أعرب نجوم ريال مدريد، الذين لم تستدعهم منتخباتهم الوطنية وشاركوا أمس الأربعاء في المران عن الحزن الشديد. ووقف النحوم، دقيقة صمت في مدينة بالديبيباس الرياضية، حدادا على أرواح ضحايا حادث تحطم الطائرة الجوية الألمانية بجبال الألب الفرنسية أمس. واصطف لاعبو الملكي وأفراد الجهاز الفني على هيئة دائرة بملعب التدريب، تكريما لأرواح 150 راكبا، بينهم 49 إسبانيا كانوا على متن الطائرة التابعة لشركة (جيرمان وينجز) الألمانية، التي تحطمت أمس. وجاء الوقوف دقيقة صمت قبل بدء المران الثانى للريال هذا الأسبوع بالمدينة الرياضية. وكانت الطائرة المتجهة إلى مدينة دوسلدورف (ألمانيا) قد تحطمت لأسباب لاتزال مجهولة عقب ساعة تقريبا من إقلاعها من مدينة برشلونة الإسبانية. وفى فرانكفورت بألمانيا أكد توماس وينكلمان رئيس شركة (جيرمان وينجز) الألمانية، اليوم الأربعاء أن الركاب ال150 الذين كانوا على متن طائرة إيرباص إيه-320، التي تحطمت أمس في منطقة جبال الألب الفرنسية، كان بينهم 72 راكبا ألمانيًا و35 إسبانيًا. وأوضح وينكلمان -خلال مؤتمر صحفي عقد في مطار كولونيا بون الدولي- أن بعض الركاب يحملون جنسية مزدوجة، الأمر الذي قد ينتج عنه تغيير في لائحة جنسيات ركاب الطائرة المنكوبة. ومن جانبها، أشارت السلطات الإسبانية اليوم إلى أن عدد الضحايا الإسبان وصل إلى 49 شخصا، وفقا للبيانات الصادرة عن فرانسيسكو مارتينز، وزير الدولة للشئون الأمنية، الذي أكد أن هذا يمثل حصيلة "مبدئية". وأوضحت الإدارة العامة للشئون الأمنية أن هذا العدد جاء نتيجة تأكيد 47 أسرة إسبانية على وجود أحد أفرادها على متن الطائرة المنكوبة، أسرتين منها أكدا على وجود شخصين. وأشار وينكلمان إلى أن أولوية (جيرمان وينجز) هي تقديم "المساعدة النفسية لأسر الضحايا"، مضيفا أنه قد تم تخصيص طائرتين خاصتين، إحداها في مدينة برشلونة (إسبانيا) وأخرى في دوسلدروف (ألمانيا)، لتقل ذوي الضحايا إلى مكان الحادث في جنوبفرنسا بصحبة خبراء نفسيين. وأكد رئيس شركة الطيران الألمانية أن ضحايا الطائرة المنكوبة، كان بينهم أيضا مواطن بريطاني وآخر هولندي ومكسيكي وياباني ودنماركي وبلجيكي إضافة إلى راكبين اثنين يحملان الجنسية الأرجنتينية واثنين آخرين من إيران، فضلا عن مسافرين اثنين من فنزويلا واثنين آخرين من الولاياتالمتحدة. ووجه وينكلمان الشكر إلى رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ على جهودهم، مضيفا أنه سيتم تقديم مساعدة نفسية لذوي الضحايا في مطارات دوسلدروف وبرشلونة وميونيخ. كما أوضح أن أسرة الراكب المكسيكي وصلت بالفعل إلى ألمانيا. وتعمل شركة (جيرمن وينجز) مع وزارة الخارجية الألمانية من أجل التواصل مع أسر ضحايا الرحلة رقم (4U 9525) التي انطلقت من برشلونة متجهة إلى دوسلدروف أمس وكانت تحمل على متنها 150 راكبا. ومن جانبه، أكد كارستن سبور، رئيس شركة (لوفتهانزا) التي تنتمي إليها (جيرمان وينجز)، أن هذا الحادث "يصعب تفسيره"، مؤكدا أن الطائرة كانت بحالة جيدة من الناحية التقنية وطياريها الإثنين كانا يتمتعان بالخبرة الكافية. وقال متحدث باسم الشركة الألمانية. في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية يتوجه رئيس لوفتهانزا حاليا إلى مطار دوسلدروف، ومنها إلى برشلونة، لمتابعة كل مايتعلق بالحادث ونقلت وكالة الأنباء الاسبانية عن تقارير إعلامية أن مغربيين اثنين كانا على متن طائرة شركة (جيرمان وينجز) الألمانية التي سقطت أمس في منطقة جبال الألب