تناول كُتاب مقالات الصحف المصرية، اليوم الاثنين، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام. ففي مقاله بعنوان "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات، أن القمة العربية السادسة والعشرين، التي اختتمت أعمالها في شرم الشيخ أمس برئاسة مصر، نجحت في وضع الأساس الصلب لعمل عربي مشترك لحماية الأمن القومي العربي، والتصدي للتهديدات والمخاطر التي تواجهه في ظل واقع إقليمي يموج بالاضطرابات والقلاقل الشديدة والعنيفة. وأضاف الكاتب، أن القمة حققت إنجازًا كبيرًا بتوصلها إلى توافق عربي على تشكيل قوة عربية مشتركة، تكون نواة للعمل العربي العسكري، الذي أصبح ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل ما تتعرض له الأمة العربية من تحديات لوجودها ذاته والمتمثلة في المحاولات المشبوهة لنشر الفوضى وعدم الاستقرار وإشعال الصراعات الداخلية، بهدف إضعاف المجتمعات العربية من الداخل، وصولًا إلى تفكيك الدول وانهيارها. وأشار إلى أن القمة توصلت في ذات الوقت إلى توافق عربي على مبدأ العمل المشترك لدعم الشرعية ومواجهة محاولات المساس بها في الدول العربية والقائمة بناء على إرادة شعبية واضحة، وهو ما ظهر بوضوح في التوافق والتفهم العربي للدوافع التي أدت لأخذ زمام المبادرة في اليمن حفاظًا على الشرعية، ومواجهة التهديدات والأخطار التي تتعرض لها. واختتم بركات مقاله: "إننا أمام نتائج إيجابية وناجحة لقمة شرم الشيخ، حيث إنه تم الاتفاق أيضًا على مواجهة عربية شاملة للإرهاب وأخطاره، الذي أصبح يمثل تهديدًا شاملًا للأمة العربية بجميع دولها وشعوبها". وفي عموده بعنوان "نقطة نور" في صحيفة "الأهرام" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد أنه لا جدال في أن قمة شرم الشيخ سوف تدخل التاريخ باعتبارها واحدة من القمم العربية الجادة التي ارتفع فيها القادة العرب إلى مستوى المسئولية التاريخية في ظروف عصيبة تتعرض فيها الأمة لمخاطر وتحديات جسيمة، أظهرت العرب أمام العالم أجمع ككتلة قوية متماسكة لا تمزقها المحاور والخلافات الجانبية، تملك القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية. وأضاف الكاتب أن أكثرها أهمية وخطورة الموافقة على تشكيل قوة عسكرية مشتركة مهمتها معاونة أي دولة عربية في حربها على الإرهاب، والتصدي لأي عدوان خارجي، ومن المقرر أن يجتمع رؤساء أركان حرب القوات العربية في القاهرة في غضون شهر ليحددوا في مشروع مفصل كيفية تشكيل القوة وطبيعة مهامها، ينظره وزراء الدفاع والخارجية العرب في غضون ثلاثة أشهر ليصبح ساري المفعول دون الحاجة إلى عرضه على القمة مرة أخرى. وأوضح أنه برغم أن مشروع إنشاء قوة عربية مشتركة بدأ بموافقة السعودية ومصر والأردن، لكنه حظى خلال مناقشات وزراء الخارجية بإجماع عربي كامل، بعد أن تم تدارك ملاحظات تونس والعراق والجزائر التي ركزت في مجملها على عدم جواز أن تكون القوة المشتركة طرفًا في أي خلافات داخلية. واختتم مكرم مقاله: "إن الأزمة اليمنية إثر عدوان الحوثيين على السلطة الشرعية ومحاولتهم حصار مدينة عدن وإسقاطها هيأت المناخ كى يحظى مشروع إنشاء القوة العربية بهذا الإجماع الشامل، لكن ثمة ما يشير إلى أن مصر والأردن والمغرب والسعودية إضافة إلى باقى دول الخليج سوف تكون نواة القوة العربية المشتركة التي أقرتها قمة شرم