سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مآسي اللاجئين في مصر تبدأ بالإقامة وتنتهي بنظرة المجتمع.. يعقوب: كنا على يقين بأن مصر والسودان بلد واحد.. الإقامة كابوس الليبيين.. سعيد: المفوضية تحمي حقوق اللاجئين ولا تحدد إقامتهم
معاناة اللاجئين في مصر لا تنتهي ولا تقف عند حد بسبب تصاريح الإقامة وأغلبهم من السوريين والليبيين الذين يواجهون مشكلات وتعقيدات كبرى في رحلة استخراج أوراقهم الرسمية بسبب عدم استقرار حكوماتهم ومن هنا يعيشون مطاردين على أرض مصر خوفا من ترحيلهم. "البوابة نيوز" التقت عددًا من اللاجئين المقيمين على أرض مصر للتعرف على مشكلاتهم.. وكانت البداية مع محمد يعقوب السوداني الجنسية والذي يعيش في القاهرة منذ 5 سنوات كاملة ويتحدث عن مشكلاته قائلًا: نحن على يقين تام بأن مصر والسودان دولتين شقيقتين ونحن نعيش كشعب واحد ولكن ما نواجهه اليوم على أرض مصر شئ مفزع بسبب الروتين والإجراءات الأمنية التي تطالبنا بقطع مصالحنا وتعطيلها والسفر إلى الخرطوم من آن لآخر لتجديدها وهو أمر مرهق جدا ماديا ومعنويا. ويؤكد يعقوب بأنه لا يعترض على الاحتياطات الأمنية التي لابد وأن تتخذها الحكومة المصرية في ظل حوادث الإرهاب ولكن في الوقت نفسه من المهم أيضا أن يتم التعامل مع كل السودانين وغيرهم على أساس دخول كل فرد منهم وسبب تواجده وإقامته على الأراضي المصرية. ويستكمل الحديث وسيم صابر سوري الجنسية قائلا: مشاكلنا نحن السوريين في مصر كثيرة جدا وهي نظرة المجتمع المصري لنا وكأننا نقاسمهم لقمة العيش ونحصل على فرصهم في العمل برغم أننا دائما مانقدم تنازلات سواء في المقابل المادي أو في طريقة العمل وعدد ساعاته ونري ذلك دائما وبشكل مباشر هذا بخلاف أننا دائما ما نواجه بالاستغلال المادي الرهيب فالمنزل الذي يستأجره المصري بألف جنيه يستأجره السوري بثلاثة آلاف وأكثر ونحن معرضين دائما لهذا الاستغلال حتى في شراء الخضروات والفواكه. هذا بخلاف تصاريح الإقامة التي تحتم علينا دائما إنفاق الكثير وهذا يجعلنا دائما في حالة شعور بعدم الأمان لكوننا معرضين للترحيل من شهر لآخر. ويتحدث ماهر السيد وهو رجل أعمال ليبي، والذي تعرض لمأساة كبيرة عندما سافر إلى ألمانيا ونظرا لظروف عمله اضطر للتأخير في العودة إلى مصر، وعند عودته رفضت القوات المصرية دخوله مرة أخرى بسبب انتهاء إقامته وذلك بالرغم من أن أولاده يدرسون هنا في المدارس المصرية لكنهم يجيزون الإقامة لكل عنصر داخل الأسرة على حدا ويستكمل الحديث قائلا: أصبحت التأشيرات فردية وليست أسرية وأنا رجل أعمال لدى استثمارات خارجية في عدد من الدول فكيف لي المعاملة بهذه الطريقة خصوصا وأن سفري الدائم لبلدان خارجية أمر وارد حسب المهمة التي أقوم بها ومن هنا لم يصبح أمامي سوي العودة إلى ليبيا مرة أخرى للانتهاء من إجراءات الإقامة وغيرها من التفاصيل الاخري هذا بخلاف عدم الاستقرار التي عانيت منه في التعامل مع الجوازات وهذه المشكلة تتكرر كثيرا ويصبح ليس أمامي خيار إلا البقاء بعيدا عن أسرتي طويلا مع العلم بأننا ليس باختيارنا تجديد الإقامة لفترات أكبر من المقررة التي