قال موقع “,”ذا ديلي بيست“,” الاخباري الامريكي السبت ان تعامل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الازمة الاخيرة في مصر وفشلها في وقف العنف مؤشر على انحسار النفوذ الامريكي على الجيش المصري خلال العامين الماضيين. واشار الموقع الى ان ادارة اوباما بدت على نفس الخط مع الجيش المصري في 2011 عندما استجاب الجيش للدعوات بعدم اطلاق الرصاص على المتظاهرين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، فقد حمى الجيش وقتها المتظاهرين وساعد اوباما بحث مبارك على التنحي. اما في 2013 فقد تجاهل الجيش المصري كل توصيات الادارة الامريكية التي عجزت عن ممارسة اي ضغط على الحكومة الانتقالية في مصر. وارجع الموقع تقلص النفوذ الامريكي على مصر خلال العامين الماضيين لعدة اسباب ابرزها صعود النزعة القومية والمعادية لأمريكا في السياسة الداخلية. فقد اتسمت السياسة الامريكية تجاه مصر خلال تلك الفترة بانها غير متماسكة، رد فعل، ومدجنة، فيما تدخلت قوى اقليمية اخرى لتلعب دورا اكبر. واشار الموقع الى ان مسؤولين امريكيين كبار كانوا قد نصحوا الجيش المصري بعدم الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي نهاية يونيو الماضي الا ان الجيش المصري لم يستجب. كما ان الادارة الامريكية، ومنذ الاطاحة بمرسي، تنصح الحكومة، التي جاء بها الانقلاب العسكري، بعدم اعتقال قادة جماعة الاخوان المسلمين، وعدم فرض حالة الطوارئ، والسماح بالمظاهرات السلمية، والتواصل مع الاسلاميين، الا ان كل هذه النصائح لم يتم الاستجابة لها. الا ان كثيرين في واشنطن، وفقا للموقع، يرون ان اداء ادارة اوباما الضعيف في هذه الازمة يرجع الى عدم رغبتها في ممارسة ضغط حقيقي على الجيش والحكومة في مصر. وتابع الموقع ان معظم الخبراء الامريكيين كانوا يتوقعون ان يعلّق اوباما المساعدات العسكرية لمصر، واصابتهم خيبة امل لإحجامه عن استخدام ورقة الضغط هذه. على الجانب الاخر، يقول الموقع ان للجيش المصري اسبابا جيدة تدفعه للاعتقاد ان بامكانه تحدي رغبات ادارة اوباما دون حدوث اي توابع، ففي اعقاب الاطاحة بمرسي اصدرت الخارجية الامريكية بيانا قالت فيه انها لن تحكم على عزل مرسي بانه انقلاب عسكري من عدمه، لتفلت بذلك من الزام حكومتها بقانون يمنع تقديم مساعدات لدول السلطة بها في يد انقلاب عسكري. في الوقت نفسه، اشار الموقع الى صعود قوى اقليمية، السعودية والامارات والكويت، للعب دور يملأ الفراغ الذي خلفه التراجع الامريكي. واوضح الموقع ان هذه القوى قدمت لمصر مساعدات بقيمة 13 مليار دولار منذ عزل مرسي وهو ما يعادل 10 اضعاف المعونة العسكرية الامريكية لمصر. فيما وقفت تركيا وقطر للدفاع عن جماعة الاخوان المسلمين. واختتم الموقع تقريره بالقول ان ادارة اوباما بحاجة لإقامة علاقة جيدة مع من يحكم مصر أيا كان، وذلك لاعتبارات امنية، كما انها بحاجة الى الاعتراف بالواقع الجديد يقول بان النفوذ الامريكي انحسر في مصر. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA