سعر الدولار في السوق السوداء والبنوك اليوم    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    الصين تتهم امريكا بتشديد العقوبات وفرض حصار تكنولوجي    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    وانج يي ل بلينكن: على أمريكا عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء    أول تعليق من رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    عواصف رملية وترابية بهذه المناطق.. تحذير عاجل من الأرصاد    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    الرئيسان التونسي والفرنسي يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    جثة دون أحشاء مقابل ملايين الجنيهات| قصة ال«دارك ويب» في جريمة طفل شبرا.. والنيابة تكشف مفاجأة صادمة بمكان الحادث    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    عاجل - حزب الله يعلن استهداف قافلة تابعة للعدو قرب موقع رويسات العلم.. وهذه خسائر قوات الاحتلال    أحشاء طفل و5 ملايين جنيه وتجارة أعضاء بشرية.. ماذا حدث داخل إحدى الشقق السكنية بشبرا الخيمة؟    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي رسميًّا    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    استقالة متحدثة إقليمية بالخارجية الأميركية احتجاجًا على حرب غزة    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الصحة العالمية" تحيي بعد غد اليوم العالمي للقضاء علي السل
نشر في البوابة يوم 22 - 03 - 2015

تحيي منظمة الصحة العالمية بعد غد اليوم العالمي للقضاء على السل 2015 تحت شعار "الاستعداد للقضاء على السل"، حيث دعت منظمة الصحة العالمية اليوم المجتمع الدولي للتضامن والعمل عبر استراتيجية جديدة للقضاء على مرض السل بحلول عام 2035.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السل هو ثاني أهم الأسباب المؤدية للوفيات الناجمة عن العدوى في العالم، ففي عام 2013 أدى السل إلى وفاة حوالي 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، كما سجل أكثر من 9 ملايين حالة إصابة جديدة بالسل من بينها نصف مليون حالة مقاومة للمضادات الحيوية المتعددة التي يصعب علاجها. يقدر الخبراء أن حوالي ثلث الحالات هي دون تشخيص أو علاج.
ويسهم إحياء اليوم العالمي للسل في إذكاء الوعي بوباء السل الذي يتخذ أبعاداً عالمية وبالجهود التي تبذل قصد التخلص من هذا المرض. وتقوم شراكة دحر السل، وهي شبكة تضم المنظمات والبلدان التي تعمل على مكافحة هذا المرض، بتنظيم تظاهرات إحياء هذا اليوم العالمي لإبراز أهمية المرض وكيفية توقيه وعلاجه. ويحتفل بهذا الحدث السنوي في 24 مارس، لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ في عام 1882، الجرثومة المتسببة في الإصابة بالسل. وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه.
وتسعى منظمة الصحة العالمية حالياً إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015. ولا يزال السل أحد الأمراض السارية الأشد فتكاً بالأرواح في العالم، إذ يتضمن التقرير الخاص بالسل في العالم لعام 2014 بيانات جمعت من 202 بلد وإقليم. ويعرض تقرير هذا العام زيادة في الأعداد الإجمالية العالمية لحالات الإصابة الجديدة بالسل والوفيات الناجمة عنه في عام 2013 مقارنة بالأعداد السابقة، بما يعكس الاستفادة من البيانات الوطنية التي تم تحسينها وزيادتها.
والسل مرض معد ينتشر عبر الهواء شأنه شأن الإنفلونزا العادية. ولا ينقل السل إلا الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين. فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسببة للسل والمعروفة باسم "العصيات". ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيات ليصاب بالعدوى. ويمكن للشخص المصاب بالسل النشط، إذا ترك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يصاب بتلك العصيات. فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي. وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أنه تحدث في كل ثانية إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيات السل. بوجه عام يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى الناجمة عن عصية السل. وتظهر الأعراض المرضية أو القدرة على نقل المرض في مرحلة من المراحل على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بعصيات السل (من غير المصابين بفيروس الأيدز). واحتمال ظهور أعراض السل أكبر بكثير لدى الأشخاص المصابين بحالات ترافق ذلك المرض بفيروس الإيدز.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن إقليم جنوب شرق آسيا شهد حدوث أكبر عدد من حالات السل الجديدة في عام 2008، فقد بلغت الحالات في ذلك الإقليم نسبة 35% من مجموع الحالات المسجلة على الصعيد العالمي. في حين تشير التقديرات بأن معدل حدوث المرض بين السكان في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بلغ ضعف معدل حدوثه في جنوب شرق آسيا، إذ تجاوز 350 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ثلث سكان العالم قد أصيبوا بعدوى المتفطرة السلية، ومع حدوث الإصابات الجديدة بمعدل 1.560 مليون إصابة في السنة أي حوالي واحدة في الثانية تقريبا، وفي عام 2010، قدر عدد الحالات المزمنة النشطة عالميا بحوالي 13,7 مليون إصابة، في حين قدر عدد الإصابات بحوالي 9 ملايين إصابة جديدة عام 2013.