تجيزها لنا السفارات. يشاركه في الرأي الليبي أحمد عبد الله متحدثا عن المشكلات التي تواجهه في حياته بسبب تعقيدات الروتين والأمن في مصر والحديث على لسانه قائلا: لدينا إشكاليات كثيرة مرتبطة بوجودنا في مصر من جهة ومع سلطاتنا في ليبيا من جهة أخرى وهذه الإشكاليات الخاصة بالإقامة والصحة العلاجية وكثير من سبل العيش أبسطها أننا الآن لا نملك ماديا ما يكفل لنا العيش ومرتباتنا موقوفة وحياتنا غير معترف بها من المفوضية العليا للأمم المتحدة التي لم تقدم لنا أيه مساعدات نحن المهجرين الليبين ولو قارننا بين أوضاعنا أسوة بالسوريين نجد أننا لا نحظي بأي رعاية لا في الصحة أوالتعليم وهو الأمر الخاص بإثنين مليون مهجر خارج ليبيا موجودين في كل دول العالم تقريبا ولا سيما أننا هنا في مصر نجد هناك مشكلة كبيرة بسبب الإقامة وهو ما يجعلنا في مواجهة مع السلطات المصرية وذلك بالرغم من أنه كانت هناك إتفاقيات كبري بين مصر وليبيا بعدم وجود تأشيرة للدخول إلى أي البلدين لكلا الشعبين ولا بالإقامة وكان الليبي أو المصري في مصر أو ليبيا يعيش ويتعامل مع أي بلد من الإثنين بحال المواطن الأصلي المقيم بها والمنتمي إليها ولكن الآن أصبح الأمر مختلفا فنعاني بشدة بسبب الإقامة وكانت تمنح من قبل لأي أسرة بها طلبة تدرس سواء بالمدرسة أو الجامعة ولكن الآن نحن بحاجة لإستصدار الأوراق الرسمية مرتين أو ثلاثة في العام. ويعلق محمد سعيد المتحدث والمستشار القانوني للمفوضية السامية المصرية قائلا: بالنسبة للاجئين هناك مجموعة إشكاليات تواجهم خصوصا وأن المفوضية السامية المصرية لا توفر لهم الحماية الكافية فقط تمنحهم بطاقة لجوء كطالب لجوء مؤقت وليس لاجئ مستقر وهو ما يسبب مشكلة كبيرة في الاقامة لأنه في هذه الحالة يحصل على إقامة سياحة وفقا للقانون المصري وهو ما يحتم عليهم العودة لبلادهم بعد ستة أشهر للحصول على التصريح وتجديد جواز السفر حتى يكون لديهم جواز سفر صالح للإقامة ويضيف سعيد قائلا: وهناك مشكلة أخرى للاجئين في مصر وهى أنه ليس لديهم جوازات سفر أو جوازاتهم منتهية أو هاربين من التجديد لأن أحيانا حكوماتهم ترفض تجديد جوازاتهم وكذلك الهاربين كيف سيجددون لهم الجوازات وعندما يذهبون إلى سفاراتهم ترفض تجديد الجوازات أو أنها ليس لديها ماكينات طبع الجوازات كما أن هذه السفارات التابعة لنظام الدولة خاصة الغير مستقرة فعندما يلجأ لها اللجئ تماطل وتوجد المعوقات. ويؤكد المتحدث القانوني بأن هذه الإشكاليات والتي استمرت قرابة ال 3 سنوات السبب الرئيس في المعاناة الكبري للاجئين والتي نتج عنها الهجرة الغير شرعية ويستكمل قائلا لأن الإقامة هي الحياة بالنسبة بجانب طموحات أن يكونوا في مستوي مادي ومعنوي أعلي ولكن منذ 15 يوم قامت وزارة الخارجية السورية بتجديد جواز السفر مباشرة للسوريين الموجودين في مصر وهم النسبة الأكبر في مصر من باقي اللجئين ويختتم الحديث سعيد قائلا: ونحن في مصر لدينا ميزة عن أي دولة أخرى تتعامل مع اللاجئين وهي أن في أي دولة تحدد مخيمات للاجئين وأماكن تواجد محددة ولكن في مصر تترك لهم الحرية العيش والتواجد في أي مكان حسب اختياراتهم.