في الرابع من إبريل عام 970م شرع جوهر الصقلى في إنشاء الجامع الأزهر، ولما تم تشييده اُفتتح للصلاة في «رمضان 361ه - يونيو 972م»، حيث أُقيمت فيه أول جمعة، وبذلك يُعد الجامع الأزهر أول عمل معمارى يُقيمه الفاطميون في مصر. و«جوهر الصقلي» يُعرف أيضًا باسم جوهر الرومي، وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر، وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق، وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، ويُنسب الصقلى للشيعة، ومن المعروف أن الفاطميين ينسبون إلى الشيعة، وقد ولد جوهر في جزيرة صقلية نحو 316 ه/ 928 ميلادى ونُسب إليها، وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية، فجُلب صغيرًا إلى المهدية أيام حكم المنصور بالله الفاطمي، وتربى تربية عسكرية، وانتظم في سلك الجيش، وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله، وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين. ولما استقر جوهر بمصر أنشأ مدينة القاهرة عام 969م بأمر من الخليفة المعز لدين الله، بهدف جعلها عاصمة للدولة الفاطمية، كما أمر ببناء الجامع الأزهر، ليكون مركزًا علميًا ودينيًا عالميًا، ثم سيّر عسكرًا إلى دمشق وغزاها فملكها، ووصلت البشارة إلى مولاه المعز بأخذ البلاد وهو في أفريقيا في نصف شهر رمضان المعظم، ويدعوه إلى المسير إليه، ففرح فرحًا شديدًا، ومدحه الشعراء. من النسخة الورقية