سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء الصحة: زيادة معدلات الإنجاب بعد ثورة يناير نتيجة غياب إعلانات التوعية.. الحالة النفسية للمصريين أهم الأسباب.. فترة حظر التجوال زادت نسبة العلاقات الزوجية مع إهمال استخدام موانع الإنجاب
تسبب تصريح وزير الصحة د. عادل العدوي حول معدلات الإنجاب التي عاودت الارتفاع في صدمة للجميع، حيث أثارت العديد من التساؤلات، خصوصا في ظل موجة غلاء الأسعار التي تهدد حياة المصريين منذ اندلاع فتيل ثورة 25 يناير وحتى اللحظة، مما يدل على أن العقلية المصرية لم تتغير وأن الفكر السائد مازال يتصدر المشهد والذي نترجمه في عبارات شعبية دائما ما نتداولها من بينها: "العيال عزوة، وكل عيل يجي برزقه" ففي فترة ما قبل 25 يناير كنا نشاهد باستمرار إعلانات توعية من ضمنها إعلان كريمة مختار الذي ظل عالقا بأذهان الجميع لفترات طويلة. والسؤال الآن ما السبب الحقيقي وراء ارتفاع معدلات الإنجاب رغم الحالة الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير؟ وما الدور المفترض الذي من الممكن أن تقوم به وزارة الصحة ووسائل الإعلام في الفترة المقبلة حتى نواجه هذه الزيادة التي ربما تؤثر بشكل سلبي على المجتمع المصري، خصوصًا في ظل انتشار الفكر المتطرف ما يتطلب الاتجاه نحو تحسين المنظومة التعليمية لحل الكثير من المشاكل التي تواجه المجتمع المصري وأبرزها توعية السيدات بالصحة الإنجابية. في البداية أكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ل"البوابة نيوز" "أن هناك زيادة كبيرة في معدلات الإنجاب فالمرأة المصرية تنجب في المتوسط 3، 5 طفل والنسبة الأقل في الريف 3، 8% ومتوسط عدد أفراد الأسرة 4، 1% وهذا وفقا لنتائج المسح الصحي الذي قامت به الوزارة، وأرجع د. عبد الغفار السبب في هذه الزيادة إلى التغييرات السياسية التي طرأت على المجتمع المصري منذ قيام ثورة 25 يناير،فلم يكن هناك متنفس أمام المصريين في فترة الثورة وما صاحبها من فترات حظر تجول سوي العلاقات الزوجية خصوصًا عند الطبقات الفقيرة التي لم تهتم بمراعاة الصحة الإنجابية ولم يكن أمامها أي متنفس ترفيهي سوى هذه العلاقات ". وأضاف: أيضًا الحالة النفسية للسيدة تلعب دورا كبيرا في زيادة معدلات الإنجاب حيث لم تهتم باتباع وسيلة منع الحمل، كما أن أغلب النساء تركن البرشام والذي في حالة السهو عن تناوله يحدث الحمل. كما نوه د. عبدالغفار إلى أن الشعب المصري يتعامل مع الإنجاب على أنه نوع من أنواع الفرج وأن كل طفل يأتي برزقه. وعن خطة وزارة الصحة للحد من زيادة الإنجاب: أجاب د. عبد الغفار قائلا: نحن الآن نقوم بعمل حملات توعوية بدأناه في محافظة سوهاج التي تعاني من زيادة كبيرة في معدلات الإنجاب. كما نقوم بعمل برنامج قومي للتوعية بصحة الأم والطفل. بينما أرجعت د. عبير العراقي عضو الاتحاد العالمي لحماية الطفولة السبب في الزيادة الإنجابية إلى تراجع تنظيم الأسرة بعد ثورة 25 يناير وتري أن ذلك يمثل خطورة شديدة على المجتمع خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية التي واجهها المجتمع المصري وغلاء الأسعار، لذلك لابد من ربط حزام البطن وضرورة وضع استراتيجية من الدولة لتنظيم السكان في مصر بحيث يتم دعم طفلين من الدولة