نائب رئيس جامعة حلوان وأمين عام الجامعة الأهلية يتابعان سير اختبارات نهاية العام    نائب: تعديل قانون انتخابات «الشيوخ» خطوة لترسيخ التعددية الحزبية    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    البابا لاون يلتقي موظفي الكرسي الرسولي    جامعة أسيوط: متابعة ميدانية لمطاعم المدينة الجامعية للطالبات للتأكد من جودة الوجبات    محافظ قنا يكرم باحثة لحصولها على الدكتوراه في العلوم السياسية    «مدبولي»: مستمرون في توفير الوحدات للمواطنين تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي    النزول من الطائرة بالونش!    تموين الأقصر تعلن خطة استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك    البنك العربي الأفريقي يطرح شهادات ادخار بعوائد تصل إلى 35% مقدمًا و250% تراكمية (تفاصيل)    تعرف على أسعار حجز الأضاحي بمنافذ الزراعة    وزيرة التخطيط تبحث مع الرئيس التنفيذي للمبادرة الأممية تطورات تنفيذ النسخة المصرية «شباب بلد»    من ميادين القتال إلى أروقة العدل الدولية.. مصر تقود معركة فلسطين على كل الجبهات    أردوغان يجري محادثات مع الشرع في إسطنبول    لبنان على المسار الصحيح.. ما المنتظر من استحقاق الانتخابات البلدية؟    "زيلينسكي": عودة 307 من جنود الجيش الأوكراني ضمن صفقة تبادل أسرى مع روسيا    الانتخابات اللبنانية تعيد الحياة لمناطق دمرها الاحتلال.. تفاصيل    المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تصعد سياسة التهجير والتجويع تمهيدًا لطرد جماعي للفلسطينيين    شاهد.. أفضل لحظات محمد صلاح بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي    بعد جائزة الأفضل بالبريميرليج.. قائمة ألقاب محمد صلاح مع ليفربول    اتجاه في الزمالك للموافقة على احتراف حسام عبد المجيد نهاية الموسم    الكشف عن ملاعب كأس العرب 2025    جرافينبيرخ يحصد جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي    نادٍ أوروبي عملاق يهدد صفقة انتقال برونو فيرنانديز إلى الهلال السعودي    تنس الطاولة، نتائج مخيبة لمنتخب مصر في بطولة العالم    القبض علي 6 متهمين لارتكابهم جرائم سرقة بمحافظة القاهرة    العظمى بالقاهرة تصل ل39 درجة.. تحذير عاجل من الأرصاد بسبب طقس الأيام المقبلة    أزهر كفر الشيخ يختتم أعمال تصحيح الشهادة الابتدائية وجار العمل فى الإعدادية    مغادرة الفوج الأول لحجاج الجمعيات الأهلية بالبحيرة للأراضي المقدسة    النائب عمرو فهمي: محاولات جماعة الإخوان الإرهابية بنشر الشائعات هدفها إثارة البلبلة    صلاح عبد الله: تمنيت البطولة وندمت على أعمال كثيرة شاركت فيها| حوار    الشامي وتامر حسني يُفرجان عن أغنية "ملكة جمال الكون"    وزير الثقافة يوجه بعرض «فريدة» على مسارح المحافظات    محمد رمضان يحتفل بعيد ميلاده ال37 وسط أجواء عائلية دافئة    داليا مصطفى: لا أحب العمل في السينما لهذا السبب    إسماعيل ياسين وشادية.. ثنائي كوميدي أثرى السينما المصرية    متحف الحضارة يستقبل وفداً رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني    رحيل "سلطان القراء" الشيخ السيد سعيد.. صوت من نور يترجل عن الدنيا    «كوم أمبو المركزي» تستعد للتطبيق الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل    أبرز تصريحات رئيس الوزراء اليوم: إطلاق «الإسعاف البحري» لأول مرة وتحديث شامل لمنظومة الطوارئ المصرية    نائب وزير الصحة يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعزيز الحوكمة ووضع خارطة طريق مستقبلية    التشكيل الرسمي لصن داونز أمام بيراميدز بذهاب نهائي دوري الأبطال    بأسلوب الخطف.. القبض على المتهمين بسرقة