خُلقت للسينما.. والوطن أخذنى منها وليست السياسة.. أهل قريتى سبب لقب «المهندس».. وأنا سياسي من صغري يرى أن الوطن هو من أخذه من اهتماماته، وليست السياسة هي من خطفته من السينما.. المخرج خالد يوسف يتحدث ل«البوابة»، عن خططه الفنية والسياسية القادمة، وكذلك يجيب عن السؤال الأهم: هل تخلى عن السينما تمامًا من أجل مجلس الشعب، خاصة بعد تخليه عن لقب «المخرج» مقابل «المهندس» في دعايته للبرلمان؟ ويقول عن ذلك: «أتصور أن الله خلقنى من أجل السينما، لكن الفترة الماضية تحديدًا لم تأخذنى السياسة من السينما، ولكن الوطن هو الذي أخذنى من كل القضايا». ويقول: «عندما جاءت 25 يناير كان مستقبل الوطن كله يحدد في هذه الأيام، فشاركت من أول لحظة وعندما انتهت ال18 يوما، ظننت أن المهمة انتهت ولكننا اكتشفنا أنها لم تنته ولكنها بدأت، وكانت توجد معوقات على الأرض تعوق انطلاق هذا الشعب، وتمكينه من أخذ حقوقه وبدأنا طريقا طويلا جدا انتهى بسيطرة وانتصار الإخوان على الشعب وعلى الثورة وأيضا على الوطن، فأصبح الوطن على محك تغيير الهوية، وكل هذا لم يكن سياسة ولكن مصير وطن لأولادى وأولاد الشعب المصرى، لأن ما كنا عليه كان احتلالا حقيقيا وليس بطولة، وكان لا بد من التخلص منه فلم يكن هناك من الرفاهية أن تصنع أفلامًا في ظل الحرب المشتعلة على الأرض». «وأصبحت هناك قضايا أخرى، وبرلمان يريدون السيطرة عليه فكان يجب أن أتصدى، كما أن أهلي في بلدى «كفر شكر التابعة لمحافظة القليوبية» طالبوننى بالترشح لأن دائرتنا دائرة تاريخية، فأخذنى الموضوع، فأنا أكدت أننى لن أبتعد عن السينما بفترة سواء قصرت أو طالت سأعود للسينما.. سأعود للسينما». ■ لماذا استخدمت لقب مهندس في الدعاية الانتخابية الخاصة بك؟ - أهل بلدى هم من قاموا بذلك، فهم معتادون على تلقيبى بالمهندس، فأنا خريج هندسة جامعة الزقازيق، وأريد أن أؤكد أن هذا الأمر ليس انحيازا أو تقليلا لاحترامى لمهنة الفن، ولكن احترام الفلاح المصرى لمهنة الفن سواء المثقفين أو الأميين، فهم يعتزون بدور الفنان الذي أقدمه فهم لم يتبرؤوا من فنى ولكنهم اعتادوا على مناداتى بالمهندس حتى وقتنا هذا». ■ هل رؤيتك للأحداث كونك سياسيا الآن اختلفت عن رؤيتك كفنان؟ - أنا بلا فخر كل يوم أتأكد أننى لمست كبد الحقيقة بشكل كبير عندما أخرجت أفلاما عن العشوائيات والمهمشين والبسطاء الناس قالوا «والله كان عنده حق» بعد أن كانوا يقولون إنى متشائم وسوداوى، وأنا كنت شايف فعلًا، وكانت هناك رؤية حقيقية قبل الثورة بأربع سنوات، وكذلك في «دكان شحاتة» كانت أحداثه تدور في 2013، فأفلامى لها جذور وتحليل عميق والفنان يستطيع أن يستكشف المستقبل ويتنبأ بما سيحدث». ■ وكيف استطعت التنبؤ بكل ذلك؟ - التحليل الدقيق للواقع، إضافة إلى خيال الفنان، فعندما سألنى ساويرس وكامل أبو على منتجا فيلم «دكان شحاتة» عن آخر ثلاث دقائق في الفيلم مين دول وما علاقتهم بالفيلم، البطل مات خلاص، والفيلم خلص، وكان هناك مشهد لناس تجرى خوفا ورعبا، فكان ردى أنا حاسس إنى هشوف ده بنفس الصورة، وبعد الثورة قالوا لى الآن فهمنا معنى الثلاث دقائق، وهذه ملكة من عند الله أن يرى الفنان الأحداث بتفاصيلها قبل حدوثها». ■ وهل أنت متفائل بمجالك الجديد؟ وهل لديك القدرة على التعامل مع مطالب الشعب المصري؟ - أنا مسكون بطاقات الأمل طول عمرى، في فترة الإخوان كان عندى يقين أنهم سيسقطون، وكنت متفائلا جدا، وفى الفترة الحالية، أنا أكثر من متفائل لأن من يملك شعبا مثل شعب مصر يكون «حمار لو متفائلش». «يظن الكثيرون أننى ألعب دوري السياسي بعد ثوره 25 يناير فقط، وأننى أصبحت «ثورجي» ولكن من يعرفنى جيدًا أو من أجهد نفسه في البحث على الإنترنت سوف يعلم علم اليقين أننى غير ذلك، فكنت رئيس اتحاد للجامعة واعتقلت أكثر من مرة، وعندما دخلت الفن بالصدفة عن طريق يوسف شاهين، نقلت ما دافعت عنه كطالب إلى الأفلام، وأخرجت أفلاما على مقاس الناس الغلابة، وهمومهم، فالسياسة ليست جديدة، أنا زى ما أنا، ولم أنتقل من الفن للسياسة فجأة، وأنا أحارب طوال عمرى، وأى شخص في العالم يأخذ موقفا ما سوف يحارب، ليس بالضرورة المحاربة الشخصية ولكن محاربة هذا الموقف، نستطيع أن نقول عنهم خصوما وليسوا أعداء». ■ هل يختلف خصوم الفن عن خصوم السياسة؟ - أكيد هناك اختلاف، وأنا دائمًا على استعداد لمواجهة خصومى سواء على مستوى الفن أو مستوى السياسة. ■ ماذا أخذت من مدرسة يوسف شاهين؟ - أخذت جوهر مدرسة يوسف شاهين، فهناك ساقان تتحرك عليهما مدرسة يوسف شاهين، أولًا تقديس المهنة نفسها، ويندرج تحتها الكثير مثل احترام العمل والتفانى به، وصدق الأداء وتكرار المحاولة والوصول بها للكمال والالتزام بهموم الناس والتعبير عنهم وعن واقعهم بشكل حقيقى. ■ لماذا كنت تظهر في أفلامك حتى لو للحظات؟ - أنا ممثل فاشل، ليست لى علاقة بالتمثيل، كنت أظهر في أفلامى من أجل يوسف ابنى، فعندما كان صغيرا كان أول أفلامى هو فيلم «العاصفة» فقلت له «الفيلم ده بتاعى أنا المخرج والمؤلف وتعبت فيه أوي» فقال لى لا «ده فيلم يسرا»، حاولت أقنعه أنه فيلمى، لكن لصغر سنه لم يقتنع ومن وقتها قررت أن أعمل لقطة لى داخل كل فيلم حتى يتأكد أنه فيلمي». ■ هل تحضر لعمل جديد؟ - لا ولكن عندى أكثر من فكرة، بمجرد أن أستقر سوف أنفذها. من النسخة الورقية