سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أربع محطات إيرانية تثبت دعم طهران للإرهاب.. احتضنت زوجات "بن لادن".. و"الظواهري" طالب "داعش" باستثنائها من عمليات القاعدة.. أشرفت على بيعة "الجهاد" ل"القاعدة".. وتتمسك ب"الإسلامبولي" شارعًا
اللحية نفسها وإن اختلف لونها، العمامة بالجلباب الفضفاض، الذي يغط أجساد تتباعد ايدلوجيًا، وتتقارب براجماتيًا، تتعدد نقاط الاختلاف إلا أن نقطة واحد في التشابه كفيلة بجعل منهم صفًا متماسكًا، إذا هو لقاء التضاد، إن أمكن وصفه، أو النقيض للنقيض، حليفًا لو صح التعبير. هكذا يمكن أن نصف تلك العلاقات الرابطة بين الدولة الإيرانية – الحاملة للفكر الشيعي، وتلك الجماعات التي راحت في دفاعها عن السنة حد التطرف، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، لتكتشف إن هذا الاختلاف ليس مهمًا طالما وجد كلًا منهما هدفه لدى الآخر وهو استهداف العدو الأمريكي. وفي ظل تلك التقاربات الإيرانية "الجهادية"، وجهت انتقادات إلى الدولة الإيرانية بأنها الراعية للإرهاب في المنطقة، حيث تعددت صور هذه الرعاية بين استضافة "طهران" لزوجات زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، أو العلاقات التي كونتها مع الزعيم الحالي للتنظيم الإرهابي، أيمن الظواهري، كما تصل أشكال الدعم الإيراني للتطرف في المنطقة إلى العلاقات التاريخية التي ربطتها بتنظيم الجهاد في مصر، أو تمسك الأولى بإطلاق اسم قاتل الرئيس الراحل أنور السادات على أحد أكبر شوارع عاصمتها. طهران ل"بن لادن": زوجاتك في مأمن لدينا وفي ترجمة لتلك العلاقة المشار لها بين تنظيم القاعدة والدولة الإيرانية، تجد أعلى درجات التفاهم في تفضيل زعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، بترك زوجاته وأولاده في إيران. وفي هذا الصدد لا تجد استغراب عندما تحاول رصد محطات تنقل أسرة "بن لادن"، فتجد أن طهران أم محطة وصول أو مغادرة، لتبقى العاصمة الإيرانية نقطة الإقامة وما عداها محطات ترانزيت. وأول من دفع بها "بن لادن" في الإقامة في "طهران" هي زوجته الأولى، نجوى الغانم، سورية الجنسية، وكلا من ابناءه إيمان، حمزة، عثمان، محمد، سعد. وفي إطار تحويل "طهران" لملجئ لجهادي "القاعدة"، توجه أكثر من 500 قاعدي، إلى إيران عقب الهجوم الأمريكي على افغانستان بعد ضربات 11 سبتمبر، وتم توفير لهم بيوت آمنة تحت إشراف "الحرس الثوري" الذي عمل على تصنيفهم ومحاولة توظيفهم واستثمارهم وفق الأهمية. "العدناني": "الظواهري" وصى "داعش" بعد التعرض لإيران رغم عدم الاستغراب من تلك العلاقة الرابطة بين إيران، و"القاعدة" إلا حين يخرج التصريح مباشرة من مسئول في تنظيم "داعش" يكون الأمر هنا ذو أهمية غير عادية، حيث خرج المتحدث باسم "داعش" أبومحمد العدناني" في يوم 11 مايو من العام الماضي، مقررًا فضح " القاعدة"، قائلًا: إن "الظواهري" طالب "الدولة الإسلامية بعدم التعرض لإيران، وجعلها في مأمن من ضربت "داعش". وفي قراءة تلك العلاقة بين "الظواهري" بشخصه، وإيران، تجد إن للجهادي المصري علاقات قوية بالدولة الفارسية، من قبل أن يكون الأول زعيم ل" القاعدة"، حيث استطاع "الظواهري" تكوين علاقات قوية قائد فيلق القدس السابق أحمد وحيدي الذي أشرف على تدريب الكثير من الثوريين الأكراد ومن مسلمي الفلبين. وفي 1997 حضر "الظواهري" اجتماع مع وزير الاستخبارات الإيراني أن ذاك، على فلاحيان، حيث اتفق مع الطرف الإيراني وجهاديين عرب منهم عماد مغنية وعبدالهادي حمادي من حزب الله، ومصطفى حمزة من تنظيم الجهاد المصري، على توحيد الصف ضد الكيان الصهيوني. إيران.. المشرفة على دمج الجهاد المصري ل" القاعدة" وفيما يخص العلاقة بين الجهاديين في مصر وإيران، فيمكنك أن ترصد إن إعلان بيعة تنظيم الجهاد المصري، لتنظيم القاعدة، كان بإشراف إيران، حيث شهدت العاصمة الإيرانية، منطقة اللقاء والاجتماعات مع زعماء القاعدة. وكان الممثل دائمًا عن الجهاديين في مصر مصطفى حمزة وأيمن الظواهري، فيما يمكن تقسيم علاقات إيران بجهادي مصر، إلى مرحلتين ما قبل اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وما بعد. التمسك الإيراني ب"خالد الإسلامبولي" شارعًا وعقب اغتيال الرئيس السادات، لم تتورع إيران في الإعلان عن موقفها الداعم لقاتليه، بل راحت كأحد أكبر الدول الحاملة عداء للسادات، حيث قررت أن تطلق اسم قاتل السادات "خالد الإسلامبولي" على أحد شوارع العاصمة، بل زادت في ذلك باستضافتها لشقيقه "محمد" رافضة تسليمه إلا في 2011. وفي تحليل للأسباب التي تعتمدها إيران في مواقفها الداعمة للحركات المتطرف في المنطقة، قال محمد محسن أبو النور، الخبير في الشئون الإيرانية، إن السبب راجع إلى تحول إيران بحكم الموقع إلى واجهة للمسلحين المسلمين خلال الحرب الروسية الأفغانية. وأوضح إن المصلحة الإيرانية في ذلك الوقت تسير باتجاه دعم الافغان؛ تخوفًا من فوز روسيا ومن ثم انتقال المواجهات المباشرة إلى إيران بدلًا من أفغانستان. ولفت إلى أن ثاني الأسباب هو أن إيران ترى في دعم الجهاديين العرب، بغض النظر عن مذهبهم الديني، ورقة ضغط في علاقاتها الإقليمية. وتابع إن هذه الورقة تجلت في تلويح طهران للقاهرة بورقة المجاهدين المصريين المقيمين لديها. وأشار إلى أن ملف الجهاديين المصريين، يعد هو الأكثر تعليقًا وخلافًا بين القاهرةوطهران، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية في إيران وتحديدُا الحرس الثوري، يرفض الاستجابة لطلبات القاهرة المتكررة بتسليم هؤلاء الجهاديين لديها. وأوضح أن سبب رفض إيران هو أنها ستفقد مصداقيتها لدى هذه التنظيمات المتطرف، في حال الموافقة على تسليم عناصر منها إلى مصر، علاوة على أن الجهاديين المصريين لديها يتم اعتبارهم حائط صد أمام جماعة جند الله السنية المتواجدة في باكستان.