المواطنين بالطريق العام    رئيس البحوث الزراعية يلتقي السفير الأوزبكستاني بالقاهرة لبحث سبل التعاون    رئيس جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه من وزارتي التخطيط والمالية لتجهيز مستشفى شفا الأطفال    المتحدث العسكري: الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لدولة فرنسا    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    خلي بالك.. رادارات السرعة تلتقط 26 ألف مخالفة في يوم واحد    أحياء الإسكندرية تكثف حملاتها لإزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة    سعر الدينار الكويتى اليوم السبت 24 - 5- 2025 أمام الجنيه    "الشيوخ" يبدأ مناقشة تعديل قانونه.. ووكيل "التشريعية" يستعرض التفاصيل    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    إيفاد 11 طبيبًا إلى الصين و8 ل«تايلاند» ضمن برامج تدريبية متقدمة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    فرمان من الرمادي| عبدالله السعيد يعود لقائمة الزمالك أمام بتروجت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل أهالي بورسعيد إلى الرئيس السيسي
نشر في البوابة يوم 24 - 04 - 2015

«فرغلى»: المدينة تحت الحصار والمصانع المصرية أغلقت وحل محلها وارد الخارج
ناشط بورسعيدى يناشد الرئيس حماية 505 مبانٍ أثرية نادرة من غزو أصحاب الملايين
سكان العشوائيات: بورسعيد بعيدة عن التطوير منذ سنوات.. أنقذونا
كان الهدف من زيارة بورسعيد الغوص في أعماق الإنسان هناك، فربما نتمكن من إعادة قراءة التاريخ الإنسانى لهذه المدينة العريقة، بعيدا عما قرأناه في الكتب الدراسية أو سمعناه فيما يروى من حكايات، أو كما يشاع أننا لم نعرف المدينة إلا من خلال أفلام السينما التي خلدت جزءا من هذا التاريخ، ثم أعادت رسم ملامح المدينة من خلال المنطقة الحرة، حتى إن معظم شباب هذه الأيام لا يعرفون عنها غير تعصب أهلها للنادي المصرى، أو أنها موطن السلع الاستهلاكية مثل الشامبو والجينز بأنواعه، أو فيما هو سيئ مرفوض بأنها بلد «البالة»، فيما الواقع يشير إلى عكس ما يقال. فبمجرد أن وطئت «البوابة» أرضها، كان الشعور الأول أنها قطعة من جنة تاريخية تشع جمالا وروعة، فعبق التاريخ يملأ كل شبر من شوارعها العتيقة، فيما كانت المفاجأة أن المحافظة الساحلية بدت كرجل شاخ من الداخل، تاريخه يشير إلى منطقة، فيما الحاضر يسطر عناوين أخرى لهذا الرجل، لذا رأينا أن نزيل الستار عن هذا الواقع، حتى قبيل الحديث المنمق عن الإنسان هناك، حتى لا نتهم بتجاهل ما حدث للمصريين جميعا في العقود الثلاثة الأخيرة، من تغيرات نفسية واجتماعية بل اقتصادية أيضا صبت أحيانا في مصب السياسة، التي أفادتها أحيانا وأضرت بها في آخر تلك الأحيان، فكان المنطلق هو الحياة داخل ميناء بورسعيد، باعتباره عالما قائما بذاته، فيه من المتناقضات الكاشفة الكثير...
في الحلقات الثلاث السابقة كشفنا همومًا لبورسعيد وأهلها، ارتقت إلى مرتبة الشكاوى الخطيرة، حيث ضرورة إزالة العوار الذي صنعه الأباطرة هناك، ويخفى جمال البشر والحجر فيها، فيما نختم الحلقات بشكاوى الفقراء في المدينة الباسلة، بحملها كما طلبوا إلى رئيس الدولة علها تجد لديه الاستجابة المرجوة، خاصة بعد أن عرضنا في الحلقات السابقة شكاواهم من الفساد والبلطجة، اللذين يبتلعان أرزاق العباد ومصائرهم، فبورسعيد ليست مدينة لأباطرة الرزق الحرام فحسب، بل إن لها وجها آخر مغاير.. فهى مدينة الغلابة الباحثين عن القوت يوما بيوم، بينما أقصى ما يحلمون به هو قانون يوفق أوضاعهم..، لهذا حملنا هموم الأهالي كما طلبوا لرفعها عبر صفحات «البوابة» إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى.