وقتل السل بكل أشكاله نحو 1.5 مليون شخص في العالم العام 2013، من بينهم 360 ألف شخص من المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري والتي حدث معظمها في الدول النامية.
الجدير بالذكر أن أكبر عدد الوفيات سجل في الإقليم الأفريقي. كما شهد عام 2013 حدوث حوالي 480 ألف حالة من حالات السل المقاوم للأدوية. وأن التقديرات تشير إلى أن 9% من هذه الحالات هي من السل الشديد المقاوم للأدوية. وتشهد حالات الإصابة بهذا المرض هبوطاً بطيئاً كل عام، فالتقديرات تشير إلى إنقاذ 37 مليون شخص من الإصابة به بين عامي 2000 و2013 من خلال أساليب التشخيص والعلاج الفعالة.
ومع ذلك وفي ظل إمكانية الوقاية من حالات الوفاة الناجمة عن السل، لا يزال عدد الوفيات الناجمة عن المرض مرتفعاً على نحوٍ غير مقبول ينبغي معه تسريع وتيرة جهود مكافحته إذا ما أردنا بلوغ الغايات العالمية لعام 2015 التي وضعت في سياق الأهداف الإنمائية للألفية.
وأشار مسؤولون في قطاع الصحة في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، إلى أن حوالى 1000 شخص يصابون بمرض السل يومياً في أوروبا، وإن التقدم البطيء في مواجهة المرض مع تزايد المقاومة للعقاقير، ويشير إلى أن المنطقة لن تهزم المرض على الأرجح حتى القرن المقبل.
وذكر تقرير مشترك بين "منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها"، أنه وفقاً للمعدلات الحالية ليست هناك فرصة تذكر للمنطقة من أجل تحقيق الهدف المتمثل في القضاء على السل بحلول العام 2050.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية "سوزانا جاكاب" إن مرض السل المقاوم للعقاقير ما زال يجتاح المنطقة الأوروبية ويجعلها الأكثر تأثراً في العالم كله. والمنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة تشمل 53 دولة بتعداد سكان نحو 900 مليون نسمة، بينهم 508 ملايين يعيشون بالدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
وقال مارك سبرينجر مدير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إنه إذا استمر التراجع في عدد حالات الإصابة بالمرض بنفس المعدل الحالي، فإن دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية لن تكون خالية من السل قبل حلول القرن المقبل. وأضاف أنه حتى تقضي أوروبا على المرض وهو ما يفسر بتسجيل أقل من إصابة واحدة بالسل بين كل مليون شخص سنويا بحلول عام 2050، فإن الأمر يتطلب خفض عدد الحالات بوتيرة أسرع مرتين على الأقل.
وكشفت بيانات حديثة أن معدلات الإصابة بمرض السل في بريطانيا من بين أعلى معدلات الإصابة به في غرب أوروبا، وأن لندن تناضل للتخلص من وصمها بأنها عاصمة السل في المنطقة. وذكر تقرير أصدرته وكالة الصحة العامة الحكومية البريطانية أنه إذا استمرت معدلات الإصابة بالمرض، كما هي فإن حالات الإصابة السنوية الجديدة بداء السل في بريطانيا ستزيد عن مثيلاتها في الولايات المتحدة.
