في الوقت الذي يتجاهل فيه اتحاد كرة اليد كرة اليد النسائية، بعدم تكوين منتخب أول للآنسات.. ظهرت مروة عيد عبد الملك، ورحاب جمعة لتضربا المثل على أن التجاهل لا يقهر المواهب، فالأولى مروة عبدالملك لاعبة الأهلي السابقة كانت نموذج تتهافت عليه الأندية الأوروبية، حيث وقعت على عقد احتراف في نادي نيس الذي يلعب ضمن دوري الدرجة الأولى الممتاز الفرنسي، لمدة ثلاث سنوات، بعد تألقها مع فريق أونيس لاروشيل الذي يلعب بدوري الدرجة الثانية الفرنسي، قبل أن تنتقل إلى أحد فرق القمة إلى فرنسا، لتواصل رحلتها الاحترافية الناجحة، لاسيما أنها أول لاعبة مصرية تخوض الاحتراف الخارجي وكانت بمثابة السهم الذي انطلق ليحذو من خلفها من تراودهن فكرة الاحتراف. مروة عيد عبد الملك من مواليد 27 نوفمبر 1986 وابنة الحي الشعبي الشهير "السيدة زينب"، وبالتحديد مساكن زينهم، بدأت مشوارها مع كرة اليد بمركز شباب زينهم ومنه إلى النادي الأهلي العريق بعد ظهور إمكانياتها الفنية والبدنية في سن مبكرة وقبل أن تتخطى عامها الحادي عشر، ثم تنطلق إلى الخارج لتكون أول لاعبة كرة يد مصرية تخوض تجربة الاحتراف الخارجي. كانت البداية عام 2005 عندما سافرت مروة إلى ألمانيا لخوض الاختبارات في أحد الأندية، وتمكنت من اجتياز الاختبارات بصورة لافتة للنظر نالت إعجاب المسئولين هناك لكن تجربتها لم تكتمل، بل باءت بالفشل بسبب مغالاة الأهلي في قيمة انتقال اللاعبة لصفوف الفريق الألماني، لكن ابنه السيدة زينب لم تضع حدًا لطموحاتها ولم تعترف باليأس، ليسوق لها القدر محمود الخطيب والمهندس هشام سعيد الذين أقنعا إدارة النادي بتركها مجانًا حتى توقع على عقد جديد مع الأهلي وعلى بياض قبل رحيلها إلى نادي أيونيس لاروتشال الفرنسي وكان يلعب في الدرجة الثالثة عندما تعاقد معها وصعدت به إلى الدرجة الثانية. والنموذج الثاني هي الصاعدة بسرعة الصاروخ رحاب جمعة، نجمة كرة اليد المصرية ولاعبة الأهلي أيضا، وهي الأخرى من النماذج المشرفة للرياضة النسائية المصرية، فقد انتقلت إلى صفوف نادي ايه سي اتش الفرنسي وكانت اللاعبة محترفة في صفوف يد نادي فينسيل الدنماركي، وتمت إعارتهما منه إلى بونسلو، وذلك لمدة سنتين لتستقر في النهاية مع ناديها الجديد الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية. بدأت رحاب ممارسة لعبة اليد منذ نعومة أظافرها عندما التحقت بمراكز الشباب بإمبابة، في السابعة من عمرها وهو الحي التي تقطن به، لتجذب مهاراتها أعين الكشافة من أندية القمة سموحة والشمس وسبورتنج والأهلي والزمالك والطيران، إلا أنها فضّلت الانتقال لصفوف القلعة الحمراء كخطوة أولى في طريق حلم الاحتراف الخارجي، وتألقت اللاعبة في صفوف الأحمر لمدة سبع سنوات حققت فيها العديد من البطولات وانضمت للمنتخب الوطني الأول رغم صغر سنها. بنت ال 21 عامًا دفعها حبها الشديد للقلعة الحمراء إلى أن ترتدي القميص رقم 74 في ناديها الجديد، تخليدًا لشهداء النادي الأهلي، على طريقة اللاعب المصري محمد صلاح المحترف في صفوف نادي فيورنتينا بالدوري الإيطالي، ومن قبل محمد أبو تريكة في بني ياس الإماراتي لتعيد رحاب خطوة صلاح في فرنسا، تخليدًا لشهداء النادي الأهلي أيضًا. وتُجيد رحاب اللعب في أكثر من مركز وتتميز بقوة التسديد ومهارات فردية جيدة وروح قتالية في الملعب وهو ما جعلها أحد العناصر الأساسية في صفوف المنتخب الوطني الأول الذي شاركت معه في بطولة إفريقيا بالمغرب 2012، وتألقت بشكل كبير وظهرت بمستوى رائع جعل أندية شمال إفريقيا تفاوضها للحصول على خدماتها لتستقر في النهاية على قبول عرض نادي حواء سعيدة الجزائري أحد أقوى الفرق الجزائرية والعربية في كرة اليد النسائية، قبل أن تنطلق إلى الدوريات الأوروبية.