الشيخ في حدث تاريخي بالغ الأهمية". وفى عموده "كل يوم" في صحيفة "الأهرام " أشار الكاتب مرسي عطا الله، إلى أن الذين يتابعون دقائق الموقف المصرى من التطورات المتلاحقة في المنطقة بوجه عام والتهديدات التي تتعرض لها دول الخليج بوجه خاص قبل وبعد قمة شرم الشيخ يدركون الآن معنى العبارة الشهيرة التي أطلقها الرئيس السيسى قبل عدة أشهر بأن مصر تعتبر أمن دول الخليج جزءًا من أمنها القومى، وأن المسألة تنحصر في "مسافة السكة". وقال إنه في هذا الوقت المبكر من تداعيات الصراع على الأرض اليمنية، وقبل أن يستولى الحوثيون على مقاليد السلطة بأكملها كانت مصر ترصد وبدقة ظهور عنصر جديد على ساحة الصراع يتمثل في التسلل والتدخل الإيرانى بشكل متدرج، مستهدفًا أن يفرض في أسرع وقت ممكن واقعًا جديدًا على الأرض يجعل من إمكانيات التصدى له ووقف انتشاره مستقبلًا أمرًا معقدًا بتكاليف باهظة، موضحًا أن مصر أحاطت دول الخليج بوجه عام والمملكة العربية السعودية بوجه خاص بتلك الاحتمالات والسيناريوهات التي لا تهدد السعودية وحدها وإنما تهدد الأمن القومى العربى بشكل كامل خصوصًا في ظل احتمالية سيطرة الحوثيين وراعيهم الإيرانى على ميناء عدن ومضيق باب المندب بكل ما فيهما من أهمية استراتيجية بالغة، مضيفًا أن وجهة النظر المصرية كانت أن دعوات الحوار ليست سوى وسيلة لكسب الوقت حتى ينشأ واقع جديد يصبح فيه أي جهد يستهدف وقف تداعيات الأحداث نحو حرب أهلية مدمرة أمرًا مشكوكًا في نجاحه نتيجة ضخامة وحدة المصالح الإقليمية والدولية المتباينة. وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية كان متوافقًا إلى حد كبير مع رؤية مصر ومع قناعة الرئيس السيسى بأهمية عنصر الوقت في التعامل مع الأزمة فضلًا عن أهمية التعامل مع المسألة اليمنية كشأن يهم الأمة العربية كلها ويستوجب مشاركة القادرين على الإسهام في الحملة العسكرية ليكون ذلك بمثابة ميلاد مبكر لمقترح مصر الذي أقرته القمة العربية بإنشاء قوة عربية مشتركة للتدخل السريع. وتناول الكاتب فاروق جويدة في عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" ثلاث جولات سياسية ناجحة خاضتها مصر في أقل من شهر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وقال إنها جميعًا كانت إنجازات حقيقية.. كان المؤتمر الاقتصادى في شرم الشيخ أول هذه الجولات، حيث شهدت مصر حشدًا اقتصاديًا دوليًا لم تشهده من قبل، وقد تم توقيع عدد من الاتفاقيات على مشروعات كبرى مع عدد من الشركات العالمية.. كانت الجولة الثانية هي المفاوضات حول سد النهضة في الخرطوم وأديس أبابا، ولا شك أن هذه الأزمة تمثل تهديدًا للأمن القومى المصرى وقد توصلت هذه المفاوضات إلى مجموعة من المبادئ التي يمكن أن تكون أساسًا لحل هذه المشكلة.. ثم كانت القمة العربية بهذا الحشد في شرم الشيخ ورئاسة مصر لها إنجازًا كبيرًا أعاد لمصر عمقها ودورها ومسئولياتها العربية في هذه الظروف الصعبة. وأكد أن هذه الجولات الثلاث تمثل رصيدًا حقيقيًا في مسيرة الرئيس السيسى، وقد جاءت جميعها في فترة زمنية قصيرة مما جعلها أكثر تأثيرًا.. مشيرًا إلى أن المؤتمر الاقتصادى يمثل مرحلة جديدة من الانطلاق والعمل والنتائج وهو يضع الشعب المصرى أمام مسئولياته في إعادة بناء إمكانياته وزيادة موارده والسير نحو مستقبل أفضل ومع مشروع قناة السويس الجديدة