سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مع انطلاق "عاصفة الحزم".. اليمنيون ينضمون ل"جحافل اللاجئين إلى مصر".. العوفي: هربنا لأم الدنيا قبل الحرب ولن نغادر لبلادنا.. الولي: اللجوء "مذلة" أيًا كان "المُضيف".. والقوتي: "المصريون لهم الجنة"
"الشخص الذي يعيش بسبب خوف له ما يبرره من الإحساس بالاضطهاد بسبب عضويته لجماعة اجتماعية معينة أو إيمانه برأي سياسي معين خارج البلد الذي ينتمي إلى جنسيته، ولا يستطيع أو لا يريد نتيجة لهذا الخوف الاستفادة من حماية هذا البلد".. بتلك الكلمات يعرف معظم الخبراء كلمة اللاجئ، فهو شخص لم تتوافر له مقومات الحياة في بلده حتى يمكن له العيش فيها بشكل إنساني، فيضطر إلى اللجوء إلى بلد مجاور تحافظ له على هذا الحق، ولكن هناك نوع آخر من المهاجرين الذين لا يستطيعون نيل حق اللجوء السياسي، فيعيش في بلد آخر على أنه أجنبي، وشتان في الحقوق بين الإثنين. وقد بلغ عدد اللاجئين في مصر عام 2007 نحو 7500 لاجئ من كل الجنسيات، طبقًا لبيانات مكتب مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة، ولكن مع الحروب في السودان والعراق وسوريا تدفقت أعداد هائلة من اللاجئين، وقدر الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه أنطونيو جوتيريس، المفوض السامي لمنظمة الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، سبتمبر الماضي 2014، عدد اللاجئين في مصر من سوريا وليبيا وعدد من الدول الأفريقية بنحو خمسة ملايين، وقالت المفوضية إنه حتى نهاية ديسمبر 2013، قدر عدد السوريين في مصر بنحو 300.000 نسمة، إضافة إلى أعداد تعسر إحصاؤها عن عدد الأجانب في مصر، حيث تعد الجنسية اليمنية والسودانية من أعلى النسب فيها. ومع بدء الحرب في اليمن، واشتعال عمليات عاصفة الحزم، تقودنا المؤشرات إلى احتمالية تكرار التجربة السورية في مصر، فمع دق طبول الحرب يمكن أن نجد من يفر من تلك الهولات، خاصة بعد أن خرجت عدد من الاحصاءات تؤكد أن مصر شاركت بمقاتلات وسفن حربية، وقطر شاركت بعدد 10 طائرات مقاتلة، كما أن دولة الكويت شاركت بعدد 15 مقاتلة أيضًا بالعملية، والأردن تشارك ب6 مقاتلات، بهدف الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على البلاد، كما أن السعودية دفعت ب100 طائرة و150 ألف مقاتل ووحدات بحرية، ودولة الإمارات شاركت ب30 طائرة، والمغرب ب6 طائرات، والسودان ب3 طائرات، والبحرين ب15 مقاتلة، وباكستان بمقاتلات وقطع بحرية. وحاولت "البوابة نيوز" استقصاء توقعات عدد من اليمنيين المتواجدين في القاهرة عن مستقل ذويهم في اليمن، هل ستتحول الجنسية اليمنية إلى سورية جديدة تجوب الوطن العربي بعد الحرب، هل يمكن أن نرى حشودًا يمنية في القاهرة كما حدث مع السوريين، كيف يمكن للجانب المصري التعامل معهم في تلك الحالة.. أسئلة طرحناها عليهم ونسرد إجاباتها.. يقول حماد العوفي، مقيم بالقاهرة منذ 5 سنوات، انا في القاهرة أجنبي وليس لاجئ، ولكنني لا أشعر أنني غريب عن أهل تلك البلد، وأتوقع أن اليمنيين سيفرون هربًا من ويلات الحرب في اليمن، وسيتوزعون على مصر والسعودية على حد سواء، وأظن أن مصر سيكون لها نصيب الأسد من الفارين، نظرًا لوجود عدد كبير من اليمنيين هنا في القاهرة، كما أن سبل العيش في مصر، أفضل بكثير من نظيرتها في السعودية، فمصر أم الدنيا كلها، ويمكنها استيعاب الوطن العربي كله. وتقول أم سكينة، ضرب أول رصاصة في اليمن لم تعلن حركة تغيير أو استقلال أو حركة تحرير أو ثورة ضد الظلم، ولكنها أعلنت نهاية اليمن على يد الحرب، لا يمكن أن نرى رصاص وقتلى ونقول أن اليمن يتغير أو أن اليمن يسترد نفسه، أو أن اليمني يطالب بحقه المهضوم، فأخذ الحق حرفة، والحق إذا زاد عن حده أصبح بلطجة أو عصبة كما نقولها في اليمن، فالحوثيون وإن زعموا أن لهم حقًا فهذا الحق سال مع دماء القتلى الذين سقطوا هنا وهناك. وبعيون تدمع دمًا يقول الشيخ حسان الولي، والمقيم في القاهرة منذ سنتين: عندما كنت أجد السوريين في شوارع القاهرة وأمام المساجد، كنت أشعر بأنني أنا المذلول وليس من يمد يده طلبًا للحسنة أو الإحسان، لأن وطننا العربي لم يستطع أن يجعل للجنسية العربية ثمنًا أمام ويلات وطبول الحرب، وبالتالي وجدنا أنفسنا أمام واقع صعب، حروب وقتلى وهاربين أدى بهم الأمر إلى أن يكونوا متسولين، لقد تحدثت مع البعض منهم أنهم كانوا ذوي قدر في بلادهم، فمنهم من يعمل طبيبًا صار شيال، منهم من كان محاسبًا صار عاملًا، وأرى اليمن على نفس المنوال، فالجنسية اليمنية لا تزيد قدرها عن أي جنسية عربية، ستدهس بالأقدام تحت أرجل الحرب. ويشير موافي القوتي، إلى أن الجانب المصري له الجنة فيما يقوم به مع اللاجئين في بلدهم، سواء كانوا لاجئين أو حتى أجانب أتوا بشكل غير رسمي؟، أو حتى ممن لا يحملون حق التواجد على أرضهم، فهناك السوداني والصيني والهندي والسوري وجنسيات متعددة أضف إليها مؤخرًا اليمني، وأن أتوقع لليمني مستقل لا يزيد أو يقل عن مستقبل السوري في مصر، سينتشرون هربًا من الحرب، ثم يتجمعون في أرض الكنانة، باحثين عن رزق لهم بعيدًا عن الرصاص والمدافع.