في هذا يقول النائب البرلمانى المخضرم البدرى فرغلى: «أزمة بورسعيد تعد جزءًا من أزمة مصر الممتدة منذ سنوات طويلة»، وأضاف أن مفتاح الأزمة، أنها كانت مدينة حرة، ثم أصبحت تحت الحصار، مما أدى لإغلاق آلاف المصانع، رغم إنها ترفع شعار الإنتاج الوطنى، مشيرًا إلى أن «الاقتصاد الوطنى كله أصبح مهددًا تمامًا بسبب السلع الأجنبية التي انتشرت في كل شبر من أرض مصر واختفت مقابلها تمامًا السلع الوطنية، المصنعة محليًا»، مشددًا على أن هذا سبب أزمة مصر وبورسعيد.
ولفت فرغلى إلى أن المدينة تحولت إلى قلاع للتهريب، وأن الاستيراد تحت مسمى إعادة التصدير «الدروباك»، يعد ثغرة قاتلة لأن الحاصل أنهم لا يصدرون سوى حاويات فارغة، بينما تستغل الأقمشة المستوردة في التصنيع والبيع في الداخل، وطالب بتطبيق المواصفات الأوربية على أي سلعة مستوردة»، وقال موجها حديثه على الرئيس: «البعض سيقول لك إن اتفاقية الجات هي سبب دمار بورسعيد، وهذا الكلام فيه تضليل كبير»، مطالبًا السيسى بالتدخل لإعادة العلاقات بين شباب الأهلي وشباب النادي المصرى، وأن يدعو جميع الأطراف للصلح لأنه من غير اللائق أن يستمر هذا الاحتقان بين شباب الناديين، وأن يترك الأمر للقضاء.
سكان العشوائيات
ومن ساكنى العشوائيات يقول فتحى النقيطى: «العشوائيات يا سيادة الرئيس كلمة تعبر عن حجم هائل من المعاناة، التي يعيشها عدد ضخم من سكان مصر في مختلف أنحاء الجمهورية، لكن المأساة تتجلى في أعلى صورها ببورسعيد، حيث لم تطل يد التطوير أي شيء هنا منذ عشرات السنين، حتى أن صعوبة الحياة باتت ترسم علاماتها على كل الوجوه، وفى جميع الأعين، إذ دائما ما تجد عيون البورسعيدية الغلابة خالية من لمحات التألق ونظرات الأمل!!
ومن أخطر العشوائيات التي تمثل قنبلة موقوتة على وشك الانفجار في بورسعيد، هي عشوائيات «زرزارة»، وكما يوحى الاسم بالكوميديا، فإن أهلها بالفعل يعيشون كوميديا لكنها سوداء، فبعد معاناة بالغة حصلوا على موافقة الحكومة على منحهم شققًا سكنية، يمكنهم من خلالها أن يشعروا بالآدمية، ويكمل: « لم نجد من يفكر في معاناتنا، ولم تفِ الدولة بوعودها، وهو ما دفعنا للاحتجاج بطرق متعددة كان آخرها تنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء، للمطالبة بسرعة إنقاذنا.
البمبوطية
لم يكن هذا موقف أهالي زرزارة فقط، وإنما تبعهم البمبوطية، الذين تظاهروا أمام ديوان محافظة بورسعيد، ومعهم تجار المنطقة الحرة منذ أيام اعتراضًا على تردى الأحوال وعدم اهتمام الدولة بهم، ولأن البورسعيدية يدركون أهمية بلدهم، وما تحمله من كنوز، لم تتوقف مطالبهم عند الحد الفئوى المعتاد البمبوطى ينقرض، نعم هذا ملخص حال هذه المهمة التي عرفت بها بورسعيد عبر التاريخ، ويشرح عادل عبد العليم، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالأعمال البحرية بميناء بورسعيد، الأوضاع على الأرض بكلمة واحدة هي: «إننا نتجه من سيئ إلى أسوأ»، وطالب بالسماح لسفن البضائع بالانتظار داخل الميناء، ولفت إلى ضرورة إيجاد حلول لإنقاذ الموقف في ظل أن أزمة البمبوطى، ستستمر على ضوء استمرار التهديدات التي تواجه المجرى الملاحى للقناة.
