تحيي منظمة الصحة العالمية غدا الاثتين ، اليوم العالمي للسل العام 2014 تحت شعار "السل قابل للشفاء" ، للتوعية بوباء السل الذي يتخذ أبعاداً عالمية وبالجهود التي تبذل قصد التخلص من هذا المرض الذي يصيب حالياً ثلث سكان العالم. وتنظم شراكة دحر السل وهي شبكة تضم المنظمات والبلدان التي تعمل على مكافحة هذا المرض ، تظاهرات لإحياء هذا اليوم العالمي لإبراز أهمية المرض وكيفية الوقاية والعلاج. ويتم إحياء هذا الحدث السنوي في 24 مارس من كل عام في ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ في العام 1882 ، العصية (الجرثومة) المسببة للسل ، ويعد ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه ، وتسعى منظمة الصحة العالمية حالياً للحد من معدلات هذا المرض ونسبة وفياته بمعدل الضعف بحلول العام 2015. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - في رسالته بهذه المناسبة - إلى أن السل هو ثاني أشد الأمراض المعدية فتكا بالبالغين في العالم بعد فيروس نقص المناعة البشرية / متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ، وكل سنة يودي هذا الداء بحياة 1.3 مليون شخص ويصيب زهاء 9 ملايين شخص. ولفت إلى أن المأساة هي أن هذا الداء قابل للعلاج ومع ذلك لا يحصل ثلث المصابين به ( نحو 3 ملايين شخص ) على العلاج الذي يحتاجون إليه ، حيث إن معظمهم فقراء والكثير منهم ينتمون إلى فئات سكانية مهمشة ، من قبيل العمال المهاجرين ، واللاجئين ، والمشردين داخليا ، والسجناء، والشعوب الأصلية ، والأقليات العرقية. وقد أثبت التقدم المحرز في السنوات الأخيرة أن بإمكاننا التصدي لهذا الخطر من خلال تضافر الجهود ، ففي الفترة ما بين عامي 1995 و 2012 ، مكنت التدخلات الصحية على الصعيد العالمي من إنقاذ حياة 22 مليون شخص والنجاح في علاج 56 مليون شخص يعانون من المرض. وأكد مون أن الإسراع بإحراز النتائج تحتاج إلى زيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية وتعبئة المجتمعات المحلية والمستشفيات والجهات الخاصة المقدمة للخدمات في سبيل الوصول إلى المزيد من المصابين وعلاجهم بسرعة أكبر ، وعلينا أيضا أن نستثمر أكثر في البحوث الهادفة إلى إيجاد أدوات التشخيص والأدوية واللقاحات. وشدد على أنه ينبغي أن يحصل كل المصابين بالسل على الخدمات التي يحتاجون إليها من أجل الإسراع بتشخيص الداء وعلاجه ، وهذه مسألة تندرج في إطار العدالة الاجتماعية ، كما أنها مسألة تتعلق بالأمن الصحي في العالم في ضوء تسارع ظهور مشكلة المرضى المصابين بالسل الفتاك الشديد المقاومة للأدوية الذي لا يكتشف ، وحتى حينما يتم تشخيصهم فإن العديد منهم لا يحصلون على العلاج الفعال. ودعا مون بمناسبة اليوم العالمي للسل إلى تكثيف التضامن على الصعيد العالمي من أجل القضاء على هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه ، وبتقديم خدمات الرعاية لنحو 3 ملايين شخص يفتقرون إلى العلاج اللازم ، سنبني مستقبلا أفضل للبشرية جمعاء. ولفت التقرير الخاص بالسل في العالم لعام 2013 ، إلى أنه مازال السل مشكلة صحية عالمية كبري حيث إنه طبقا للتقديرات فإن 9 ملايين شخص في العالم يصابون بالسل سنوياً ، هناك ثلث هذا العدد ( 3 ملايين ) لا يتم إبلاغ نظم الصحة العمومية بهم ، ويعيش الكثيرون من هؤلاء الملايين الثلاثة في أفقر مناطق العالم وأكثرها عرضة لخطر الإصابة بالمرض ، مشيرا إلى أن نسبة قدرها 75 % من هذه الحالات في الإقليم الأفريقي ، وعلى الصعيد العالمي أصيب نحو 450 ألف شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة وحدثت 170 ألف وفاة بسببه. وقضي 1.3 مليون شخص نحبهم بسبب المرض ، وتحدث أغلب حالات السل والوفيات الناجمة عنه بين الرجال ، بيد أن السل ما زال من أسباب الوفاة الرئيسية الثلاثة بين النساء علي الصعيد العالمي. وطبقا للتقديرات حدثت 410 ألف وفاة بسبب السل بين النساء في العام 2012 ، بما في ذلك 160 ألف وفاة بين النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز) ، ومن بين حالات السل الجديدة علي الصعيد العالمي والتي تبلغ 9 مليون حالة ، كانت هناك 2.9 مليون مرأة ، كما أن هناك 530 ألف حالة سل بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة ، و74 ألف وفاة بسبب السل بين الأطفال غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) . وفي عام 2012 كانت غالبية الحالات علي الصعيد العالمي في أقاليم جنوب شرق آسيا 29 % ، وأفريقيا 27 % ، وغرب المحيط الهادي 19 % ، وكان نصيب الهند والصين وحدهما 25 % و12 % من مجموع الحالات علي الترتيب . ويتفاوت معدل الإصابة بالسل على المستوى الدول تفاوتاً كبيراً ، حيث يتراوح