدينية في التوراة هي التي ستحدد سياسة إسرائيل الخارجية ووسيلة لحل مشكلة القضية الفلسطينية؟ ربما، فلقد جاءت تلك التصريحات عقب إعلان محمود عباس أبومازن التمسك بحل الدولتين ورفضه للحلول المؤقتة.