لا تزال أيادي تنظيم داعش الإرهابي ممتدة في مصر خاطفة لبعض الشباب المغيب إلى صفوفها بحجة الجهاد في سبيل الله وجوار النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجنة؛ ذلك الحلم الذي جعل بعض الشباب المتدين يهرولون إلى التنظيم ومبايعة زعيمه أبي بكر البغدادي منخدعين في أكاذيب الدواعش التي لا تمت للإسلام بأي صلة. شاب مصري جديد يسير على خطى إسلام يكن ومحمود الغندور ويعلن الرحيل إلى داعش، ولكن بدون ضجة إعلامية، وبدون صور له تظهر في الجرائد؛ إنه الشاب أ.ع الذي تحفظ أصدقاؤه على ذكر اسمه بشكل كامل حرصا على مشاعر أهله؛ ابن منطقة عين شمس التي تعد أحد معاقل تنظيم الإخوان الإرهابي والذي كان يكفره (أ.ع) ويعتبره تنظيمًا خارجًا عن الإسلام. يقص محمد عبدالوهاب – منسق عام تحالف شباب الوفاق الوطني وأحد أصدقاء المصري المنضم مؤخرا لتنظيم داعش الإرهابي – تفاصيل انضمام صديقه لهذا التنظيم الإرهابي، وكيف كانت الاتصالات بينه وبين أهله بعد إعلانه مبايعة أبي بكر البغدادي، حيث قال في تصريحاته الخاصة ل "البوابة نيوز": (أ.ع) طالب متدين يبلغ عمره 19 عامًا في السنة الثانية بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وكان من الملتزمين دينيا جدا والمحترمين في تعاملاتهم مع الآخرين؛ لدرجة أننا في المنطقة لم نكن نشعر به من كثرة احترامه وأدبه وحسن تربيته. وأضاف: لم تك ل (أ.ع) أي ميول سياسية في البداية، ولكنه كان يرفض ثورة 30 يونيو بشدة وكان يرفض أيضا الإخوان لدرجة إنه كفرهم في بعض الأوقات، ومنذ أيام قليلة وبالتحديد في آخر عشرة أيام بشهر مارس فوجئنا بهروبه وتركه رسالة لأهله أكد فيها على مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي وسفره للقتال مع التنظيم في سوريا مطالبا إياهم بعدم تبليغ الشرطة حرصا على سلامته وسلامتهم وأن يسامحوه، وبعدها ب 8 ساعات أرسل رسالة نصية أكد فيها على أنه في تركيا الآن وفي انتظار السفر إلى سوريا. وتابع: شكوك كثيرة انتابت أهله وخاصة عن كيفية وصوله إلى تركيا في 8 ساعات فقط مما يؤكد خروجه من مصر جوا وهذا في منتهى الصعوبة في ظل مسئولية داعش عن إخراجه من مصر وإرساله إلى سوريا، وسرعان ما انزال هذا الغموض بعدما اتصل (أ.ع) بأسرته من رقم غريب وأبلغهم بأنه في الإسكندرية ولم يسافر إلى داعش بعد مؤكدا عليهم بعدم إبلاغ الشرطة مرة أخرى وواعدا إياهم بالاتصال بهم عقب وصوله إلى سوريا. وأوضح عبدالوهاب أن أهل (أ.ع) ترددوا كثير في إبلاغ الأمن بما حدث لنجلهم حتى التأكد مما يفعله، ولكن بعدما تأكدوا من نواياه ذهب والده للأمن الوطني للإبلاغ عما تم مع نجله، منتظرا نهاية الكابوس المزعج الذي عاش فيه منذ إعلان نجله السفر إلى داعش والانضمام لميليشيات أبي بكر البغدادي.