القلب هو أحد الأعضاء التي تشهد بإعجاز الخالق سبحانه وتعالى، فهو يعمل على مدى الساعة، وبدون توقف مدى الحياة ولا يخضع لسيطرة الإنسان فلا يستطيع الشخص إيقاف قلبه أو إسراع نبضه. وعن أسباب اعتلال عضلة القلب يقول الأستاذ الدكتور أحمد كامل، استشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي بإمبابة: كلنا نعلم أن القلب يتكون من أربع حجرات، أذين وبطين جهة اليمين وكذلك الحال جهة اليسار، ويعتبر الجزء الأيمن من القلب هو المسئول عن أخذ الدم من كل أجزاء الجسم وبالتالي يضخ الدم للرئتين حتى يتم تزويد الدم بالأكسجين ثم يتم ضخ الدم للجزء الأيسر من القلب المنوط به ضخ الدم لكل أعضاء الجسم وهكذا. وتقاس كفاءة القلب بقدرته على الانبساط ليمتلئ بأكبر كمية من الدم وقدرته على الانقباض حتى يضخ الدم لكل أعضاء الجسم، وتؤثر أمراض القلب المختلفة على كلتا الوظيفتين كما تؤثر بعض العقاقير على كفاءة عضلة القلب مثل أدوية علاج الكبد، كما يؤثر العلاج الكيماوي، والإشعاعي المستخدم في علاج الأورام على كفاءة القلب. كما أنه في بعض الحالات قد يصيب المرض النسيج العضلي للقلب مباشرة، ويؤدي لضعف عضلة القلب. هل صحيح أن الضغط المرتفع يرهق عضلة القلب؟ دون شك ارتفاع ضغط الدم المزمن يؤدي إلى تضخم جدار القلب مما يؤثر سلبًا على الوظيفة الانبساطية لعضلة القلب في البداية، ثم قد يؤدي لضعف الوظيفة الانقباضية في الحالات المتقدمة، كما يعد مرض قصور الدورة الدموية التاجية أحد أهم الأسباب المؤدية لضعف عضلة القلب خاصة إذا أصيب المريض بجلطة حادة في أحد شرايين القلب التاجية حيث يتوقف ارتواء عضلة القلب بالدم، ما يؤدي لتليف الجزء المصاب من عضلة القلب ما يؤدى لتقليل الكفاءة الانقباضية لعضلة القلب. الحمى الروماتيزمية عند الأطفال هل تؤدي لمشاكل في عضلة القلب؟ بكل تأكيد تؤدى أمراض الحمى الروماتيزمية التي تصيب صمامات القلب سواء بالضيق أو الارتجاع إلى إجهاد عضلة القلب مما يؤدى في النهاية لإضعاف كفاءة القلب مع مرور الزمن، لذلك من الضروري الالتفات إلى الأطفال وعلاج مشاكلهم الصحية مبكرًا، وعدم تركها، خاصة الحمى لأنها تترك آثارًا خطيرة على قلب الطفل يصاحبه مدى الحياة وتظهر أعراضه عند التقدم في السن، ويضيف الدكتور أحمد: في بعض الحالات قد تهاجم بعض الفيروسات عضلة القلب مثل فيروس الأنفلونزا الذي يصيب الإنسان بالأنفلونزا التنفسية المتعارف عليها فيؤدى ذلك إلى التهاب عضلة القلب، ما يصيب العضلة بضعف حاد في الوظيفة الانقباضية، ما قد يستلزم دخول المريض لوحدة الرعاية المركزة لتلقى العلاج اللازم وفى بعض الحالات قد لا تعود كفاءة القلب إلى سابق كفاءتها ما يؤدى لضعف مزمن في عضلة القلب ويحتاج المريض في هذه الحالة للعلاج الطبي المستمر، وقد تصاب السيدات بضعف وهبوط عضلة القلب مصاحبين للحمل والولادة، وفى هذه الحالات قد تشفي الحالة تماما وتعود كفاءة القلب لسابق كفاءته وفى بعض الحالات يحدث بعض التحسن ولكن لا ترجع الكفاءة لما كانت عليه في السابق، وأحيانا تظل الحال كما هي ولا تزيد كفاءة القلب، وفى هذه الحالات تنصح السيدة بالامتناع عن الحمل حتى لا يزداد الوضع سوءًا، وقد تتأثر عضلة القلب ببعض العقاقير والتدخلات المستخدمة في علاج حالات الالتهاب الكبدي الوبائي الفيروسي مثل عقار السوفالدي المستخدم في علاج فيروس الكبد سى، وأيضا قد يتأثر القلب بالعلاج الكيماوي، والإشعاعي الذي يستخدم في علاج الأورام السرطانية. وقد تؤدى بعض الأمراض الجينية إلى ضعف عضلي تام يؤدي لضعف عضلات الجسم الحركية في الساقين والذراعين، كما يؤدي لضعف عضلة القلب. ما أعراض هبوط عضلة القلب؟ ولهبوط عضلة القلب علامات وأعراض معروفة للأطباء وهى الضعف العام وعدم القدرة على بذل المجهود المعتاد وتسارع نبض القلب والنهجان المصاحب للمجهود، وعدم القدرة على النوم على الظهر، مما قد يدفع المريض للنوم جالسا كما يؤدي أيضا لتجمع السوائل بالجسم ما يؤدى لتورم الساقين والاستسقاء والارتشاح الرئوي وقد تم تقسيم مرض هبوط القلب لمراحل متعددة حسب تعريف جمعية القلب الكندية، وهذا التقسيم يستخدم في جيع أنحاء العالم ويتم علاج ضعف عضلة القلب دوائيا باستخدام العقاقير المضادة لمستقبلات الإنجيوتنسين والأدوية المدرة للبول والأدوية المضادة لمستقبلات بيتا، وفى بعض الحالات المتقدمة التي تقل فيها كفاءة القلب عن 35٪ قد يخشى على المريض من الذبذبة البطينية التي تؤدى للوفاة ويتم تركيب أجهزة الصادمات القلبية الداخلية التي تزيد كفاءة القلب وفى الحالات التي لا تستجيب للعلاج قد يتم عمل زرع قلب للمريض عن طريق التبرع من شخص حديث الوفاة. لكن مثل هذه العمليات لا تجرى في مصر برغم توافرها في بعض الدول العربية المجاورة وفى حالة وجود موانع لزراعة القلب يتم تركيب أجهزة مساعدة لعضلة القلب تمكن المريض من الحياة بصورة شبه طبيعية، وفى النهاية أود أن أنصح مرضى القلب أو من يعانون من عوامل خطورة قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب مثل مرضى الضغط المرتفع أو مرضى السكر أو المدخنين أو مرضى ارتفاع الكوليسترول بضرورة السيطرة على عوامل الخطورة حتى لا تؤدي إلى إصابتهم بقصور الشرايين التاجية، ما قد يؤدى لضعف كفاءة القلب مستقبلا. من النسخة الورقية