حيتان الاستثمار
وسط كل هذا الكم من المعاناة، فوجئنا بشاب بسيط يدعى وليد محمد، هو أحد المهتمين بالتراث البورسعيدى، الذي طالب الرئيس في رسالة مباشرة بالتدخل لإنقاذ تراث بورسعيد، وتاريخها وكذا التصدى لحيتان الاستثمار العقارى الجدد، خاصة الذين يغسلون أموالهم، في تجارة العقارات ونهبوا المربعات السكنية القديمة في حى الشرق، وحولوه إلى أبراج سكنية أغلب أصحابها من المستخلصين الجمركيين، الذين تربحوا وكونوا ثروات طائلة من المال الحرام في الميناء.
وأضاف أن المدينة تعتمد في رواجها الاقتصادى والسياحى على طرزها المعمارية، المنتمى إلى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، الذي لا مثيل له في العالم الآن، موضحًا أن بورسعيد تتميز بأنها المدينة الوحيدة في العالم التي تحتوى على عقارات مشيدة بالخشب، من ثلاثة وأربعة طوابق مأهولة بالسكان.
وقال: «أناشد ملاك ومستأجرى العقارات ال505 المسجلة باعتبارها عقارات ذات طرز معمارية مميزة، وصدر بشأنها قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1096 لسنة 2011م، بأن يحذروا محاولات أصحاب معاول الهدم اللاهثين وراء المال، الساعين لهدم المبانى الأثرية، التي تعد أحد أهم معالم المدينة الباسلة، لذا نطالب بتعديل القانون رقم 144 لسنة 2006 ونطالب بإنشاء صندوق لرعاية وصيانة وترميم وتعويض وتحفيز الملاك والمستأجرين، على الحفاظ على هذا الكنز الفريد، الذي تحسدنا عليه مدن ودول أخرى، وإذا عجزت الدولة عن تمويل هذا الصندوق بالصورة المثلى، فلا مانع من قبول التمويل من المنظمات والدول المانحة للتمويل غير المشروط، وبما لا يمس الكرامة المصرية والسيادة الوطنية».
ولفت الانتباه إلى وجود عقارات آيلة للسقوط، لا يوجد بديل لأصحابها، ولو سقطت فسيساعد ذلك على تفاقم أزمة السكن، التي تعانى منها بورسعيد لارتفاع أسعار العقارات بشكل مبالغ فيه.
العمال
خامس الرسائل التي نحملها إلى الرئيس، جاءت على لسان حسن عبد الله، أحد العمال، المتضررين من إغلاق المصانع وتدمير الاستثمار في بورسعيد، وتسريح العمالة بسبب وقف الإنتاج، فيقول: «إن أصحاب المصانع الاستثمارية التي تنتج الملابس، أجهزوا على المشروعات الصغيرة، وحطموها لصالح مستوردى سيارات المعاقين، حيث يتم تأجير أراضى المصانع الموجودة بالاستثمار بالدولار، لتخزين السيارات في مخازنها»، وطالب بتدخل الدولة الفورى لحماية الصغار من الأباطرة الذين يريدون التكويش على كل شيء بحسب وصفه.
المعاقون
فيما تجلت قمة المأساة فيما وصل إليه حال المعاقين في بورسعيد، بعد أن فقد معظمهم مصدر رزقه، بسبب حالة الركود التي تعانى منها المحافظة فضلًا، عن عدم قدرتهم على مواجهة الحيتان الكبار، فيقول على راشد، أحد المعاقين الذين يعملون بالتجارة في المدينة: «أطالب الدولة بأن تتقى الله في الناس الغلابة، وأناشد وزير المالية النظر بعين العدل لذوى الاحتياجات الخاصة، فمن المفروض على الدولة أن تساندنا للوصول لحياة كريمة، ولا يفرض علينا ضريبة المبيعات»، وأشار إلى أن قرار منع دخول سيارات للمعاقين بعد إلغاء المنطقة الحرة ظالم، في ظل عدم وجود بديل مناسب لحالتهم المادية والصحية.
تجار بورسعيد
بينما كان إفلاس عدد من تجار بورسعيد بسبب تكلفة التخزين وتحكم أصحاب المخازن في التجار، واحتلال تهريب الملابس، محل التجارة المشروعة، خاصة بعد إغلاق المصانع، مشكلة أخرى كانت محلًا لرسالة أصحابها للرئيس، حيث طالب أحد التجار ويدعى إبراهيم عبد الرحيم، بأن توفر الحكومة لهم أماكن مملوكة للمحافظة للتخزين بأسعار رمزية لرفع العبء عن التجار الغلابة لتنشيط التجارة في بورسعيد.
