أطباء مصر بين التنمر والاستهداف    وزيرة التنمية المحلية: انتهاء استعدادات محافظات المرحلة الثانية لانتخابات النواب 2025    وزارة الري: السد الإثيوبي يحبس المياه ثم يصرفها فجأة بكميات كبيرة ويهدد مجرى النيل الأزرق    أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ اليوم.. الطماطم ب 10 جنيه    أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025    أسعار الخضروات اليوم الاحد 23-11-2025 في قنا    سعر طن الحديد بسوق مواد البناء اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 فى المنيا    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025    وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان سبل تنفيذ مخرجات اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة    روبيو يرد على انتقاد خطة السلام الأمريكية فى أوكرانيا.. اعرف قال إيه؟    10 غارات إسرائيلية على خان يونس.. وتوسع عمليات النسف داخل الخط الأصفر    الاحتلال الإسرائيلى يغلق بوابة عطارة وينصب حاجزا شمال رام الله    كير ستارمر يعلق على قضية أندرو وجيفرى أبستين.. ماذا قال؟    الليلة.. الزمالك يستعد لبداية مشواره فى مجموعات الكونفدرالية أمام زيسكو    مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 نوفمبر والقنوات الناقلة    المصري في مهمة صعبة أمام كايزر شيفز في الكونفدرالية    غلق طريق الإسكندرية الصحراوي بسبب الشبورة المائية والأرصاد تحذر    اليوم أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    انطلاق امتحان شهر نوفمبر اليوم فى بعض المدارس.. اعرف التفاصيل    بسبب الشبورة الكثيفة .. اطلاق مبادرة فتح منازل الاهالي للمسافرين العالقين بالطرق السريعة بمطروح    بعد قليل.. نظر محاكمة 10 متهمين بخلية لجان العمل النوعي    افتتاح الدورة ال26 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية بعرض «الملك لير» وتكريم يحيى الفخراني    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الاحد 23112025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 23-11-2025 في محافظة قنا    علامات مبكرة لسرطان الكبد قد ترافق فقدان الوزن المفاجئ.. تحذيرات طبية تكشف 3 تغيّرات خطيرة في الجسم    حفيدة جون كينيدي تكشف إصابتها بالسرطان وتنتقد ابن عمها روبرت كينيدي    استطلاع: تراجع رضا الألمان عن أداء حكومتهم إلى أدنى مستوى    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 23 نوفمبر    وزارة الصحة: لا توجد فيروسات مجهولة أو عالية الخطورة في مصر.. والإنفلونزا الأعلى ب 66%    كمال أبو رية: لو عاد بي الزمن لقرأت سيناريو «عزمي وأشجان» بشكل مختلف    وزارة الداخلية المصرية.. حضور رقمي يفرض نفسه ونجاحات ميدانية تتصدر المشهد    بصورة من الأقمار الصناعية، خبير يكشف كيف ردت مصر على إثيوبيا بقرار يعلن لأول مرة؟    قد تشعل المنطقة بالكامل، إسرائيل تستعد لهجوم واسع النطاق على إيران ولبنان وغزة    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    : ميريام "2"    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    شاهد الآن.. بث مباشر لمباراة الهلال والفتح في الدوري السعودي روشن 2025-2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الصحة العالمية" تحيي بعد غد اليوم العالمي للقضاء علي السل
نشر في البوابة يوم 22 - 03 - 2015

تحيي منظمة الصحة العالمية بعد غد اليوم العالمي للقضاء على السل 2015 تحت شعار "الاستعداد للقضاء على السل"، حيث دعت منظمة الصحة العالمية اليوم المجتمع الدولي للتضامن والعمل عبر استراتيجية جديدة للقضاء على مرض السل بحلول عام 2035.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السل هو ثاني أهم الأسباب المؤدية للوفيات الناجمة عن العدوى في العالم، ففي عام 2013 أدى السل إلى وفاة حوالي 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، كما سجل أكثر من 9 ملايين حالة إصابة جديدة بالسل من بينها نصف مليون حالة مقاومة للمضادات الحيوية المتعددة التي يصعب علاجها. يقدر الخبراء أن حوالي ثلث الحالات هي دون تشخيص أو علاج.
ويسهم إحياء اليوم العالمي للسل في إذكاء الوعي بوباء السل الذي يتخذ أبعاداً عالمية وبالجهود التي تبذل قصد التخلص من هذا المرض. وتقوم شراكة دحر السل، وهي شبكة تضم المنظمات والبلدان التي تعمل على مكافحة هذا المرض، بتنظيم تظاهرات إحياء هذا اليوم العالمي لإبراز أهمية المرض وكيفية توقيه وعلاجه. ويحتفل بهذا الحدث السنوي في 24 مارس، لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ في عام 1882، الجرثومة المتسببة في الإصابة بالسل. وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه.
