سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حوارات ليون..وفرص الحل السياسي في ليبيا".. قطنش: مشاركة التنظيمات الإرهابية في حكومة وطنية تمهد لصراع طويل.. والطيب: الهدف هو بناء إطار شرعي لتدخل عسكري غربي
انتهت في الجزائر، أمس الجولة الثانية، من الحوار الليبي بين قيادات الأحزاب السياسية، وسط غضب في الشارع الليبي من محاربة المجتمع الدولي لمليشيات "فجر ليبيا" وبعض القيادات الإرهابية المعروفة دوليا، والتي شاركت في حوار الجزائر. ورغم أن الحوار لم يسفر عن أي جديد، إلا أن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا "برناردينو ليون "، أكد أن الأزمة الليبية تقترب من الحل، وأعلن عن جولة جديدة من الحوار الليبي بدأت اليوم الأربعاء، في مدينة الصخيرات المغربية. وفي الوقت الذي يترقب فيه الليبيون ما سيتمخض عنه الحوار الليبي، الذي تشرف عليه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا وما إذا كانت نتائجة ستنهي الصراع السياسي في ليبيا إم إنها ستضيف أبعادا جديدة لهذا الصراع. الخبير الإستراتيجي الليبي هشام الطيب، وصف حوارات ليون بالسراب والحرث في مياه بحر ليبيا لا سيما بعد انحيازه الفج للمجموعات المصنفة، إرهابية في ليبيا بل ومشاركة القيادي بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي، عبد الحكيم بالحاج في حوار الجزائر الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام. وأوضح الطيب، أن فشل الدولة الليبية مرده في الأساس هيمنة الجماعات المتطرفة على مراكز السلطة في ليبيا عقب سقوط نظام القذافي، مؤكدًا تأييده للحوار الليبي من أجل حقن دماء. وشدد على أن الحوار مع الإرهاب لن يثمر بأى حلول، بل سيصعب الأزمة الليبية، ويدخل ليبيا في صراعات أعمق. وأشار الطيب إلى أنه بعد التقدم الملحوظ للجيش الليبي يبحث عن آليات جديدة لكي يطور نفسه ويكسب المزيد من الفرص التي تمكنه من الوصول إلى أهدافه في المستقبل. ويرى الطيب، أن الهدف من الحوار الليبي هو بناء إطار شرعي لتدخل عسكري غربي في ليبيا، مدللا على ذلك بالعقبات التي يضعها مبعوث الأممالمتحدة في طريق الحوار الذي يشرف عليه. و قالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت: إنه تم إحراز تقدم ملموس خلال الجولات السابقة، وأن الفرصة سنحت للمشاركين بعد اختتام الجولة الأخيرة من حوار المغرب في 26 مارس الماضي، لعقد مشاورات مع الجهات التي يمثلونها والأطراف الرئيسية المعنية حول مقترح لحل شامل لإنهاء النزاع. وأضافت: أن المشاركين سيقدمون بملاحظاتهم بخصوص الإطار العام لعام كما ورد في "مسودة اتفاقية الانتقال السياسي في ليبيا" التي وضعتها الأممالمتحدة وتشمل قضايا رئيسية متعلقة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني والترتيبات الأمنية، بما فيها وقف إطلاق النار وانسحاب المجموعات المسلحة من المدن. وتوقعت البعثة أن تكون الجولة التي بدأت في مدينة الصخيرات المغربية اليوم الأربعاء، حاسمة وهو ما أكد عليه برناردينو ليون قبيل انطلاق الجولة الجديدة من حوار الصخيرات اليوم. فقد توقع مبعوث الاممالمتحدة أن تكون الجولة الجديدة من حوار المغرب حاسمة في مسار المفاوضات خصوصًا بعد أن تمت دراسة المقترح الأممي القاضي بإيجاد حل للأزمة، من قبل الأطراف الليبية حسب قوله. وأضاف: جميع الأطراف أعربت عن توافقها حيال المقترح الأممي وليس هناك تغييرات كبيرة على المقترح الأممي. وكانت الأممالمتحدة قد وضعت في وقت سابق قد وضعت تصورا من 3 نقاط كمقترح لتجاوز الأزمة، أولها حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة لا تنتمي لأي حزب ولا ترتبط بأي مجموعة وتكون مقبولة من الأطراف ومن جميع الليبيين. أما النقطة الثانية ف"تخص مجلس النواب (في طبرق) الذي يعد الهيئة التشريعية ويمثل جميع الليبيين في إطار التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية ومشاركة الجميع". والثالثة هي "مجلس أعلى للدولة مستلهم من مؤسسات مشابهة موجودة في عدد من البلدان"، إضافة إلى "مؤسسة أساسية على صعيد الحوكمة في الدولة"، و"هيئة صياغة الدستور"، و"مجلس الأمن القومي"، و"مجلس البلديات. ويرى الإعلامي الليبي أحمد بن قطنش أن حوارات ليون ذات المسارات المختلفة لن تؤدي إلى حل في ليبيا بل قد تؤدي إلى مد الصراع في ليبيا. وأوضح قطنش أن الصراع الحالي ليس في الأفكار فحسب بل من أجل السلطة فالإخوان المسلمين تنظيم دولي عمره قارب المائة عام، ويطمح لحكم ليبيا وعدد من الدول المجاورة كما أن تنظيم الدولة الإسلامية هو تنظيم حديث يحمل الفكر الديني المتطرف ويريد إقامة الخلافة الإسلامية بحسب ما يسميها والتي تمتد من المغرب حتى أندونيسيا. وأكد أن الحل السياسي وحده ليس كافيا، فلابد من حلول أمنية وعسكرية للقضاء على التنظيمات المتطرفة ففكرة حكومة وطنية تشارك فيها الجماعات الإرهابية تمهد للصراع طويل في ليبيا حتى لو تراجع الجيش عن مقاتلة هذه المجموعات الإرهابية فستقاتل بعضها البعض من أجل حكم ليبيا فلكلا منها اجندتها الخاصة التي تتعارض مع الأخرى. وميدانيا يتقدم الجيش الليبي بقيادة العميد عمر تنتوش باتجاه طرابلس ويوشك على تطهير مدينة ورشفانة من العناصر الإرهابية. وقام الجيش الليبي مساء اليوم الأربعاء، بقصف قاعدة معيتيقة الجوية الخاضعة لسيطرة مليشيا فجر ليبيا وهو ما اعبره المؤتمر الوطني المنتهية شرعيته محاولة من قبل الجيش الليبي لمنع أعضاءه من المشاركة في حوار مدينة الصخيرات المغربية. فيما تشهد مدينة بنغازي شرق ليبيا معارك كرا وفر بين الجيش الليبي والمجموعات المتطرفة ويعمل اللواء خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي على الحصول على دعم عربي من الاردن ومصر ودول الخليج فقد أنهى زيارة لعمان اعقبها بزيارة للقاهرة ومن المحتمل أن يسافر إلى روسيا لبحث سبل تسليح الجيش الليبي والحصول على دعم إقليمي ودولي في محاربة الإرهاب.