الفرنسية، كانا قد تزوجا مطلع الأسبوع الجاري في مدينة برشلونة واستقلا الطائرة المنكوبة متجهين إلى دوسلدورف بألمانيا حيث كان يقطن الزوج لبدء حياتهما معا. وأوضحت التقارير أن الفتاة أسماء واحود (23 عاما) كانت تعيش برفقة ذويها في مدينة برشلونة شمال شرقي إسبانيا، وتحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية، لذا فقد تم إدراجها ضمن قائمة الضحايا الإسبان، بينما كان الزوج محمد الطهروي عمره 24 عاما ويعيش ويعمل في مدينة دوسلدورف. وكانت الطائرة المتجهة إلى مدينة دوسلدورف الألمانية وعلى متنها 150 شخصا قد تحطمت صباح امس لأسباب لاتزال مجهولة، عقب ساعة تقريبا من إقلاعها من مدينة برشلونة الإسبانية. يشار إلى أن (جيرمان وينجز)، الفرع منخفض التكلفة ل(لوفتهانزا) والذي أسس عام 2002، تولى منذ عام 2012 تسيير رحلات الشركة الأم بين ألمانيا والمسارات في أوربا من جميع المطارات، باستثناء فرانكفورت وميونخ. وتمتلك (جيرمان وينجز) 85 طائرة، ويعمل لديها أكثر من ألفي شخص، وتنطلق رحلاتها الجوية من مطارات كولونيا-بون وشتوجارت وبرلين شونفيلد وهانوفر ودورتموند إلى 65 مقصدا في أوربا وشمال أفريقيا. ومن جهه أخرى أكدت الحكومة الفرنسية أن التحقيق في حادث الطائرة التابعة لشركة "جيرمن وينجز" التي سقطت الثلاثاء في جبال الالب الفرنسية سيكون طويلا، في حين تواجه عملية انتشال جثث الضحايا ال150 الذين كانوا على متنها "صعوبة شديدة". وقال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس إن الطائرة "انسحقت" وأن عمل الأطباء الشرعيين سيكون "طويلا وفي غاية الصعوبة" وأضاف أن "العملية ستستغرق عدة أيام، لأنه يجب الأخذ في الاعتبار الظروف المناخية والانفجار في مكان شاهق". وقال منسق عمل المروحيات في مكان الحادث، خابيير روي إنه يستبعد "تماما تقريبا" إمكانية انتشال جثث الضحايا اليوم. وأوضح أن الظروف في المكان "صعبة للغاية" عن الأمس بسبب الامطار التي هطلت الليلة الماضية، مما يجعل الارض المنحدرة زلقة...و "الأولوية الآن للبحث عن المؤشرات، وفي هذا الإطار، من المهم العثور على الصندوق الأسود الثاني". وتقود نيابة مارسيليا التحقيق،..وتسعى السلطات الفرنسية على مدى اليوم لمعرفة ماإذا كانت هناك إمكانية لتحليل محتوى الصندوق الأسود سريعا، في حال قيامه بتسجيل أصوات بشرية، أو ما إذا كان تحليله سيتطلب تحقيقات كاملة، مما سيؤخر عملية الحصول على استنتاجات. وأوضح عضو نيابة مارسيليا المكلف بالقضية، بريس روبين أنه "ربما نحصل على نتيجة أولىة لتحليل الصندوق الأسود نهاية اليوم، ولكن التحليلات الكاملة ستستغرق أياما". وبعد الإشارة إلى أنه لم يتم العثور على الصندوق الأسود الثاني حتى الآن، ذكر النائب أنه تم فتح تحقيق بتهمة "القتل الخطأ" ويبحث فيه عشرة قضاة من مارسيليا، وأربعة آخرين من إيكس أون بروفانس، فضلا عن 200 محقق من حرس الدرك. وأشار رئيس الحكومة الفرنسية إلى أنه "بعيدا عن الظروف الصعبة، فإن مثل هذا النوع من التحقيقات تكون طويلة"، وفي هذا الصدد، قال وزير الداخلية الالماني، توماس دي ميزيير إن في الوقت الحالي "ليس هناك أي مؤشر قوي" يشير إلى أن الكارثة الجوية "ناتجة عن أهداف لأطراف أخرى"، لكنه شدد على أن التحقيق سيسير في كل الاتجاهات. وتعتبر السلطات أنه ليس هناك إمكانية للعثور على ناجين بين ال150 شخصا الذين كانوا على متن الطائرة (144 راكبا وطاقم من ستة أفراد)، التي كانت تقوم برحلة بين برشلونة (إسبانيا) ودروسلدورف (ألمانيا).