كما كان يحدث سابقًا والطفل الثالث تتحمله الأسرة بحيث يحدث نوع من التوازن ما بين معدلات الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي. وأشارت د. العراقي إلى أن البرامج التوعوية من خلال الإعلام كانت كثيرة قبل ثورة 25 يناير لكن نظرا للظروف السياسية اختفت هذه البرامج وحل محلها برامج سياسية، أيضًا ارتفاع الأسعار جعل الكثير من السيدات يلجأن لاستخدام حبوب الحمل بدلا من الوسائل طويلة المدى التي كانت مكلفة خصوصًا أن الأسر الفقيرة كانت تلجأ للخدمات الصحية البسيطة من خلال مراكز تنظيم الأسرة التي كانت منتشرة. وتطالب د. العراقي بضرورة تنشيط هذه المراكز ثانية وتفعيل الطرق العالمية للحد من الإنجاب، والتوعية من خلال مؤسسات المجتمع المدني. بينما قال د. عمرو حسن استشاري نساء وتوليد بالقصر العيني أنه قبل ثورة 25 يناير كانت وزارة الصحة تركز بشكل كبير على إعلانات تنظيم النسل وهذا كان من ضمن السياسة العامة لمصر، لكن بعد الثورة تغير الاتجاه العام وأصبح الفكر السائد حول الوضع السياسي والفكر المتطرف للجماعات التكفيرية، أيضا الحالة الاقتصادية أثرت على تفكير الناس وكانت العلاقات الزوجية هي المتنفس خصوصًا في ظل فترات حظر التجوال التي كانت سائدة في فترة الثورة، حيث تزايدت معدلات الإنجاب في هذه الأيام،لافتا إلى أن تغير المزاج العام لعب دورا كبيرا في زيادة الإنجاب حيث كانت السيدات يتجهن لاستخدام اللولب" وهو من الوسائل طويلة المدي لكن نظرا لغلاء الأسعار اتجهت الكثير من السيدات لبرشام منع الحمل وفي حالة نسيانه يحدث الحمل على الفور. ويري د. عمرو لابد من عودة الدور التوعوي والتوجيهي الذي كانت تقوم به الدولة،والتوعية بخطورة زواج القاصرات ومدى تأثير الحمل المتكرر على صحة الأم مما يسحب من رصيد جسدها ويجعلها أكثر عرض للإصابة بالأنيميا الحادة، لافتًا إلى أن الولادة القيصرية أكثر من مرة تمثل خطورة شديدة على الأم، ويطالب بضرورة عودة الإعلانات التوعوية التي تشكل وعي المجتمع بالاتفاق مع وزارة الصحة، كما لابد من وجود مادة للصحة العامة تدرس في مراحل التعليم المختلفة. وعن دور الإعلام في مواجهة هذه الزيادة الإنجابية قال د. محمود خليل الأستاذ بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة القاهرة: دور الإعلام توعوي هذا لا نختلف عليه لكن الإعلام لا يملك تغيير الرأي العام ازاء قضايا الإنجاب تحديدا فهي مسألة تتشابك فيها العديد من العوامل المختلفة،منوها إلى أنه في الستينيات كان الإعلام يقوم بدور أكثر ن رائع في عمل إعلانات وبرامج توعوية لتنظيم الأسرة. لافتا إلى أن جمال حمدان في كتابه وصف مصر أرجع زيادة الإنجاب لعدم وجود جوانب ترفيهية في المجتمع خصوصًا أمام الطبقات الفقيرة لذلك كانت العلاقة الزوجية هي الشيء الترفيهي بالنسبة لهذه الطبقات. معترفًا بأن الإعلام فشل في هذا الدور التوعوي في الفترة الأخيرة نظرا لارتفاع مستوي المعيشة، فضلا عن اتجاه الدولة لتحقيق مكاسب من وراء هذه الحملات الإعلانية ودخلت ضمن باب السنفرة والعمولات فالكثير من السياسيين يريدون استمرار هذه المشكلة حتى يستمر تربحهم خصوصًا وهناك من المسئولين من يتاجرون بقضية الزيادة السكانية دون الاتجاه إلى إيجاد حلول جذرية لمعالجتها.