وسجل في عام 2012 ما مجموعه 8750 إصابة بداء السل في بريطانيا، بمعدل 14 إصابة بين كل 100 ألف نسمة، وهو معدل يقل قليلا عن المسجل في عام 2011 لكنه لا يزال مرتفعا بما يكفي لجعلها من بين أعلى الدول الموبوءة بهذا المرض في منطقتها. وقال مدير حماية الصحة في وكالة الصحة العامة بول كوسفورد إن السل لا يزال مشكلة حساسة للصحة العامة لا سيما في بعض مناطق لندن وبين الفئات الأكثر تعرضا للإصابة به، وأضاف أن التحكم في أمراض الرئة المعدية التي تكون غالبا مقاومة للأدوية أصبح حاليا أحد الأولويات الجوهرية لوكالة الصحة العامة التي تطور في الوقت الراهن نهجا أقوى على المستوى الوطني سينفذ في غضون أشهر قليلة.
وأكد كوسفورد العزم على تحقيق تراجع ملموس في الإصابة بالسل والعمل دون كلل لدعم الشركاء المحليين في المناطق الأكثر معاناة. وتقدر تكاليف الرعاية الصحية السنوية المباشرة لمرض السل - الذي عادة ما يساء فهمه باعتباره مرضا من الماضي أو أنه لا يصاب به إلا المجتمعات المهمشة - بأكثر من 500 مليون يورو (670 مليون دولار) تتحملها الحكومات الأوروبية، بالإضافة إلى 5.3 مليارات يورو في صورة خسائر في الإنتاجية.
ويوضح تقرير وكالة الصحة العامة أن لندن تحملت العبء الرئيسي للإصابة بالسل في بريطانيا عام 2012 بعدد 3426 إصابة أو نحو 40% تقريبا من إجمالي حالات الإصابة في البلاد. وقالت رئيسة فريق مراقبي مرض السل في وكالة الصحة العامة البريطانية "لوسي توماس" إن مرض السل تمكن الوقاية منه وهو يقبل العلاج، أما إذا ترك دون علاج فإنه قد ينطوي على خطورة على حياة المريض، وأضافت توماس أن إجراء الأشعة وتشخيص المرض لدى المهاجرين الجدد القادمين إلى بريطانيا أمر ضروري للحد من انتشاره. في حين أظهرت دراسة نشرتها أمس مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية أن مليون طفل دون 15 عاماً يصابون بمرض السل سنوياً في العالم أي ما يوازي ضعفي التقديرات السابقة. وخلص الباحثون الأمريكيون، الذين أعدوا الدراسة إلى أن عدد الأطفال المصابين في العالم سنوياً بمرض السل، هو 999 ألفاً و800 طفل، من بينهم 32 ألف مصاب بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.
وقال أحد المشرفين على الدراسة "تيد كولن"، تقديراتنا تساوي ضعفَي التقديرات المقدمة من منظمة الصحة العالمية عام2011. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن 530 ألف طفل أصيبوا بالسل عام 2012. وهذه الدراسة هي الأولى التي تتناول تقديرات الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة في صفوف الأطفال دون 15، وهم يشكلون ربع سكان العالم. وتتركز الإصابات بالسل في جنوب آسيا وشرقها مع 400 ألف طفل مصاب سنوياً من بينهم 10 آلاف مصاب بالسل المقاوم للأدوية، تليها إفريقيا مع 280 ألف إصابة سنوياً، من بينها 4700 ألف بالسل المقاوم.
وأشار الباحثون إلى ضرورة تطوير وسائل الكشف على الأطفال، خصوصاً من هم دون سن 5، وهم الأكثر عرضة للإصابة بأشكال حادة من السل. وتقول منظمة الصحة العالمية إن 450 ألف شخص أُصيبوا بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة في العالم، ومات منهم 170 ألفاً عام 2012، ولم يتلق سوى 20% من المصابين العلاج المناسب الكفيل بوقف انتشار المرض.
في حين كشف مسؤولو الصحة في ولاية كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أنهم يكافحون تفشي مرض السل في إحدي المدارس الثانوية، وأفاد مسؤولون اتحاديون حدوث انخفاض سنوي وتباطؤ في حالات الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة. ففي عام 2014، كان هناك أكثر من 9400 حالة إصابة بالسل في الولايات المتحدة بمعدل ثلاث حالات لكل 100 ألف شخص، هذا أقل بحوالي 2% من معدل السل المسجلة في عام 2013، وفقا للبيانات الصادرة عن مركز والوقاية ومكافحة الأمراض.
