قال رئيس اتحاد الغرف التجارية اللبنانية محمد شقير إن قيام الدول الخليجية بإغلاق أسواقها أمام الصادرات اللبنانية ردا على تصريحات سياسية مسيئة لهذه الدول، سيؤدي إلى إغلاق "كل المصانع اللبنانية أبوابها خلال شهرين. وأضاف شقير: أعني كل المصانع وأنا مسئول عن كلامي، سوقنا في لبنان يعتمد على التصدير للخليج، وأتمنى صحوة ضمير من قبل الجميع، ودعم هذه العلاقات مع الخليج لأن لبنان لا يستطيع أن يعيش اقتصاديا من دون دول الخليج. وذكر شقير، الذي يشغل أيضا منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، أن "الاقتصاد اللبناني مبني على دول الخليج، شئنا أم أبينا، أحببنا ذلك أم كرهناه، فذلك هو الواقع". وشهدت الساحة اللبنانية سجالات إعلامية بين كل من مسئولي تيار المستقبل السني الحليف للسعودية و"حزب الله" الشيعي الحليف لإيران، على خلفية الانقسام بشأن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي أطلقتها السعودية في 26 مارس الماضي، بمشاركة دول عربية، دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمتحالفين مع الرئيس السابق على عبدالله صالح، بعدما اجتاحوا العاصمة صنعاء وكان أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله،أتهم السعودية بأنها "مسئولة عن تصدير "التكفير والإرهاب"، ما أثار ردود فعل خليجية وأدى لتهديد مصير آلاف العائلات اللبنانية في دول الخليج، بعد أن أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية. وشرح شقير بالأرقام مدى اعتماد الاقتصاد اللبناني على دول الخليج، موضحا أن 85% من تحويلات اللبنانيين في الخارج تأتي من دول الخليج، و90% من الاستثمارات الأجنبية في لبنان هي استثمارات خليجية، و50% من صادراتنا هي إلى دول الخليج، ولكن الأهم أن قيمة الاستثمارات اللبنانية في الخليج هي بعشرات مليارات الدولارات. ويرى أن أي طرف يريد أن يضرب اليوم هذه العلاقات (اللبنانية – الخليجية) فهو يضرب آخر ما تبقى من الاقتصاد اللبناني، وأشار إلى أنه إذا كان لبنان اليوم لا يعاني من مجاعة فذلك بسبب المغتربين وهذة التحويلات. وأشار شقير إلى أنه يعتزم القيام على رأس وفد من رجل الأعمال اللبنانيين بجولة على دول الخليج، وأضاف أنه لا شك أن الزيارة التي نعتزم القيام بها إلى دول الخليج هي زيارة محبة وزيارة وفاء ولنخبر المسؤولين في هذه الدول أن القطاع الخاص في لبنان يقدّر وقفتهم إلى جانب لبنان في أوقات الحرب والسلم. وذكر أن الوفد اللبناني سيؤكد للمسؤولين الخليجيين: أننا نريد أفضل العلاقات معهم وإذا كان هناك من أصوات صغيرة تتكلم عكس ذلك فلا يمكن لهذه الاصوات أن تسيء إلى العلاقات التاريخية بيننا. وأوضح شقير أن لبنان استطاع تخطي الأزمة السورية التي أدت إلى توقف شبه نهائي لتجارة الترانزيت، وأضاف: وجدنا الحل لمواجهتها عبر ايجاد البديل وهو البحر. وأصبح هناك خطوط بحرية جديدة. وشدد على أن صمود الاقتصاد اللبناني حتى الآن على الرغم من التداعيات السياسية والأمنية الداخلية والاقليمية، يعود بشكل أساسي إلى وجود القطاع الخاص اللبناني وهو قطاع مؤمن ببلده ولبنان، مشيرا إلى أن اللبناني يقاوم اليأس مهما حاول أهل السياسة وأعداء هذا الوطن من السياسيين أن يحطموه. نحن مستمرون.