تاجر آخر هو السيد الرمال، أطلق نداء الفرصة الأخيرة من شعب بورسعيد إلى الدولة قائلًا: «نطالب بتطهير مصلحة الجمارك من الفاسدين والمرتشين، وتشديد العقوبات على التهريب، بعد أن دمر الكساد والفقر جميع أرجاء المدينة، وحولها إلى مدينة أشباح لا يدخلها زوار، فأفلس التجار وعم الفقر والبطالة أرجاءها».
وأضاف أن الحكومة تتناسى ما وصل إليه الحال في مدينة بورسعيد، بسبب كل ما تعرضت إليه من معاناة ومحاربة من أصحاب النفوذ والمصالح الشخصية ومراكز القوى داخل وزارة المالية، متمثلة في مصلحة الجمارك ووزارة التجارة والصناعة، متمثلة في الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وأيضا الرقابة الصناعية.
السمسمية
مشكلة عازف السمسمية ضياع التراث الشعبى، ومعه ضياع القائمين عليه، وفنانيه، والمقصود هنا السمسمية التي كانت سببًا في شهرة بورسعيد، ومعظم العاملين بهذه المهنة ينتمون لفرقة قصور الثقافة، ولا تتجاوز أجورهم 200 جنيه، لاسيما بعد أن توقفت الأفراح عن الاستعانة بهم، واستبدالهم بال(DJ). أصبحوا لا يجدون ما يسدون به حاجاتهم فاضطروا للعمل كقهوجية وبمهن مختلفة.
توفيق أوضاع
أما عمال التراحيل الذين يملئون ربوع بورسعيد للعمل باليومية، فيقول أحدهم وهو سعيد رمضان: « نعمل باليومية، وأسوأ شيء لما نمرض بنترمى زى الكلاب،عايزين يكون في قانون يحمينا، ويكفل لنا علاجًا كريمًا لو حصل لنا حاجة، خاصة أن هناك من يتعرض للسقوط من فوق شيء مرتفع، أو سقوط شيء ثقيل عليه وبعدها لا يجد من يرعاه أو يتكفله ويتنصل منه.
الصيادون
ولا تخلو حياة الصيادين من أزمات، في ظل قلة الاهتمام بالثروة السمكية، والتضييق من قبل وزارة الزراعة، والتفتيش البحرى، وسلاح حرس الحدود على الصيادين، ويقول عبد الغفار محيسن، أحد الصيادين، إن الغزول ومعدات الصيد المستوردة، غالية الثمن وغير متوافرة، منذ أن تم إلغاء القانون الذي كان يعفيها من الجمارك، ورغم أن جمعية الصيادين هي من تستوردها، فإن المديونيات تراكمت على أصحاب المراكب ووصلت لنصف مليون جنيه، ولا يستطيع الصيادون دفعها.
وأضاف أنه يجب حل مشكلة المراكب الموقوف ترخيصها منذ 1993، لأن من يريد تصنيع مركب جديد يضطر لشراء رخصة لمركب تم تكهينه، وهو ما أوصل أسعار الرخص إلى 100 ألف جنيه، للرخصة الواحدة.
ويشير إلى أن المراكب الحالية غير مؤهلة للصيد، في مياه البحر المتوسط كما أن الملاك غير مستعدين للمغامرة، ببناء مراكب ضخمة للصيد في المياه العميقة، رغم أنها غنية بالاسماك، كاشفًا عن أن عدم وجود سفن تستطيع الصيد في المياه العميقة، يمنح حصة مصر من هذه الاسماك لإسرائيل واليونان، على طبق من فضة، كذلك يطالب الصيادون بالتصدى لمافيا الزريعة السمكية الذين تتعاظم مكاسبهم حيث يبيعون المصفى الواحدة ب 300 جنيه، في حين أنهم يتمكنون من بيع عشرة مصافٍ على الأقل، بعد أن يضعوا بانيو وجهازًا للأكسجين ويملئوه بالزريعة فوق السيارات النقل مستغلين الانفلات الأمنى، في الوقت الذي يحرم فيه أبناء بورسعيد من الصيد!!
فيما يوجه إسلام فتحى المحامى رسالة قصيرة للرئيس السيسى يقول فيها: «نحن أهالي بورسعيد نعانى من الارتفاع الجنونى لأسعار الوحدات السكنية حتى وصلت بنا الحال لاحتلال المركز الأول في ارتفاع سعر الوحدة السكنية على مستوى الجمهورية، مما أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسب الطلاق، خاصة في ظل التصاعد المخيف في إيجارات المساكن»، وطالب بالموافقة على إنشاء مدينة بورفؤاد الجديدة، أسوة في مدينة الإسماعيلية الجديدة.
صناعة البحر
قبل مغادرة المدينة الباسلة، لم يكن ممكنًا أن ننسى العلاقة الأزلية، بين أهلها، وبين البحر الذي يمثل لهم أو لقطاع مهم منهم، امتهنوا مهن البحر من صيد وخدمة للبواخر والصناعات البحرية، بناء السفن وخدمات الموانئ من الشحن والتفريغ، حتى تم إنشاء المنطقة الحرة، التي حولت بورسعيد إلى منطقة تجارية، لذلك كانت الرسالة الأهم، هي أن تهتم الدولة ببعض المهن التي يجب أن يعود إليها أبناء بورسعيد، كما يجب افتتاح قسم للصيد بالتعليم الفنى، يُخرج صيادًا يتقن الفنون الصحيحة لهذه الصناعة، كما توجد حرفة بناء السفن، التي اقتصرت على عدد محدود من الشركات يعد على أصابع اليد الواحدة.
هناك أيضًا الصناعات السمكية، التي تعتمد على إنشاء المصانع المعبئة للاسماك، التي تعتمد على الصيد من البحر أو المزارع السمكية، فلابد بحسب الرسالة من إضافة هذا التخصص أيضًا للتعليم الفنى، والأمثلة كثيرة للصناعات، التي يمكن أن تقام لعودة ببورسعيد إلى بيئتها الأصلية، وهى البيئة البحرية بكل ما فيها من ثروات.
ومن أساليب الصيد الخاصة بصيادى بورسعيد «الصيد بالطرحة» ويستخدمه كبار السن من الصيادين، حيث يدفع الصياد بالشبكة في الهواء، فتنفتح دائرة مكتملة المحيط وتهبط إلى الماء لتغوص فيه، كذلك هناك صياد الجرفة الساحلية، ويصطاد أنواعًا من الاسماك المهاجرة، التي ليست لها ذريعة أو اسماك وليدة بمصر مثل «السردين والسيوف والباغة»، وهى الأنواع التي يصطادها صيادو الجرفة، ويقبل عليها محدودو الدخل لرخص سعرها.
وأهل بورسعيد متفردون حتى في طرق الصيد، والتعامل مع الاسماك، أهمها طريقة اسمها الجوابى، وهى عبارة عن صندوق من السلك يسمح بدخول السمك وقاعدته على شكل أسطوانة توضع من العصر وفى الصباح يتم رفعها.
وهناك صيد القدمات، وهو طريقة صيد الفقراء، فالصياد يدوس في الماء ليحفر بقدمه، ويقوم بعمل أكثر من مكان يغرس البوص في نهايته، ويأتى في اليوم التالى فيجد السمك وقد حل في مكان القدم.
كذلك توجد المساكة حيث يقوم 5 أو 6 صيادين بعمل دائرة واسعة ويضيقونها ليعكروا الماء بأيديهم وأقدامهم، فيخاف السمك ويطفو على السطح.
وهناك «الدبة» ويشترك فيها الصيادون بمركبين، حيث يلقون الشبك ويقومون بخبط الأقدام في أرضية المركب، لعمل صوت فيخاف السمك ويدخل للشبك، وكذلك المعمل وهو عبارة عن مركبين، ودائرة كبيرة وعلى ظهر كل مركب 4 رجال، والقربة وهى طوق جديد مفتوح يشبه المنطاد ويربط في آخر المركب ويجمع كل أنواع السمك، ويطلقون عليها «الهبلة».
واعتاد الصيادون على الخروج فجرًا للعمل، ثم العودة ظهرًا حيث النوم في وسط النهار، وهى عادة تعلمها أهالي بورسعيد من الأجانب، ومن أهم اسماك بورسعيد الجمبرى، والناجل البلدى والحجرى، وغطى موسى، والبكلويز، وحنشان، وأفضل الحنشان كان يأتى من بحيرة المنزلة.
من النسخة الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.