ومع ذلك كان هناك انخفاض صغير في معدل السل في أكثر من عقد من الزمان، وهو ما يستلزم ضرورة التقييم لإستراتيجيات القضاء على السل بشكل عام والفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة. ووفقا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض أن السل هو أكثر شيوعًا بين فئات معينة ولا سيما الأشخاص الذي ولدوا في الخارج، حيث لديهم معدل الإصابة بالسل أعلي 13 مرات من أولئك الذين ولدوا في الولايات المتحدة مقارنة بالبيض، ليقفز المعدل إلى 29 مرة بين الأسيويين وأعلى 8 مرات بين الأمريكيين ذوي الأصول الآسيوية واللاتينية.
ويشكل اجتماع فيروس الإيدز والسل توليفة قاتلة، فكلاهما يسهم في تنشيط الآخر.
الجدير بالذكر أن فيروس الإيدز يضعف الجهاز المناعي، وعليه فإن احتمال ظهور أعراض مرض السل لدى حاملي ذلك الفيروس المصابين بعصيات السل يفوق بكثير احتمال ظهورها لدى الأشخاص الذين لا يحملونه. ويعد السل من أهم أسباب الوفيات بين حاملي فيروس الإيدز، علماً بأن ذلك الفيروس يأتي في مقدمة العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة معدلات حدوث السل منذ عام 1990. وقد شكلت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شركائها الدوليين الفريق العامل المعني بحالات ترافق عدوى السل وفيروس الإيدز، وهو فريق يعكف على وضع سياسات عالمية في مجال مكافحة السل المرتبط بفيروس الإيدز وتقديم نصائح إلى الجهات التي تكافح ضد السل وفيروس الإيدز لتمكينها من تبين أساليب التعاون فيما بينها من أجل التصدي لهذه التوليفة القاتلة. وتبين السياسة المؤقتة الخاصة بالأنشطة التعاونية في مجال السل وفيروس الإيدز الخطوات اللازم اتخاذها لاستحداث آليات تمكن من إقامة تعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه، وذلك بغية التخفيف من عبء السل في أوساط حاملي فيروس الأيدز ومن عبء فيروس الأيدز في أوساط مرضى السل.
أما السل المقاوم للأدوية فلم يكن هناك قبل السنوات 50 الماضية أدوية تمكن من علاج السل. أما الآن فقد تم توثيق السلالات المقاومة لدواء واحد في جميع البلدان المشمولة بدراسات استقصائية في هذا المجال، غير أنه تم تسجيل ظهور سلالات مقاومة لجميع الأدوية الرئيسية المضادة للسل. وحالات السل المقاوم للأدوية ناجمة عن العلاج غير المناسب أو العلاج الجزئي أي عندما لا يأخذ المرضى جميع أدويتهم بانتظام أثناء الفترة المحددة لهم بسبب شعورهم بتحسن حالتهم الصحية، أو نظراً لنزوع الأطباء والعاملين الصحيين إلى وصف خطط علاجية خاطئة، أو نظراً لعدم موثوقية الإمدادات الدوائية.
ويتمثل أكثر أشكال السل المقاوم خطورة في السل المقاوم للأدوية المتعددة والذي يعرف بالمرض الناجم عن عصيات السل الكفيلة بمقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقل، وهما أكثر الأدوية فعالية ضد السل، ومعدلات السل المقاوم للأدوية المتعددة ترتفع في بعض البلدان وبخاصة في الاتحاد السوفييتي السابق وتهدد جهود مكافحة المرض هناك.
وعلى الرغم من التمكن عموماً من علاج حالات السل المقاوم للأدوية، فإن تلك الحالات تقتضي معالجة كيميائية مكثّفة (قد تصل مدتها إلى عامين) بأدوية الخط الثاني التي تفوق تكاليفها في غالب الأحيان تكاليف أدوية الخط الأول، كما أنها تتسبب في حدوث تفاعلات ضائرة أكثر وخامة حتى وإن أمكن تدبيرها. وأصبحت أدوية الخط الثاني المضادة للسل والمضمونة النوعية متوافرة بأسعار منخفضة للمشاريع المعتمدة من قبل لجنة الضوء الأخضر.