بين نحو 1000 حالة أو أكثر لكل 100 ألف شخص في جنوب أفريقيا وسوازيلند ، وأقل من 10 حالات لكل 100 ألف من السكان في أجزاء من الأمريكتين وعدة بلدان في أوروبا الغربية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا . ويشير التقرير إلى أنه فيما بين عامي 1995 و 2012 ، عولج نحو 56 مليون شخص بنجاح من السل في البلدان التي اعتمدت استراتيجية السل العالمية للمنظمة ؛ ما أدى إلى إنقاذ حياة 22 مليون شخص. وفي العام 2012 جرى إبلاغ 6.1 مليون حالة سل إلى برامج السل الوطنية ، منها 5.7 مليون شخص شخصت إصابتهم حديثا في عام 2012 ، و0.4 مليون شخص شخصت إصابتهم من قبل وجري تغيير مقررهم العلاجي. وفي العام 2011 واصل معدل نجاح العلاج ارتفاعه ، فبلغ 87 % بين كافة حالات السل الجديدة ، و 75 % من الحالات التي لم تشخص إصابتهم أو شخصت إصابتهم ولكنها لم تبلغ إلى برامج السل الوطنية والبالغ عددها طبقا للتقديرات 2.9 مليون حالة في 12 بلداً ، وهذه البلدان هي بحسب ترتيب الأعداد الإجمالية ، الهند 31 % من الإجمالي العالمي ، ثم جنوب أفريقيا وبنجلاديش وباكستان واندونيسيا والصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموزامبيق ونيجيريا واثيوبيا والفلبين وميانمار . وما زالت معدلات نجاح علاج السل منخفضة في الإقليم الأوروبي ، حيث تم علاج 72 % فقط من الحالات الجديدة بنجاح. ويذكر التقرير تواصل تعزيز التقدم في التدخلات الخاصة بالسل و فيروس نقص المناعة البشري (الايدز) في العام 2012 ، فعلى الصعيد العالمي كان 46 % من مرضى السل على علم بحالتهم من حيث الإصابة بفيروس الإيدز بما يزيد على النسبة المناظرة في العام 2011 التي بلغت 40 %. وفي الإقليم الأفريقي الذي يعاني من أكبر عبء من السل والايدز ، كان 74 % من مرضى السل على علم بحالتهم من حيث الإصابة بفيروس الإيدز بما يزيد على النسبة المناظرة في العام 2011 التي بلغت 69 %. ومن بين 41 دولة تعاني من أكبر عبء من السل و الإيدز ، كان ما يزيد على 85 % من مرضى السل على علم بحالتهم من حيث الإصابة بفيروس الإيدز في 15 بلدا ، وفي 7 من هذه البلدان كان ما يزيد على 90 % من المرضى على علم بحالتهم من حيث الإصابة بفيروس الإيدز. وبلغت التغطية بالعلاج بمضادات الفيروسات القهرية في صفوف مرضى السل المعروفة إصابتهم بفيروس الإيدز 57 % في العام 2012 ، بما يزيد على النسبة المناظرة في العام 2011 التي بلغت 49 % ، وفي السنوات القليلة الأخيرة تلقى نحو 80 % من مرضى السل المصابين بفيروس الإيدز العلاج الوقائي بالكوتريموكسازول. وفي العام 2012 أفادت التقارير بفحص 4.1 مليون شخص من المتلقين للرعاية الخاصة بفيروس الإيدز لاكتشاف المصابين منهم بالسل ، وهذا الرقم يمثل زيادة بالنسبة للرقم المناظر في العام 2011 الذي بلغ 3.5 مليون شخص ، ووفر العلاج الوقائي بالإيزونيازيد لنصف مليون شخص ( 31 % ) من بين 1.6 مليون شخص أفادت التقارير بأن الرعاية الخاصة بفيروس الإيدز شملتهم حديثا في العام 2012 . وذكر تقرير أن تمويل الجهات المانحة الدولية لمرضى السل بلغ ما بين 7 إلى 8 مليارات دولار أمريكي سنويا ، اللازم للبلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في عامي 2014 و2015 ، حيث يحتاج اكتشاف السل المتأثر بالأدوية وعلاجه إلى الثلثين ، والسل المقاوم للأدوية المتعددة إلى 20 % ، والاختبارات التشخيصية السريعة وما يرتبط بذلك من تدعيم للمختبرات الخاصة بالسل وفيروس الإيدز إلى 5 % . وثمة توثيق واضح لنمو تمويل الجهات المانحة الداخلية والدولية منذ العام 2002 ، وهناك قدرة على مواصلة الزيادة في التمويل الداخلي ، لاسيما في بلدان بريكس وهي ، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ، التي تضم ما يقرب من 50 % من حالات السل على الصعيد العالمي . وبلغ تمويل الجهات المانحة الدولية لبرامج السل الوطنية 0.8 مليار دولار أمريكي في عام 2013 ، ووردت ثلاثة أرباع هذا التمويل تقريباً من الصندوق العالمي ، وبغية سد الثغرات في الموارد يحتاج الأمر إلى 1.6 مليار دولار على الأقل في عامي 2014 و2015 على السواء. ويتسم تمويل الجهات المانحة الدولية بأهمية حاسمة في العديد من البلدان ، حيث يمثل أكثر من 50 % من التمويل الإجمالي في مجموعة البلدان ال 17 التي تعاني من عبء السل المرتفع باستثناء بلدان البريكس ، وفي جميع البلدان المنخفضة الدخل ، والنسبة أعلى حتى من ذلك في بعض فرادى البلدان. وتتمثل أعراض الإصابة بمرض السل في (السعال ، والحمى، والتعرق الليلي، وفقد الوزن ، وغيرها..) قد تكون الأعراض خفيفة لعدة شهور ، ويمكن للشخص المصاب بالسل أن يعدي 10-15 شخصاً آخر من خلال المخالطة الوثيقة على مدار سنة.