مصادر: خادم الحرمين غير راضٍ عن السياسات الأمريكية.. وكيرى فشل في إقناعه بخطط إصلاح أخطائها بالمنطقة كشفت مصادر سعودية أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعدم زيارة الولاياتالمتحدة، وإلغاء مشاركته في قمة كامب ديفيد، بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج، جاء نظرا لعدم رضاه عن سياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وعدم حصوله على تعهدات واضحة من إدارة الرئيس باراك أوباما بإصلاح الأخطاء الحالية، وبخاصة فيما يتعلق بإيران وسوريا، وفشل وزير الخارجية جون كيرى في إقناع الرياض بجدوى خطط واشنطن المستقبلية في هذا الإطار. وقالت المصادر ل«البوابة» إن الكثير من قادة الخليج لن يحضروا القمة تجاوبا مع موقف المملكة، وسيكون هناك تمثيل من المستوى الثانى بالنسبة إلى السعودية والبحرين والإمارات، إذ سيوفد الملك سلمان بدلا منه، ولى العهد الأمير محمد بن نايف، وولى ولى العهد محمد بن سلمان، كما أن الموقف القطرى لم يتحدد بعد، وإن كان الأمير تميم بن حمد قد يعلن عن مشاركته. وذكرت أن أوباما يبحث عن وسطاء للحديث مع الملك سلمان، وإقناعه بالذهاب، وأن هناك اتصالات مستمرة الآن بين البلدين من أجل الخروج من هذه الأزمة، التي تؤثر بشدة في الرئيس الأمريكى، الذي قد يتجه للمرة الثانية في زيارة إلى المملكة من أجل خطب ود العاهل السعودى من جديد، بعد فشل جهود كيرى خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض في تغيير المعادلة. ويعد هذا الموقف الخليجى بمثابة عقاب جماعى للولايات المتحدة وأوباما، بسبب فشل سياسات الأخير في تحقيق الأهداف التي طلبتها دول الخليج، ومماطلته في التعامل بقوة مع قضايا المنطقة. وكان وزير الخارجية السعودى عادل الجبير أعلن أمس الأول، أن الملك سلمان أناب ولى عهده لحضور قمة كامب ديفيد، في وقت أكدت فيه الولاياتالمتحدة مشاركة العاهل، بل وأعلنت عن قمة ثنائية في البيت الأبيض بينه وبين أوباما الأربعاء، لبحث مجمل الملفات قبيل القمة المرتقبة. ويعد إعلان الجبير عدم مشاركة الملك سلمان في القمة، بمثابة إشارة مؤكدة أيضا إلى أن لقاء العاهل السعودى وأوباما في البيت الأبيض، أصبح أيضا في حكم العدم. من جانبه أوضح الكاتب والإعلامي السعودى زايد الرويس، أن غياب خادم الحرمين الشريفين عن قمة كامب ديفيد، المقررة الخميس المقبل، بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما والقادة الخليجيين، هو مؤشر واضح على عدم رضا السعودية عن السياسة الخارجية الأمريكية، وتعاطيها مع قضايا سوريا والعراق وإيران. وقال الرويس ل«البوابة» إن جميع المؤشرات تنم عن أن المملكة السعودية بدأت مرحلة جديدة في علاقتها مع حليفها التاريخى، الولاياتالمتحدة، تتسم بعدم الرضا الذي من شأنه تهديد استمرار العلاقات القوية السابقة، وبخاصة بعد المواقف الأمريكية المختلفة من قضايا الشرق الأوسط، وأهمها المفاوضات الجارية بشأن الملف النووى الإيرانى. ولفت الكاتب إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية على الرغم من قدمها وتماسكها إستراتيجيا لعقود من الزمن، فهى كغيرها من العلاقات السياسية تعتمد على تحقيق المصلحة لكل بلد بحسب أولوياته. وأضاف أن «السعودية تعتمد في أحيان كثيرة على استخدام أوراق ضغط على السياسة الأمريكية، بالتلويح ببناء تحالفات أخرى كلما دعت الحاجة إلى ذلك، ولعل المتابع يلحظ الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسى إلى الرياض ومشاركته في القمة الخليجية وتصريحاته بأنه يمكن لدول الخليج الاعتماد على فرنسا كحليف قوى، وقوله إن ما يهدد أمن الخليج يهدد أمن فرنسا، وهو ما جعل وزير الخارجية الأمريكي يسارع بعدها لزيارة الرياض». النسخة الورقية