ويشكل ظهور السل الشديد المقاومة للأدوية خصوصاً في المواقع التي يكون فيها مرضى السل مصابين بفيروس الأيدز أيضاً، خطراً كبيراً على جهود مكافحة السل ويؤكد الحاجة الماسة إلى تعزيز أنشطة مكافحة السل العادي وتطبيق دلائل منظمة الصحة العالمية الجديدة لتدبير حالات السل المقاوم للأدوية من خلال برامج محددة.
وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية الجديدة لدحر السل في عام 2006. ويتمثل لب تلك الاستراتيجية في المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر (استراتيجية الدوتس)، وهو أسلوب أخذت به المنظمة في عام 1995 من أجل مكافحة السل. ومنذ ذلك العام تم علاج 41 مليون مريض بفضل الخدمات المقدمة في إطار تلك المعالجة. وتستند الاستراتيجية الجديدة المكونة من ست نقاط إلى النجاح المحرز في إطار المعالجة المذكورة وتعترف في الوقت ذاته بالتحديات الرئيسية التي تطرحها حالات ترافق عدوى السل بفيروس الأيدز وحالات السل المقاوم للأدوية المتعددة.
وتتناول تلك الاستراتيجية أيضاً القيود المفروضة في مجال توفير فرص العلاج ومجالي الإنصاف والنوعية، كما أنها تعتمد الابتكارات المسندة بالبينات لدى الاشتراك مع مقدمي الرعاية الصحية التابعين للقطاع الخاص وتمكين الفئات السكانية والمجتمعات المحلية المتضررة والمساعدة على تعزيز النظم الصحية وتشجيع الأنشطة البحثية.
وكما جاء في الخطة العالمية لدحر السل في الفترة 2010- 2015 سيتم تنفيذ الاستراتيجية المذكورة على مدى السنوات 10 القادمة. وتلك الخطة ليست إلا تقييماً شاملاً للإجراءات والموارد اللازمة لتنفيذ استراتيجية دحر السل وبلوغ الأهداف التالية: المرمى الإنمائي للألفية 6، الهدف 8: وقف انتشار السل بحلول عام 2015 وبدء انحساره اعتباراً من ذلك التاريخ؛ الأهداف المرتبطة بالمرامي الإنمائية للألفية والتي تحظى بدعم شراكة دحر السل : بحلول عام 2005 الكشف عما لا يقل عن 70% من حالات السل الجديدة التي تثبت لديها إيجابية لطاخة البلغم، والعمل على إشفاء 85 % منها على الأقل. بحلول عام 2015 تخفيض معدلات انتشار السل ووفياته بنسبة 50% مما كانت عليه في عام 1990. بحلول عام 2050 التخلص من السل كإحدى مشكلات الصحة العمومية (حالة واحدة لكل مليون ساكن).
وقد بلغ متوسط النجاح العلاجي المحقق في إطار استراتيجية الدوتس لعام 2008 نسبة 86% إجمالاً، وتجاوز بالتالي الهدف المحدد لذلك النجاح والبالغ 85%. وتمكنت 13 بلداً من مجموع البلدان التي تنوء بعبء فادح جراء السل والبالغ عددها 22 بلداً من تحقيق ذلك النجاح.
غير أن معدلات الشفاء في الإقليمين الأفريقي والأوروبي وإقليم الأمريكيتين لم تصل إلى 85%. ومن المحتمل أن تكون معدلات حدوث السل في العالم قد بلغت ذروتها في عام 2004. وعليه فإن العالم بأسره بات على الطريق لبلوغ الهدف المتمثل في وقف انتشار السل وبدء انحساره. وتتراجع معدلات الإصابة بالمرض في خمسة من أقاليم المنظمة الستة (والاستثناء هو إقليم جنوب شرق آسيا حيث إن هناك ثباتاً في معدل الإصابة بالمرض). وجميع أقاليم المنظمة في سبيلها إلى تحقيق هدف خفض معدل الوفاة والانتشار بمقدار 50 % ، باستثناء الإقليم الأفريقي على الرغم من تراجع معدلات الوفاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.