سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تقديم 11 بلاغا ضدهم.. معلمو أسيوط: أصبحنا نتخوف من التعامل مع التلاميذ لأن القانون لن ينصفنا.. ونصيحة مدرس لطالب قد تتحول لخصومة ثأرية.. والجيل الجديد يجيد "فن التمثيل ونصبح نحن الضحايا"
تعرضت مدارس أسيوط خلال الشهور الماضية ومنذ بداية العام الدراسي لحالات تعدٍ من قبل المدرسين على بعض التلاميذ كوسيلة للعقاب الأمر الذي أدى إلى تحرير 11 محضرا خلال العام تنوعت ما بين مشاجرات للتلاميذ مع زملائهم ومحاولة تطبيق العقاب والثواب الذي يرى المدرسون أنه في صالح الأبناء، وهو ما يقابله أولياء الأمور برفض شديد تطبيقّا لمثل "أدعي على ابني وأكره اللي يقول أمين". ومن جانبها، رصدت "البوابة نيوز" إحدى حالات العنف التي شهدتها مدارس أسيوط خلال الأشهر الماضية، حيث تعدى ولي أمر تلميذ و6 أشخاص مجهولين على مدرس بمدرسة أسامة بن زيد الابتدائية بمدينة أسيوط، بسبب قيام المدرس بتوبيخ نجل ولي الأمر، لتعديه على زميله بزجاجة مياه غازية. وقام المدرس إيهاب رمضان بتحرير محضر حمل رقم 3851 إداري قسم ثاني أسيوط لسنة 2011، ضد والد الطالب محمد جاه الرسول خلف، والذي يدرس بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة أسامة بن زيد، بسبب قيامه بالتعدي عليه في المدرسة. وكان آخر تلك الوقائع، اليوم الأحد، بتلقي اللواء عبدالعظيم نصر، مدير أمن أسيوط، إخطارًا من مأمور مركز شرطة القوصية بقيام "ح.ز"، مدرس علوم، بالتعدي على "ح.م"، طالب بالصف الخامس الابتدائي، بالضرب والسب والقذف، مما نتج عنه كسر ذراعه الأيسر.. وتم تحرير محضر بالواقعة، وتحويل الطالب إلى مستشفى القوصية المركزي للعلاج، وباشرت النيابة التحقيق. وتباينت آراء المدرسين وأولياء الأمور حول العنف بالمدارس، فقال حاتم محمد مدرس: إن القانون أفقد المدرس حقه في تطبيق نظرية الثواب والعقاب التي تبني شخصية التلميذ لأنه يدرك سواء أخطأ أم لم يخطئ أنه سيفلت من العقاب وسيعاقب المدرس أيّا كان الموقف، مضيفًا أن هناك أحد المدرسين ضرب تلميذ بسبب تعديه على زميله فظل فترة لا تقل عن شهر ذهابّا وإيابّا للنيابة للتحقيق معه. أضاف ولي أمر تلميذ بمدرسة طه حَنفي في مدينة أسيوط أنه لا بد أن تكون هناك وسيلة لعقاب التلاميذ حتى لا يكرروا أخطاءهم، مضيفّا: "تربينا وسط جيل لم نستطع أن نرفع أعيننا في وجه المدرس لأنه كان شيئّا مقدسّا ولكن في هذه الفترة قلت الأخلاق والقيم وأصبحت أبسط الأشياء وأن ترفع صوتك على تلميذ لا يجوز فانقلبت الآية". فيما أشار حازم محمد مدرس إلى أن التعامل بمدارس أسيوط يعتبر صعبّا للغاية فالحديث مع التلميذ لمجرد أنه أخطأ ربما يحولك إلى خصومة ثأرية. وقالت نهى حكيم مدرسة: إن التلاميذ أصبحوا مختلفين عن الأجيال الماضية فأصبح التعامل بالند، مشيرةً إلى أن التلميذ يتعامل دائمًا كأنه مجني عليه وربما لو دخل في خلاف مع مدرس يضرب نفسه ويدعي أن المدرس ضربه ويذهب لاهله ليشكوه ثم يتم تحرير محاضر، إضافة إلى أن الجيل الجديد من التلاميذ يجيد التمثيل بمهارة فائقة.