مازالت شجرة “,”القات“,” في اليمن تمثل أكبر تهديد للمحاصيل الزراعية الأخرى جراء الاستمرار في التوسع في زراعتها في مختلف مناطق البلاد؛ رغم التحذيرات الحكومية من قضاء شجرة القات على الثروة الزراعية، وتحول اليمن قريبا إلى أكثر الدول العربية استيرادا للخضروات والفواكه والقمح . والقات نبات منشط يزرع في كثير من مناطق اليمن ويتناول ويخزن في الفم لساعات، ويترافق معه في بعض الأحيان تعاطي مشروبات الطاقة والغازية، والسجائر . ويعرف علميا بأنه أحد النباتات المزهرة التي تنبت في شرق أفريقيا و اليمن، وتحتوي نبتة القات على مادة شبه قلوية تدعى “,”الكاثينون“,”، وهي شبيهة ب“,”أمفيتامين“,” منشط، لكنها تسبب إنعدام الشهية وحالة من النشاط الزائد، ولذلك صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان . ويقول سمير العتمي، مدير إدارة البن في وزارة الزراعة اليمنية إن “,”الإحصاء الزراعي للمحاصيل المنتجة في اليمن يصنف إلى ست مجموعات هي الحبوب ،المحاصيل النقدية ،الفاكهة ،الخضروات ،البقوليات، الأعلاف والذرة “,” باعتبارها محاصيل مطرية، غير أن القات يحتل أكبر مساحة على الإطلاق بين هذه المحاصيل حيث تبلغ نسبة مساحته حوالي 50% من مساحة المجموعات الست . ويوضح أن “,”القات يزحف في الفترة الأخيرة بشكل كبير في معظم المناطق الريفية باليمن، ومنها منطقة قاع جهران بمحافظة ذمار، شمال اليمن، التي كانت تشتهر حتى وقت قريب بزراعة محصول البطاطس وبعض الخضروات “,”. ويحذر المسؤول اليمني من أنه “,”إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه لعشر سنوات قادمة، فإننا لن نجد أي خضروات أو فواكه محلية، وستصبح كل المنتجات الزراعية مستوردة من الخارج ونصبح أكبر دولة مستوردة للغداء في الوطن العربي“,”. ويطالب العتمي بضرورة وجوب وضع تشريعات وقوانين تحد من الاستهلاك اليومي لشجرة القات . في الاتجاه نفسه، يؤكد عبد الحفيظ قرحش، مدير عام الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة للاناضول “,”أن القات كارثة اقتصادية واجتماعية وصحية على اليمن حيث بدأ يزحف ويتوسع منذ ثمانينيات القرن الماضي على حساب المساحات الزراعية الأخرى، خصوصا البن الذي اشتهر به اليمن لقرون، وذلك نتيجة العائد الاقتصادي الكبير من جراء بيعه للمغتربين اليمنيين ومن ثم استثمار عائد هذا البيع للاستثمار في أنشطة مختلفة مثل البناء، وهو ما جعل الكثير من المواطنين يقومون بزراعة القات من اجل استهلاكه او بيعه “,”. وأشار إلى أن مساحات زراعة القات بلغت 141 ألف هكتار لعام 2007، أي حوالي نصف المساحة المزروعة في البلاد، إلى جانب تسببه في استهلاك واستنزاف 40% من مياه الرى المتاحة حيث يتم ريه بعملية الغمر . ولفت إلى أن الدولة تنفق ما بين 300 - 400 مليون ريال سنويا، (حوالي مليوني دولار)، مقابل تكفلها بعلاج حالات مرضية مستعصية أصيبت بأمراض خطيرة كالسرطان من جراء تناول قات تم رشه بمبيدات ضارة غير مرخصة . ويختتم بالقول : “,”من المؤسف أن القات يستهلك من جميع الفئات العمرية من الجنسين في اليمن، كما أصبح عاملا رئيسيا لانحراف الشباب الذين يلجأون لأساليب غير مشروعة للحصول على المال من أجل شراء القات وأيضا ساهم في تفشي الرشوة بين المواطنين لطلب توفير تكاليف القات “,”. الأناضول