بعيدا عن أنباء الاشتباكات والاقتتال والقصف العشوائي بمناطق شرق وغرب ليبيا، زار المراسلون الأجانب لدى ليبيا المحمية الطبيعية في منطقة الشعافيين بمدينة مسلاتة شرق العاصمة طرابلس وهي محمية طبيعية ومتنزه وطني تقصده العائلات الليبية للراحة والاستجمام، تتميز بوجود النباتات الطبية النادرة والحيوانات البرية المهددة بالانقراض، وغطاء نباتي يغطي 78% من مساحتها الكلية. تعرضت المحمية العام 2013 لإتلاف مساحات واسعة من الغطاء النباتي، ولأضرار بيئية جراء حرق هكتارات من أراضيها على يد ضعاف النفوس والمأجورين، وعقب الحريق انطلقت حملة تشجير واسعة تحت شعار (تحرق شجرة، نغرس عشرة) لتصبح الآن منطقة جاذبة لكافة المواطنين الليبيين والزائرين الأجانب. وقال إبراهيم القهوجي عضو الجمعية البرية لحماية الحياة البرية الليبية، في تصريح اليوم لوكالة أنباء الشرق الأوسط،" إن محمية الشعافيين من أهم المحميات السبع في طرابلس وتبلغ مساحتها 541 هكتارا، ومرشحة كمحمية محيط حيوي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وأضاف القهوجي إنه تم إعادة إطلاق بعض الحيوانات البرية المهددة بالانقراض بالمحمية كمرحلة أولى، وهي حيوان "صيد الليل"وعائلة "الانفود" والتي تضم أم وأربعة صغار، مشيرا إلى أنهم طالبوا السكان المجاورين للمحمية بالمساعدة في الإكثار من الحيوانات المنطلقة بعدم اصطيادها. وبين أن المحمية بها حيوانات مهددة بالانقراض كالضبع المخطط والثعلب الأحمر والأرنب الليبي وثعلب الرمال والقنفذ، مشيرا إلى أن المحمية ستساعد على كثرة هذه الحيوانات خلال السنوات القليلة المقبلة. وأوضح أن هناك دعما أوروبيا من أجل المساعدة في دخول المياه إلى المحمية حتى تساعد على بقاء الحيوانات النادرة، وسيتم البدء خلال الفترة المقبلة في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع توصيل المياه. من جانبه، قال عصام براس رئيس قسم المحميات الطبيعية بالهيئة العامة للبيئة لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)" إن محمية الشعافيين أنشئت العام 1978 وتعتبر من أهم المحميات في ليبيا حيث تحتفظ بطبيعتها دون تدخل الإنسان، وخاصة النباتات النادرة الموجودة بها. وأضاف براس إن هناك عددا من المشروعات ستنفذ خلال الفترة المقبلة بالمحمية بالتعاون مع إدارة المحمية ووزارة البيئة الفرنسية والمجلس المحلي لمسلاتة..مشيرا إلى أنشطة التعاون مع الجمعيات المحلية المهتمة بالحياة البرية..داعيا كافة المختصين إلى المساعدة بآرائهم وأفكارهم من أجل تطوير أوضاع المحمية لتنافس عالميا كافة المحميات الأخرى. بدوره قال خيري شبه عضو المجلس البلدي لمدينة مسلاتة،" إن محمية الشعافيين من أجمل المواقع الطبيعية شرق ليبيا وبها مئات الأعشاب والحيوانات النادرة، وهناك اهتمام كبير بها لتكون منطقة استثمارية وطبيعية لقربها من شواطئ البحر،15 كيلو مترا تقريبا على الطريق الساحلي". وأوضح أن المحمية مقسمة إلى ثلاث مناطق، منطقة مفتوحة للجمهور وأخرى محظورة والثالثة منطقة للاستثمارات..منوها بأن المجلس البلدي لمسلاته يشرف على المحمية ويقدم الدعم المادي المحدود لها..مؤكدا أن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على زيارة المحمية خلال الأجازات الأسبوعية. وأشار إلى أن المحمية تحتاج من 4 إلى 5 سنوات من أجل الوصول بها للعالمية والمنافسة الدولية بين المحميات الأخرى.