طالب الجامعة العربية والدول العربية بأن يكون لها دور أكبر في العراق، قائلا "لا نريد أن يكون مكان العرب في العراق فارغا، وإنما نريد أن يكون هناك تواجد عربي حقيقي إيجابي يتفاعل مع الواقع السياسي الجديد والوضع التعددى على المستوى المذهبي والحزبي والقومي ولابد أن يكون للجامعة حضور اقوى مما نشهده في الوقت الحاضر، مشيرا إلى وجود 3 ملايين عراقي مهجر في داخل العراق وخارجه. التقت "البوابة نيوز" مع الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق، وحاورته في جميع المناحي. فإلى نص الحوار: * ماذا عن الوضع الإنساني في العراق؟ - العراق يتعرض إلى هجمة شرسة من تنظيم القاعدة سابقا وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتنظيم الدولة الإسلامية سابقا ثم تنظيم داعش الإرهابي، وتوجد تنظيمات بالعشرات تستهدف الشعب العراقي بطريقة همجية، والوضع اصبح مذهل جدا حيث يوجد الآن أكثر من 3 مليون عراقي مهجر في داخل العراق وخارجه، ومعظم البيوت هدمت على أيدي داعش لأن أفكاره هي تفخيخ البيوت والمستشفيات والمساجد، والنازحين قضوا الشتاء في العراء. * كيف تنظر إلى الدور الذي تقوم به الجامعة العربية ودولها في دعم العراق؟ - نتمنى أن تقوم الجامعة العربية بدور أكبر، ولست مقتنعا بدور الجامعة العربية تجاة ما يمر به العراق، فالعراق له ظروف خاصة وحينما تتعامل الجامعة مع العراق ليس كما تتعامل مع الدول الأخرى لذلك، لا بد التعامل والحضور أن يكون بمستوى البلد الذي توجد به مشاكل، ونطالب أن يكون للجامعة العربية حضور بالعراق، ونحن أحد مؤسسي الجامعة، ولا نريد أن يكون مكان العرب في العراق فارغا، وإنما نريد أن يكون هناك تواجد عربي حقيقي إيجابي يتفاعل مع الواقع السياسي الجديد والوضع التعددى على المستوى المذهبي والحزبي والقومي ولابد أن يكون للجامعة حضور اقوى مما نشهده في الوقت الحاضر. * ما رأيك في التوغل الإيراني في الشأن العراقي؟ - نحن كعرب بالدرجة الأولى وعراقيين بالدرجة الثانية لا نرضى بأى توغل أو تدخل، للوضع العراقي توجد خصوصية ونحن لسنا قصر حتى يتدخل أحد في شئوننا، نحن لا ننكر أن هناك دور لهذه الدول سواء إيران أو تركيا ولكن هذا كله جانب والدور العربي الإيجابي جانب، فنحن نريد دورا عربيا ولكن نريده ايجابيا ونحتاج الدور الإيراني خاصة أن العراق متعب من الحروب والمشاكل ونحن نريد دورا لإيران والسعودية وتركياوأمريكا أيضا ولكن ايجابيا، لكن تعظيم وتفخيم الدور الإيراني في العراق اعتقد أنه نوعا من المبالغة. * ما حقيقة الاتهامات الموجهة لقوات الحشد الشعبي وما يتردد عن الخلافات بين السنة والشيعة في العراق؟ - الأصل في الحشد الشعبي العراقي أنه جاء مساندا للقوات الأمنية قولا واحدا، ولولا الحشد الشعبي لسقط العراق بالكامل، ولكن قد يقابله بعض الاستثناءت والتصرفات الفردية غير الممنهجة، والمهم أن ما حدث في بعض الاحيان لم يكن عملا ممنهجا من قيادات الحشد الشعبي وانما كان فرديا، ولا يمكن لنا أن نترك الاصل وهو الدفاع عن العراق والامة والإسلام مقابل تنظيم القاعدة الذي هو عدو ضروس أيضا لمصر والأزهر والامة كلها. * وكيف تعاملت الحكومة العراقية مع تلك الاستثناءت في الحشد الشعبي؟ - هذا الموقف ضد تنظيم داعش الإرهابي قد يقابل باخطاء هنا وهناك والجميع استنكروها واستقبحوها ورفضوها والمرجعية الدينية اوصت ورفضت التجاوز وكذلك الحكومة العراقية على لسان رئيس الوزراء، ونستنكر أي تصرف حتى الاستثناء، ودعينا نتحدث عن الاصل والا ننشغل جميعا باحداث استثنائية تحدث. * هل انت راضا عما تقوم به قوات التحالف الدولي في العراق في مواجهة داعش؟ - انا غير مقتنع بما تقوم به قوات التحالف الدولي ولم تقدم على أقل تقدير ما نطمح إليه، والتحالف الدولي حينما نتحدث عنه لا نتحدث عن طائرات تقصف على الارض وانما نتحدث عن استخبارات ومخابرات وأجهزة تصنت وتتبع امنى واستخباراتي، فهل يمكن أن أمريكا التي تقود العالم كما يقال اليوم لا تعرف تحركات الجهات والتي طالما تقول أن إيران متدخلة. * هل ترى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تماطل في حربها ضد الإرهاب في العراق؟ - أشك أو اتوقع أو اتصور أن أمريكا في بعض الأحيان لا تريد أن تبين كل عداوتها لتنظيم داعش". * هل معنى كلامك أن أمريكا تمول داعش؟ وأن داعش صنيعة أمريكية؟ لا أعترف بهذا الكلام ونعرف أين صنع داعش، ولا يجب أن نلقى أخطاءنا على غيرنا. * ما الذي تطلبه من قوات التحالف الدولى في العراق حتى تقوم بالدور المنوط بها؟ - كما اشرت من قبل التحالف ليس الضربات الجوية التي تقصف بها مواقع هنا أو هناك وانما اقصد الجهود الاخرى ومعاونتها للعراق في تجفيف المنابع المالية وان تعطل قضية بيع النفط حيث يقوم داعش اليوم ببيع النفط إلى تركيا وسوريا ودول أخرى، كما يسرق الآثار ويبيعها في أوروبا وأمريكا، واعتقد أن هذا هو الدعم الحقيقي وتكون على تماس حقيقي مع الحكومة العراقية في كشف هذا التنظيم واضعافه بكل ما تحمله الكلمة من معان، فداعش لم يكن هدفه الوحيد العراق وانما الامة العربية وأوروبا وأمريكا وهذه الخارطة موجودة لدى التنظيم لذلك فاليوم انتم كمصريين دفعتم ثمن التطرف الداعشي والإرهابي في سيناء وليبيا حينما قتل المصريون هناك وذبحوا بطريقة بشعة وكذلك الأحداث الإرهابية في سيناء وعدد من المحافظات، لذلك فان داعش خطر على الجميع ولا ينبغي أن نتهاون أو نصمت. * هل يطالب العراق "عاصة الحزم" بالقضاء على داعش؟ - نحن بحاجة إلى العرب ومصر بالدرجة الأولى على المستوى العسكري، ونحتاج إلى الخبرة العسكرية المصرية على مستوى التدريب والأسلحة، ونحتاج إلى الذوق الفكري والثقافي حتى الذوق الفني وقد تستغربين من هذا الكلام أننى أطرحه وأنا رجل دين، ولكن والله إننا نحتاج إلى اللمسات الفنية المصرية لأن العراق يجد نفسه من خلال مصر، ونحن نريد حضورا حقيقيا للأشقاء العرب ولا بد أن يكون حضورا إيجابيا لدعم قضية العراق وبناء العراق.