وتسعى منظمة الصحة العالمية حالياً إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015. ولا يزال السل أحد الأمراض السارية الأشد فتكاً بالأرواح في العالم، إذ يتضمن التقرير الخاص بالسل في العالم لعام 2014 بيانات جمعت من 202 بلد وإقليم. ويعرض تقرير هذا العام زيادة في الأعداد الإجمالية العالمية لحالات الإصابة الجديدة بالسل والوفيات الناجمة عنه في عام 2013 مقارنة بالأعداد السابقة، بما يعكس الاستفادة من البيانات الوطنية التي تم تحسينها وزيادتها.
والسل مرض معد ينتشر عبر الهواء شأنه شأن الإنفلونزا العادية. ولا ينقل السل إلا الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين. فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسببة للسل والمعروفة باسم "العصيات". ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيات ليصاب بالعدوى. ويمكن للشخص المصاب بالسل النشط، إذا ترك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يصاب بتلك العصيات. فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي. وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أنه تحدث في كل ثانية إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيات السل. بوجه عام يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى الناجمة عن عصية السل. وتظهر الأعراض المرضية أو القدرة على نقل المرض في مرحلة من المراحل على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بعصيات السل (من غير المصابين بفيروس الأيدز). واحتمال ظهور أعراض السل أكبر بكثير لدى الأشخاص المصابين بحالات ترافق ذلك المرض بفيروس الإيدز.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن إقليم جنوب شرق آسيا شهد حدوث أكبر عدد من حالات السل الجديدة في عام 2008، فقد بلغت الحالات في ذلك الإقليم نسبة 35% من مجموع الحالات المسجلة على الصعيد العالمي. في حين تشير التقديرات بأن معدل حدوث المرض بين السكان في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بلغ ضعف معدل حدوثه في جنوب شرق آسيا، إذ تجاوز 350 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ثلث سكان العالم قد أصيبوا بعدوى المتفطرة السلية، ومع حدوث الإصابات الجديدة بمعدل 1.560 مليون إصابة في السنة أي حوالي واحدة في الثانية تقريبا، وفي عام 2010، قدر عدد الحالات المزمنة النشطة عالميا بحوالي 13,7 مليون إصابة، في حين قدر عدد الإصابات بحوالي 9 ملايين إصابة جديدة عام 2013.
وقتل السل بكل أشكاله نحو 1.5 مليون شخص في العالم العام 2013، من بينهم 360 ألف شخص من المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري والتي حدث معظمها في الدول النامية.
الجدير بالذكر أن أكبر عدد الوفيات سجل في الإقليم الأفريقي. كما شهد عام 2013 حدوث حوالي 480 ألف حالة من حالات السل المقاوم للأدوية. وأن التقديرات تشير إلى أن 9% من هذه الحالات هي من السل الشديد المقاوم للأدوية. وتشهد حالات الإصابة بهذا المرض هبوطاً بطيئاً كل عام، فالتقديرات تشير إلى إنقاذ 37 مليون شخص من الإصابة به بين عامي 2000 و2013 من خلال أساليب التشخيص والعلاج الفعالة.
ومع ذلك وفي ظل إمكانية الوقاية من حالات الوفاة الناجمة عن السل، لا يزال عدد الوفيات الناجمة عن المرض مرتفعاً على نحوٍ غير مقبول ينبغي معه تسريع وتيرة جهود مكافحته إذا ما أردنا بلوغ الغايات العالمية لعام 2015 التي وضعت في سياق الأهداف الإنمائية للألفية.
وأشار مسؤولون في قطاع الصحة في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، إلى أن حوالى 1000 شخص يصابون بمرض السل يومياً في أوروبا، وإن التقدم البطيء في مواجهة المرض مع تزايد المقاومة للعقاقير، ويشير إلى أن المنطقة لن تهزم المرض على الأرجح حتى القرن المقبل.
وذكر تقرير مشترك بين "منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها"، أنه وفقاً للمعدلات الحالية ليست هناك فرصة تذكر للمنطقة من أجل تحقيق الهدف المتمثل في القضاء على السل بحلول العام 2050.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية "سوزانا جاكاب" إن مرض السل المقاوم للعقاقير ما زال يجتاح المنطقة الأوروبية ويجعلها الأكثر تأثراً في العالم كله. والمنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة تشمل 53 دولة بتعداد سكان نحو 900 مليون نسمة، بينهم 508 ملايين يعيشون بالدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
وقال مارك سبرينجر مدير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إنه إذا استمر التراجع في عدد حالات الإصابة بالمرض بنفس المعدل الحالي، فإن دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية لن تكون خالية من السل قبل حلول القرن المقبل. وأضاف أنه حتى تقضي أوروبا على المرض وهو ما يفسر بتسجيل أقل من إصابة واحدة بالسل بين كل مليون شخص سنويا بحلول عام 2050، فإن الأمر يتطلب خفض عدد الحالات بوتيرة أسرع مرتين على الأقل.
