بعد كثرة الحديث عن انفراجة وشيكة في الحوار الليبي المنعقد في المغرب بين الفرقاء السياسيين، نُشرت تقارير إعلامية عن انسحاب وفد البرلمان الليبي في طبرق من حوار الصخيرات ما أدى إلى إثارة البلبلة والجدل، وإعادة الحديث عن فشل الحوار مرة أخرى الذي يجرى برعاية أممية منذ أكثر من عام بعد نقله من جنيف إلى الجزائر حتى استقر في المغرب. صرح عضو مجلس النواب الليبي فهمي التواتي أن المجلس لم يوقف الحوار مع الأطراف الأخرى، لكنه صوّت بالغالبية في البرلمان على تعليق الحوار، مؤكداً أنه تم استدعاء اللجنة المشاركة في الحوار للتشاور، وأن المجلس غير راض على المسودة التي طرحها المبعوث الأممي برناردينو ليون، في عدة نقاط. وتشير المعلومات إلى أن أحد النقاط المعترض عليها مجلس النواب هو تشكيل ما يسمى "بالمجلس الأعلى"، وأن البرلمان طالب بتسميته "المجلس الاستشاري"، تماشياً مع صلاحياته، كما أن ليون أعطى "المجلس" صلاحية تشريعية في المسودة الرابعة للحل، وأن ما طرحه سيؤدي إلى تنازع في التشريع بين البرلمان الليبي و"المجلس الاستشاري". وكانت المسودة الرابعة للاتفاق السياسي الليبي قد حظيت ب"رد فعل إيجابي" من الأطراف والقوى المشاركة في جلسات الحوار، وفق ما أعلنته بعثة الأممالمتحدة التي ترعى جهود إنهاء الصراع المشتعل في ليبيا منذ أشهر. جاء ذلك في أعقاب جلسات حوار بين الأطراف المتنازعة، انطلقت في منتجع الصخيرات قرب العاصمة المغربية الرباط، قدم خلالها المبعوث الدولي برناردينو ليون، ورقة مقترحات تتضمن كل ما بحثه طرفا النزاع خلال الأشهر الماضية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونص اقتراح الأممالمتحدة على تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى السلطة التنفيذية في البلاد يكون مقرها طرابلس، ونص أيضا على اعتبار مجلس النواب المنتخب عام 2014 ومقره الآن في شرق البلاد، هو الهيئة التشريعية الوحيدة، وطالبت المسودة أيضا بتشكيل مجلس للدولة بصفة استشارية يتألف من 120 عضوا من أعضاء برلمان طرابلس. وكان واضحًا من أن هناك خلاف بين مجلس النواب واللجنة المكلفة من المجلس للمشاركة في الحوار حيث أشار الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي فرج بو هاشم إلى احتمال إقدام المجلس على إقالة أو تغيير أعضاء وفده المشاركين في الحوار الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة، في حالة عدم امتثالهم لطلب المجلس منهم العودة إلى مقره في مدينة طبرق للتشاور حول المسودة الرابعة التي طرحتها البعثة الأممية. تزامن ذلك مع إعلان برناردينو ليون أن الأطراف الليبية المتنازعة المشاركة في الجولة الخامسة لمحادثات الصخيرات بالمغرب، ردوا بشكل إيجابي على آخر مسودة اتفاق عرضتها عليهم بعثة الأممالمتحدة من أجل إخراج البلاد من الفوضى والاضطراب.