قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة: إن الابن الضال هو من يتذمر على معيشته ويتصرف بشكل خاطئ، وحينما طلب ميراثه بتشجيع من أصدقائه كان يظن أن أبواب الحرية ستنفتح أمامه، ولكنه رجع إلى نفسه وفكر في العودة لأبيه. وأضاف خلال عظة في القداس الذي أقيم صباح اليوم الأحد، بالكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية بمناسبة تذكار نياحة القديس البابا كيرلس السادس، أن الابن الضال هو الذي يتذمر على معيشته، وهو بهذا التذمر بدأ يتصرف تصرفات خاطئة، والشيطان حينما يحارب الإنسان ينسيه النعم التي يحيا فيها. واستطرد بابا الإسكندرية عظته قائلا: طلب الابن الضال ميراثه من أبيه وأعتقد أن أصحابه كانوا يشجعونه على هذا عندما ترك بيت أبيه ومعه النقود، ظن أنه سوف تنفتح امامه أبواب الحرية ولم يقدر الخسارة التي حدثت في البيت، وبعد أن أنفق معيشته في الخلاعة حدثت مجاعة ونفذت النقود، وتخلي عنه الأصحاب وابتدأ يرعي الخنازير، مشيرًا أن هذا هو حال من يتذمر على الله ويتذمر على حاله ومعيشته. وأضاف أنه لم يتبقي عند الابن الضال سوي شيء واحد وهو الرجاء، حيث رجع إلى نفسه، وابتدأ يقارن حاله بحال الخدام الذين يعملون في بيت أبيه، فقال أرجع إلى أبي وأقول أخطأت يا أبتاه إلى السماء، وقدامك ولست مستحقا أن أدعي لك ابنا بل اجعلني كأحد أجرائك، وكانت هناك مخاوف في داخله، متسائلًا: هل يقبلني أبي؟ لكنه حين رجع فوجئ بهذا المشهد: أن هذا الأب كان ينتظره كل يوم على الطريق منتظر عودته، وأعرب البابا عن أعتقد بأنه حينما إرتمي في حضن أبيه أنه قد إنصلح فيه كل شئ وشعر بالدفء. وشدد أن الأب كسر كل تقاليد الأسري حينما ذبح العجل المسمن الذي كان يستخدمه في زواج الابن الأكبر، ولكن توبة الابن ورجوعه جعلت الأب يتخلي عن هذا التقليد الاجتماعي، وهذا ما يفسر القصد من الآية "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب". واختتم البابا عظته بالتحدث عن المشهد الآخير في القصة، وهو الابن الأكبر الذي رفض دخول البيت، "هكذا البعض في قمة الفرح يقلبونه إلى حزن"، حتى حينما خرج إليه أبيه فضح أخاه الأصغر أمام أبيه ولم يستر عليه، قائلًا وينتهي المشهد هكذا: "الابن الكبير متذمرا، الابن الصغير تائبا، الأب محبا".