وكشفت بيانات حديثة أن معدلات الإصابة بمرض السل في بريطانيا من بين أعلى معدلات الإصابة به في غرب أوروبا، وأن لندن تناضل للتخلص من وصمها بأنها عاصمة السل في المنطقة. وذكر تقرير أصدرته وكالة الصحة العامة الحكومية البريطانية أنه إذا استمرت معدلات الإصابة بالمرض، كما هي فإن حالات الإصابة السنوية الجديدة بداء السل في بريطانيا ستزيد عن مثيلاتها في الولايات المتحدة.
وسجل في عام 2012 ما مجموعه 8750 إصابة بداء السل في بريطانيا، بمعدل 14 إصابة بين كل 100 ألف نسمة، وهو معدل يقل قليلا عن المسجل في عام 2011 لكنه لا يزال مرتفعا بما يكفي لجعلها من بين أعلى الدول الموبوءة بهذا المرض في منطقتها. وقال مدير حماية الصحة في وكالة الصحة العامة بول كوسفورد إن السل لا يزال مشكلة حساسة للصحة العامة لا سيما في بعض مناطق لندن وبين الفئات الأكثر تعرضا للإصابة به، وأضاف أن التحكم في أمراض الرئة المعدية التي تكون غالبا مقاومة للأدوية أصبح حاليا أحد الأولويات الجوهرية لوكالة الصحة العامة التي تطور في الوقت الراهن نهجا أقوى على المستوى الوطني سينفذ في غضون أشهر قليلة.
وأكد كوسفورد العزم على تحقيق تراجع ملموس في الإصابة بالسل والعمل دون كلل لدعم الشركاء المحليين في المناطق الأكثر معاناة. وتقدر تكاليف الرعاية الصحية السنوية المباشرة لمرض السل - الذي عادة ما يساء فهمه باعتباره مرضا من الماضي أو أنه لا يصاب به إلا المجتمعات المهمشة - بأكثر من 500 مليون يورو (670 مليون دولار) تتحملها الحكومات الأوروبية، بالإضافة إلى 5.3 مليارات يورو في صورة خسائر في الإنتاجية.
ويوضح تقرير وكالة الصحة العامة أن لندن تحملت العبء الرئيسي للإصابة بالسل في بريطانيا عام 2012 بعدد 3426 إصابة أو نحو 40% تقريبا من إجمالي حالات الإصابة في البلاد. وقالت رئيسة فريق مراقبي مرض السل في وكالة الصحة العامة البريطانية "لوسي توماس" إن مرض السل تمكن الوقاية منه وهو يقبل العلاج، أما إذا ترك دون علاج فإنه قد ينطوي على خطورة على حياة المريض، وأضافت توماس أن إجراء الأشعة وتشخيص المرض لدى المهاجرين الجدد القادمين إلى بريطانيا أمر ضروري للحد من انتشاره. في حين أظهرت دراسة نشرتها أمس مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية أن مليون طفل دون 15 عاماً يصابون بمرض السل سنوياً في العالم أي ما يوازي ضعفي التقديرات السابقة. وخلص الباحثون الأمريكيون، الذين أعدوا الدراسة إلى أن عدد الأطفال المصابين في العالم سنوياً بمرض السل، هو 999 ألفاً و800 طفل، من بينهم 32 ألف مصاب بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.
وقال أحد المشرفين على الدراسة "تيد كولن"، تقديراتنا تساوي ضعفَي التقديرات المقدمة من منظمة الصحة العالمية عام2011. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن 530 ألف طفل أصيبوا بالسل عام 2012. وهذه الدراسة هي الأولى التي تتناول تقديرات الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة في صفوف الأطفال دون 15، وهم يشكلون ربع سكان العالم. وتتركز الإصابات بالسل في جنوب آسيا وشرقها مع 400 ألف طفل مصاب سنوياً من بينهم 10 آلاف مصاب بالسل المقاوم للأدوية، تليها إفريقيا مع 280 ألف إصابة سنوياً، من بينها 4700 ألف بالسل المقاوم.
