كشفت عملية نقل رفاة «سليمان شاه» جد العثمانيين من سوريا إلى تركيا، ليل السبت الماضى، من دون أية اشتباكات أو عنف، حقيقة العلاقة بين تنظيم «داعش» الإرهابى، ونظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان. ففى الوقت الذي تفشل فيه جميع دول العالم في إنقاذ رهائنها لدى «داعش»، استطاعت قوة تركية مكونة من 600 فرد و39 دبابة و57 مدرعة و100 آلية عسكرية، أن تدخل إلى منطقة نفوذ التنظيم في سوريا وتنفذ عملياتها بسهولة. ونقلت القوة رفاة «سليمان شاه»، والد أول سلاطين الدولة العثمانية «عثمان الأول»، كما أجلت 40 جنديًا كانوا يحرسون الضريح، الذي يعد أرضًا تابعة لتركيا بموجب معاهدة 1921 الموقعة بين باريس وإسطنبول، في عهد الانتداب السامى الفرنسى على سوريا. وظل الضريح سالمًا من أي سوء، في الوقت الذي يحرص فيه التنظيم الإرهابى على هدم أضرحة الصحابة والأولياء في المناطق التابعة له في سوريا والعراق، مما يثير تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين أردوغان وزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وتشير تقارير إلى أن اتفاقًا خفيًا بين البغدادى وأردوغان، عبر أطراف وسيطة، في مدينة أورفا التركية، أدى إلى السماح للدولة التركية بنقل رفاة «سليمان شاه» من دون مقاومة من الدواعش. ولم تتوقف العملية التركية عند نقل الرفاة، بل امتدت إلى السيطرة على منطقة في قرية آشمة غرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية، تمهيدًا لنقل الرفاة إليها فيما بعد، وهو ما أعلن عنه رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، وفقا لوكالة «الأناضول» للأنباء. من النسخة الورقية