من هم جمهور هيفاء وهبي؟ أو من هم الملايين الذين يشاهدون كليبات هيفاء على «يوتيوب»؟ عندما نعرف الإجابة عن ذلك السؤال سنعرف من هم المهاجمون والمنتقدون لهيفاء بعد كل عمل تقوم بطرحه، كأنها خدعتهم أو فاجأتهم بمستوى رديء من أغانيها لم يعتادوا عليه، خاصة بعد الهجوم الشديد الذي تعرضت له فور طرحها كليبها الموجه للخارج، أو الذي تصفه ب«العالمى»: «Breathing You In»، الذي يكتب بداية هيفاء مع عالم البوب في الخارج، من خلال قناتها الجديدة على «vevo»، ومع المخرج الأمريكي من أصل لبنانى طارق فريتخ، وصديق جنيفر لوبيز «كاسبر». حقق الكليب جدلا كبيرا فور طرحه، وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة تخطت المليون في اليوم الأول، وسيواصل الارتفاع في الايام القادمة، ليس لجماهيرية هيفاء ولكن لجماهيرية المنطقة الجديدة التي أرادت هيفاء أن تتجه لها، إضافة إلى الجمهور العربى الذي أغلبه يهتم بإثارتها وجدلها فقط، والذين وصفتهم هيفاء ب«الجرب»، لعدم تفهمهم ماذا تريد أن تقدم.الكليب الجديد لهيفاء لا يعتبر الأكثر إثارة لها في تاريخها، وسبق أن قدمت الأكثر جرأة منه سواء في كليباتها أو أفلامها، أو حتى حفلاتها، وهو ما يعتبر في صالحها ضد الجمهور الرافض للكليب، لأنهم ليسوا جمهورها الاصلى، الذي يشاهد كليباتها وينتظر أعمالها، ويعرف أن الكليب ليس جديدا، وهم الذين لن يعترضوا على مستوى الاغنية الفنى، لأنها لا تهتم بذلك بقدر اهتمامها بال«show»، والعرض والحالة الكاملة للعمل، فمتى كانت هيفاء تقدم الأعمال الطربية؟ الهجوم على هيفاء يأتى ضمن أزمة التناقض لدى فئة كبيرة من الجمهور العربى، الذي يهاجم العمل ويجعله الأكثر مشاهدة، ويقاطع الافلام بمشاهدتها، كما حدث مع «حلاوة روح» لهيفاء، بجانب تقبله لما يقدمه زملاء هيفاء في الخارج - في الشو والاستعراض، ويعتر ذلك جزءا من ثقافتهم ومن العمل الفنى، مثل جماهيرية كليبات «جنيفر لوبيز» و«شاكيرا»، وغيرهم، ولكن عندما تقدم هيفاء مستوى أقل من جرأتهم، يعتبر ذلك انحطاطا ودعوة للإباحية، ربما يكون السبب في غيرة هؤلاء على هيفاء من الجمهور الغربى، ومن الموديلز المصاحبين لها في الكليب. ليس دفاعا عن هيفاء وكليبها الجديد، ولكن لوضع العمل والأمر في حجمه الحقيقى، وكذلك حجم هيفاء ذاتها، فالكليب الذي أنتجته هيفاء على نفقتها الخاصة، والذي ظلت عاما كاملا تعمل به، لا يعتبر «اختراعا للذرة»، ولم يتحقق به عنصر «الإبهار» عكس تصريحات هيفاء التي توحى بأنها جاءت بما لم يأت به أحد قبلها، حتى في الجرأة والإغراء لم ينجح الكليب في إظهارها بشكل ينافس أو يوازى الكليبات الأخرى، ولكنه صادم فقط للجمهور العربى، بجانب طريقة التصوير وتصميم الرقصات وملابسها وغيرهم من عناصر «الشو» لا يعتبر فريدا، وهو ما يجعل الكليب موجها للجمهور العربى أكثر منه للغرب، بعكس ما قالته وأرادت فعله هيفاء أيضا، والفائدة الوحيدة قد تكون حسابها الجديد على «vevo». هيفاء لا تمتلك صوتا قويا ولا رؤية موسيقية مميزة، ولكنها تمتلك سلاحا واحدا وهو «الإغراء»، وهو ما جعل كليبات «رجب»، «ابن الحلال»، «إنت تانى»، «مش قادرة استنى» - التي نفذتها مع شركات وأفراد عرب ومعروفين مثل محسن جابر وجمال مروان تجذب ملايين من المشاهدين إلى الآن، وكذلك تحمل هذه الكليبات قدرا أكثر احترافية في تحقيق عناصر «الشو والترفيه والإغراء»، حتى في المستوى الموسيقى أفضل من أغنيتها العالمية، لتعاونها مع موسيقيين مميزين مثل جان مارى رياشى في أغنية «سنرى». تعترف هيفاء بإمكانياتها الفنية الفقيرة، وهو ما يجعلها تعمل فقط بجسدها، ولكن هل ستحقق العالمية بجسدها فقط؟ بالطبع لا، فهى ليست راقصة محترفة مثل جنيفر أو شاكيرا، ولا تمتلك أصواتا مثلهما، وربما إعلانات شركات المياه الغازية مع لاعبى الكرة ستعطيها شهرة وعالمية أكثر من ذلك الكليب، الذي يأتى استمرارا للفهم الخاطئ لمعظم المطربين العرب لمعنى «العالمية»، بأن تغنى للخارج بطريقتهم وفى ملعبهم، وليس الغناء والاستعراض بالمقاييس العالمية وبالجودة والإبهار الذي يجذب الجمهور العادى أيًا كانت جنسيته. من النسخة الورقية