وأشار الباحثون إلى ضرورة تطوير وسائل الكشف على الأطفال، خصوصاً من هم دون سن 5، وهم الأكثر عرضة للإصابة بأشكال حادة من السل. وتقول منظمة الصحة العالمية إن 450 ألف شخص أُصيبوا بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة في العالم، ومات منهم 170 ألفاً عام 2012، ولم يتلق سوى 20% من المصابين العلاج المناسب الكفيل بوقف انتشار المرض.
في حين كشف مسؤولو الصحة في ولاية كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أنهم يكافحون تفشي مرض السل في إحدي المدارس الثانوية، وأفاد مسؤولون اتحاديون حدوث انخفاض سنوي وتباطؤ في حالات الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة. ففي عام 2014، كان هناك أكثر من 9400 حالة إصابة بالسل في الولايات المتحدة بمعدل ثلاث حالات لكل 100 ألف شخص، هذا أقل بحوالي 2% من معدل السل المسجلة في عام 2013، وفقا للبيانات الصادرة عن مركز والوقاية ومكافحة الأمراض.
ومع ذلك كان هناك انخفاض صغير في معدل السل في أكثر من عقد من الزمان، وهو ما يستلزم ضرورة التقييم لإستراتيجيات القضاء على السل بشكل عام والفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة. ووفقا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض أن السل هو أكثر شيوعًا بين فئات معينة ولا سيما الأشخاص الذي ولدوا في الخارج، حيث لديهم معدل الإصابة بالسل أعلي 13 مرات من أولئك الذين ولدوا في الولايات المتحدة مقارنة بالبيض، ليقفز المعدل إلى 29 مرة بين الأسيويين وأعلى 8 مرات بين الأمريكيين ذوي الأصول الآسيوية واللاتينية.
ويشكل اجتماع فيروس الإيدز والسل توليفة قاتلة، فكلاهما يسهم في تنشيط الآخر.
الجدير بالذكر أن فيروس الإيدز يضعف الجهاز المناعي، وعليه فإن احتمال ظهور أعراض مرض السل لدى حاملي ذلك الفيروس المصابين بعصيات السل يفوق بكثير احتمال ظهورها لدى الأشخاص الذين لا يحملونه. ويعد السل من أهم أسباب الوفيات بين حاملي فيروس الإيدز، علماً بأن ذلك الفيروس يأتي في مقدمة العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة معدلات حدوث السل منذ عام 1990. وقد شكلت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شركائها الدوليين الفريق العامل المعني بحالات ترافق عدوى السل وفيروس الإيدز، وهو فريق يعكف على وضع سياسات عالمية في مجال مكافحة السل المرتبط بفيروس الإيدز وتقديم نصائح إلى الجهات التي تكافح ضد السل وفيروس الإيدز لتمكينها من تبين أساليب التعاون فيما بينها من أجل التصدي لهذه التوليفة القاتلة. وتبين السياسة المؤقتة الخاصة بالأنشطة التعاونية في مجال السل وفيروس الإيدز الخطوات اللازم اتخاذها لاستحداث آليات تمكن من إقامة تعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه، وذلك بغية التخفيف من عبء السل في أوساط حاملي فيروس الأيدز ومن عبء فيروس الأيدز في أوساط مرضى السل.
أما السل المقاوم للأدوية فلم يكن هناك قبل السنوات 50 الماضية أدوية تمكن من علاج السل. أما الآن فقد تم توثيق السلالات المقاومة لدواء واحد في جميع البلدان المشمولة بدراسات استقصائية في هذا المجال، غير أنه تم تسجيل ظهور سلالات مقاومة لجميع الأدوية الرئيسية المضادة للسل. وحالات السل المقاوم للأدوية ناجمة عن العلاج غير المناسب أو العلاج الجزئي أي عندما لا يأخذ المرضى جميع أدويتهم بانتظام أثناء الفترة المحددة لهم بسبب شعورهم بتحسن حالتهم الصحية، أو نظراً لنزوع الأطباء والعاملين الصحيين إلى وصف خطط علاجية خاطئة، أو نظراً لعدم موثوقية الإمدادات الدوائية.
ويتمثل أكثر أشكال السل المقاوم خطورة في السل المقاوم للأدوية المتعددة والذي يعرف بالمرض الناجم عن عصيات السل الكفيلة بمقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقل، وهما أكثر الأدوية فعالية ضد السل، ومعدلات السل المقاوم للأدوية المتعددة ترتفع في بعض البلدان وبخاصة في الاتحاد السوفييتي السابق وتهدد جهود مكافحة المرض هناك.