ومجموعة القوانين الخاصة بتشجيع الاستثمار العربى والأجنبى والمحلى يمكن أن تشهد مصر مرحلة انطلاق جديدة، وأن عودة مصر إلى دورها الإفريقى كانت من الأسباب الرئيسية للبدء في حل أزمة سد النهضة، ومع القمة العربية ورئاسة مصر للدورة 26 يمكن أن يقال إن مصر تعود إلى مسئوليتها عربيًا وإفريقيًا وعالميًا، وأن الوجود في إفريقيا يفتح الأبواب لعلاقات أوسع وأفضل، كما أن عودة مصر إلى دورها العربى يخدم مصالحها بصورة عامة. وأوضح جويدة، في ختام عموده، أن هذه الإنجازات السياسية والاقتصادية سوف تترتب عليها نتائج كثيرة أهمها أن العرب يواجهون مشاكلهم الحقيقية بحسم وفهم ومسئولية.. وأن المرحلة التي تعيشها المنطقة العربية تتطلب دورًا مصريًا مؤثرًا وفعالًا، مشيرًا إلى أننا أمام معارك حربية وصراعات تهدد الأمن القومى العربى وأمام انقسامات داخلية وخلافات دينية وعقائدية في أكثر من دولة وأكثر من مكان، وأن الدور المصرى أصبح مطلوبًا في كل هذه الظروف على المستوى السياسي والدينى والفكرى وهذا قدر مصر. وفى صحيفة "الجمهورية" كتب رئيس التحرير فهمى عنبة، أن عودة مصر إلى مكانتها ودورها العربي والإقليمي لا يعني نجاحها دبلوماسيًا وسياسيًا فقط.. ولكن اقتصاديًا أيضًا. وقال إن مَن ذهب إلى مدينة شرم الشيخ قبل المؤتمر الاقتصادي الذي اختتم منذ 10 أيام.. كان يتحسر على حال هذه المدينة السياحية.. تسمع الشكوى من أول سائق التاكسي وعمال الكافيتريات إلى أصحاب السوبر ماركت والفنادق.. فهناك ركود كامل ونسبة الإشغالات ضعيفة لا تكاد تتخطى 20%، ولكن مَن عاد إلى مدينة السلام لحضور مؤتمر القمة العربية الذي اختتم أمس بالتأكيد سيشعر بالسعادة.. خاصة لو وجد وقتًا ليسير على خليج نعمة أو خليج القرش، حيث وفود السائحين الأجانب قد عادت إلى المدينة لتنتعش السياحة من جديد. وأشار إلى أن معظم دول العالم أنهت تحذيراتها بالذهاب إلى مصر بعد أن شاهدت النجاح الكبير لمؤتمر مستقبل الاقتصاد وتهافت العديد من البلدان والمؤسسات الدولية والمستثمرين على الاشتراك في المشروعات المعروضة والاستثمار على أرض النيل، فاطمأن المواطن الأوروبي والأمريكي، وحرص أبناء جنوب شرق آسيا على الاستمتاع بشمس شرم الشيخ والغطس في البحر الأحمر لرؤية الشعاب المرجانية والأسماك ذات الألوان الخلابة.. والخروج في رحلات سفاري داخل الصحراء والتمتع بالجو والفن السيناوي البديع. وأكد أنه إذا نجحت السياسة وساد الأمن، فبالتأكيد سينتعش الاقتصاد.. وكلما تقدمت الدولة على طريق التعاون العربي والإفريقي ستقوى أكثر، وستأتي الوفود السياحية من كل مكان، خاصة أن مصر تمتلك كل المقومات السياحية من موقع ومناخ وتعدد المقاصد من سياحة ثقافية وأثرية إلى شاطئية، ومن علاجية إلى دينية بخلاف رحلات السفاري وسياحة المؤتمرات والتسوق.. وحرام بعد كل ذلك ألا تأخذ حظها وحقها من تورتة السياحة العالمية المقدرة بملايين السائحين ومليارات الدولارات. وقال إن السعادة أمس كانت على كل الوجوه وليس لعودة السياحة إلى معدلات مقبولة فقط.. ولكن لأن قادة القمة العربية كانوا ربما لأول مرة على نفس الموجة مع شعوبهم.. واتخذوا القرارات التي تحقق طموحاتهم لتحقيق التكامل والوحدة؛ بل كانت أول قمة تكون فيها الأفعال قبل الأقوال.. وتنفذ القرارات قبل الموافقة عليها.. وتمثل ذلك في ضربات "عاصفة الحزم" لاستعادة اليمن.