اعتمد الوزراء والمسئولون عن الإعلام والشئون الثقافية بدول منظمة التعاون الإسلامي، في ختام أعمال الدورة العاشرة للجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية "كومياك"، المنعقدة في العاصمة السنغالية داكار، أمس الأربعاء، عددا من مشاريع القرارات، أهمها تطوير عمل المؤسسات الإعلامية بالمنظمة، وتفعيل دور "الكومياك" في مجال إقامة البرامج والنشاطات ذات العلاقة بالشئون الإعلامية والثقافية، ومشروع إطلاق فضائية تابعة ل"التعاون الإسلامي". وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي (إينا) أن القرارات المعتمدة في هذه الدورة، التي نظمت تحت شعار "دور الشباب ووسائل الإعلام من أجل السلم والاستقرار في العالم الإسلامي"، تضمنت توحيد التقويم الهجري، وحماية المقدسات الإسلامية، والحوار بين الحضارات والثقافات، وتعزيز الوعي العالمي بمخاطر ظاهرة الإسلاموفوبيا. وثمن الوزراء والمسئولون عن الإعلام والشئون الثقافية، التقدم الحاصل في تنفيذ عملية إعادة هيكلة وكالة الأنباء الإسلامية الدولية "إينا"، ودعو الوكالة إلى استكمال تنفيذ إعادة الهيكلة، كما حثوا الدول الأعضاء على سداد مساهماتها. وجددت الدورة، دعمها لعملية إعادة هيكلة اتحاد الإذاعات الإسلامية، ومنتدى سلطات تنظيم البث في دول "التعاون الإسلامي"، ومنتدى الإعلاميين للمنظمة، ودعت جميع الدول الأعضاء إلى مدِّ اللجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية "كومياك" بكل ما يلزم من دعم مادي ولوجستي لتضطلع بدورها الريادي في تنسيق العمل الإعلامي والثقافي. كما دعت الأمانة العامة للمنظمة إلى مواصلة مشاوراتها بخصوص مشروع إطلاق الفضائية، والنظر في المقترح البديل المتمثل في إطلاق قناة على شبكة الإنترنت، وتكليف جهة متخصصة أو بيت خبرة لإعداد دراسة جدوى وبحث سبل تأمين مصادر لتمويل هذا المشروع. ووجهت الدورة العاشرة "للكومياك"، نداء ملحا إلى الدول الأعضاء في "التعاون الإسلامي" لدعم وتطوير قدرات هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني، ووكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، وتبادل البرامج والخبرات معهما، وطالبت دول المنظمة بتخصيص مساحة إعلامية في وسائل إعلامها لتسليط الضوء على العدوان على المقدسات في مدينة القدس والممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة، وتقسيم المسجد الأقصى المبارك، زمانيا ومكانيا. ودعت اللجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية كلا من الأمانة العامة للمنظمة، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، إلى مواصلة تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ومؤتمرات وندوات ملموسة ومستدامة. وناشدت دول "التعاون الإسلامي"، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق التضامن الإسلامي، تقديم جميع أشكال الدعم المعنوي والمالي الممكن لإنجاح هذه الحوارات، كما حثت دول المنظمة على المساهمة الفعالة في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين أتباع الأديان، الذي يوجد مقره في فيينا، لجعله مؤسسة فعالة في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات. كما دعت إلى تفعيل مجلس سفراء الدول الأعضاء في المنظمة المقيمين في أوربا والأمريكتين لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية قصد تحسين صورة الإسلام ونشر الثقافة الإسلامية من أجل الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا وخدمة القضايا الإسلامية. وأوصت الدورة، بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة المالية والأكاديمية للجامعات الفلسطينية حتى تتمكن من ممارسة دورها الوطني والتربوي، ودعت اتحاد جامعات العالم الإسلامي إلى التنسيق مع الجامعات الأعضاء لتسهيل وتشجيع إبرام اتفاقيات توأمة بين الجامعات الفلسطينية والجامعات الأعضاء في الاتحاد، لتعزيز التعاون المشترك. كما دعت دول "التعاون الإسلامي" إلى المساهمة بفاعلية وسخاء لإنشاء جامعة الأقصى في مدينة القدس، تنفيذا لقرار القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة. ودانت بشدة قرار إسرائيل محاولة فرض المناهج الدراسية الإسرائيلية على مدارس مدينة القدسالمحتلة وإحلالها مكان المناهج العربية الفلسطينية، في إطار خطة إسرائيلية عنصرية لتهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية، دعت "الكومياك" الدول الأعضاء بالمنظمة إلى التصدي لتلك الإجراءات، والتحرك في محافل الأممالمتحدة ذات الصلة لحمل إسرائيل على وقف سياساتها المشينة.