وعلى الرغم من التمكن عموماً من علاج حالات السل المقاوم للأدوية، فإن تلك الحالات تقتضي معالجة كيميائية مكثّفة (قد تصل مدتها إلى عامين) بأدوية الخط الثاني التي تفوق تكاليفها في غالب الأحيان تكاليف أدوية الخط الأول، كما أنها تتسبب في حدوث تفاعلات ضائرة أكثر وخامة حتى وإن أمكن تدبيرها. وأصبحت أدوية الخط الثاني المضادة للسل والمضمونة النوعية متوافرة بأسعار منخفضة للمشاريع المعتمدة من قبل لجنة الضوء الأخضر.
ويشكل ظهور السل الشديد المقاومة للأدوية خصوصاً في المواقع التي يكون فيها مرضى السل مصابين بفيروس الأيدز أيضاً، خطراً كبيراً على جهود مكافحة السل ويؤكد الحاجة الماسة إلى تعزيز أنشطة مكافحة السل العادي وتطبيق دلائل منظمة الصحة العالمية الجديدة لتدبير حالات السل المقاوم للأدوية من خلال برامج محددة.
وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية الجديدة لدحر السل في عام 2006. ويتمثل لب تلك الاستراتيجية في المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر (استراتيجية الدوتس)، وهو أسلوب أخذت به المنظمة في عام 1995 من أجل مكافحة السل. ومنذ ذلك العام تم علاج 41 مليون مريض بفضل الخدمات المقدمة في إطار تلك المعالجة. وتستند الاستراتيجية الجديدة المكونة من ست نقاط إلى النجاح المحرز في إطار المعالجة المذكورة وتعترف في الوقت ذاته بالتحديات الرئيسية التي تطرحها حالات ترافق عدوى السل بفيروس الأيدز وحالات السل المقاوم للأدوية المتعددة.
وتتناول تلك الاستراتيجية أيضاً القيود المفروضة في مجال توفير فرص العلاج ومجالي الإنصاف والنوعية، كما أنها تعتمد الابتكارات المسندة بالبينات لدى الاشتراك مع مقدمي الرعاية الصحية التابعين للقطاع الخاص وتمكين الفئات السكانية والمجتمعات المحلية المتضررة والمساعدة على تعزيز النظم الصحية وتشجيع الأنشطة البحثية.
وكما جاء في الخطة العالمية لدحر السل في الفترة 2010- 2015 سيتم تنفيذ الاستراتيجية المذكورة على مدى السنوات 10 القادمة. وتلك الخطة ليست إلا تقييماً شاملاً للإجراءات والموارد اللازمة لتنفيذ استراتيجية دحر السل وبلوغ الأهداف التالية: المرمى الإنمائي للألفية 6، الهدف 8: وقف انتشار السل بحلول عام 2015 وبدء انحساره اعتباراً من ذلك التاريخ؛ الأهداف المرتبطة بالمرامي الإنمائية للألفية والتي تحظى بدعم شراكة دحر السل : بحلول عام 2005 الكشف عما لا يقل عن 70% من حالات السل الجديدة التي تثبت لديها إيجابية لطاخة البلغم، والعمل على إشفاء 85 % منها على الأقل. بحلول عام 2015 تخفيض معدلات انتشار السل ووفياته بنسبة 50% مما كانت عليه في عام 1990. بحلول عام 2050 التخلص من السل كإحدى مشكلات الصحة العمومية (حالة واحدة لكل مليون ساكن).
وقد بلغ متوسط النجاح العلاجي المحقق في إطار استراتيجية الدوتس لعام 2008 نسبة 86% إجمالاً، وتجاوز بالتالي الهدف المحدد لذلك النجاح والبالغ 85%. وتمكنت 13 بلداً من مجموع البلدان التي تنوء بعبء فادح جراء السل والبالغ عددها 22 بلداً من تحقيق ذلك النجاح.
غير أن معدلات الشفاء في الإقليمين الأفريقي والأوروبي وإقليم الأمريكيتين لم تصل إلى 85%. ومن المحتمل أن تكون معدلات حدوث السل في العالم قد بلغت ذروتها في عام 2004. وعليه فإن العالم بأسره بات على الطريق لبلوغ الهدف المتمثل في وقف انتشار السل وبدء انحساره. وتتراجع معدلات الإصابة بالمرض في خمسة من أقاليم المنظمة الستة (والاستثناء هو إقليم جنوب شرق آسيا حيث إن هناك ثباتاً في معدل الإصابة بالمرض). وجميع أقاليم المنظمة في سبيلها إلى تحقيق هدف خفض معدل الوفاة والانتشار بمقدار 50 % ، باستثناء الإقليم الأفريقي على الرغم من تراجع معدلات الوفاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.