مصر غنية بالأسماك، فالنيل يجري بداخلها وتطل على البحرين الأحمر والمتوسط، ولديها بحيرة ناصر التي تنعم بالكثير من الأسماك، فالبحيرة تعمل كمزرعة سمكية من الدرجة الأولى، ولكن هناك ما يقرب من 43 ألف تمساح، وهناك دراسات أخرى تؤكد أنهم 80 ألفًا، ويتغذى التمساح الواحد على ما يقرب من 20 كجم سمك يوميًا، أي يضيع ما يقرب من 400 طن سمك يوميًا، وهو ما يعني أن التماسيح تأكل سنويًا ما يقرب من 146 ألف طن، والصيادون يصطادون 20 ألف طن سنويًا فقط. ومع ذلك، فمصر تستورد 420 ألف طن أسماك من نفايات شرق آسيا سنويًا، والتمساح الواحد يباع جلده فقط بما يقرب من 4 آلاف دولار، وهو ما يؤكد وجود ثروة في مصر دون أي شيء، السر هو في إيجاد مزارع خاصة للتماسيح الصغيرة "المولودة في وقت قريب"، خاصة أن التمساح يضع في السنة الواحدة ما يقرب من 50 بيضة، وتُباع جلود التماسيح الكبيرة والاستفادة من الثروة السمكية في بحيرة ناصر. وأكد المهندس كارم أبو هاشم، الرئيس السابق للإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بهيئة تنمية الثروة السمكية، أن الحل هو وجود مزارع للتماسيح نفسها ولكن هناك أزمة أكبر وهى أن الصيادين نفسهم لا يعرفون شيئًا عن البحيرة فهم يصطادون من على حدودها فقط، وأيضًا إمكانيتهم محدودة للغاية، والإنتاج نفسه منخفض منذ خمس نوات. وأضاف أبو هاشم: "المفروض استغلال المشكلة والتواصل لحلول جادة تدعم الاقتصاد، والبحيرة كان موجودًا لمدة 20 عامًا مجموعة من اليابانيين قاموا بإجراء أبحاث حول البحيرة ولم يستغلها المصريون أو حتى يعرفوا عنها شيئًا"، مؤكدًا أن المصريين لا يعملون بالأبحاث. وفى أسوان نفسها، قال أحد تجار السمك، رفض ذكر اسمه، إن الثروة السمكية غزيرة للغاية، وأن هناك عدد كبير من المراكب تقوم باصطياد الأسماك بشكل يومي وتهريبه للسودان عبر الجبال، وحتى التماسيح المحذور اصطيادها أو بيعها فيتم تهريبها للسودان مع الأسماك وتباع هناك بأسعار جيدة للغاية، مضيفًا: "السمك والتماسيح مصادر جيدة للبيع عن طريق التهريب فهي توفر الكثير من الأموال، وتعتبر مثل المخدرات في المكسب أيضًا". وأضاف التاجر: "الشرطة نفسها لا تعرف أماكن التهريب، والعديد من الأجانب يريدون التماسيح ولذلك يشترونها من السودان لأنها ممنوعة البيع في مصر، ولذلك تباع بالكثير من الأموال هناك". وفى نفس السياق، قال "محمود"، أحد سكان "الكامب" في السد العالي بأسوان، إن مراكب الصيد لا يوجد بها أجهز "جى بى إس"، وهى مراكب صغيرة للغاية ولا تساعد على الاصطياد الطبيعي. فيما أكد "على" عدم الخوف من مرور التماسيح إلى الجانب الآخر من السد، نظرًا لأن التماسيح لا تستطيع أن تعبر بسبب السد، والذي يعبر هو التمساح الصغير فقط، ولا يستطيع العيش في المياه وحيدًا لفترة كبيرة، فالصيادون يصطدونه.