الأزهر يقرر عقد مؤتمر سنوي عالمي عن التجديد

قرَّر الأزهرُ الشَّريفُ عَقْدَ مؤتمرٍ سنويٍّ عالميٍّ مُوسَّعٍ عن التجديدِ في الفِكرِ والعلومِ الإسلاميَّةِ، تُطْرَحُ فيه كلُّ قضايا الاجتهادِ والتجديدِ في العلوم الإسلاميَّة والإنسانية، برؤيةٍ واقعيةٍ واستيعابٍ شاملٍ لمستجداتِ العصر بشكلٍ علميٍّ وموضوعيٍّ، ويَقترحُ أنْ يكونَ موضوعُ المؤتمرِ الأول: " التَّجديد وقضايا العصر".
وطالب الأزهر في توصيات الندوةِ التحضيريَّةِ لمؤتمر "التجديد في الفكرِ والعلومِ الإسلاميَّة" والمُنعقِدة بمركز الأزهر للمؤتمراتِ اليوم علماء الأمَّة وفُقَهائها ومُؤسَّساتها ومَجامعها الفقهيَّة إلى ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل اجتهادٍ جماعيٍّ راشدٍ، يَفقَهُ النصَّ، ويَفهَم الواقعَ ومُعطيات العصر، مع الإفادة مِن التَّقنياتِ الحديثة.
كما دعا الأزهرُ الشريفُ – باعتباره الضميرَ الحيَّ للأمَّةِ الإسلاميَّةِ، الذي يحافظ على ثوابتِها وهُويَّتِها- كلَّ المؤسساتِ المعنيةِ بقضيةِ تجديدِ الفكر الدينيِّ، أنْ تقدِّم مقترحاتِها ورُؤَاها في هذا الشَّأنِ؛ تمهيدًا لدراستِها في المؤتمر مِن أجلِ بناءِ إستراتيجيةٍ مُوحَّدةٍ تضعُ موضعَ التَّنفيذِ المنهجَ الوسطيَّ الذي يقي الأمَّةَ مخاطرَ الإفراطِ والتَّفريط.
وأكدت التوصيات التي أعلنها د. عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أن التجديد هو خاصَّةٌ لازمةٌ من لوازم دِينِ الإسلامِ، نبَّه عليها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((إنَّ الله يَبعَثُ لهذه الأُمَّةِ على رأس كلِّ مائةِ سنةٍ مَن يُجدِّدُ لها دِينَها)).، وإنَّ التجديدَ الرشيدَ هو ما يَتآخَى فيه العقلُ والنقلُ، ويتفاعل مع المُتطلَّبات المجتمعيَّةِ والدوليَّةِ.
كما أكد البيان الختامي لندوة الأزهر أنَّ التجديدَ لا يعني الإلغاءَ ولا التبديلَ ولا التبديدَ، ولا المساسَ بالثوابتِ والمُسلَّمات، ولا إهدار ما بذَلَه المجتهدون عبرَ القُرون، فاجتهادُهم يُمثِّلُ ثروةً فكريَّةً معرفيَّةً لا يجبُ تَجاهُلها.
ولفتت إلى إنَّ التجديدَ هو الفَهمُ الجديدُ لنصوصِ الوحي الخالدةِ المعصومة في ضوء اختلاف الزمان والمكان والأحوال ومُشكلات العصر وقَضاياه؛ لما للشريعةِ الإسلاميَّةِ من مُرُونةٍ وسَعةٍ تُمكِّنها من استيعاب كلِّ المُستجدَّات.
كما طالب الأزهر بضرورة تحديد القضايا الكُبرى الكليَّة، والعناية بدِراستها ووضع استراتيجيَّات مُحدَّدة وخُطوات واضحة قابلة للتنفيذ.
وكان الأزهر قد قام اليوم بعقد ندوةٍ تحضيريَّةٍ لمُؤتمرِ تجديدِ الفكرِ والعلومِ الإسلاميَّةِ، تحتَ الرعايةِ الفعليَّةِ للدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهرِ الشريفِ، وقد شارَكَ فيها نُخبةٌ من كبارِ العلماءِ، وشَهِدَها جمعٌ كبيرٌ من المُفكِّرين والمُثقِّفين والكُتَّاب والإعلاميِّين، وتابَعَتِ الندوةُ جلساتها الأربع، ونُوقِشت البحوثُ المُقدَّمةُ من العلماء التي دارت حولَ اربعة محاور المحور الأول: علاقة العقل بالنقل: نظرة جديدة، والمحور الثاني: التراث بين التجديد والتبديد، والمحور الثالث: الخطاب الدينيّ: بين الواقع والمأمول.، والمحور الرابع: تحديد المفاهيم ودوره في تجديد الخطاب الديني.