حينما تجلس مع إحداهن لتروى لك حكايتها التي ربما لا تعرف هي نفسها إن كانت قصة حقيقية أم أنها مجرد خيال نسجه لها من حولها لتتعافى من قلقها حيال حل لغز حقيقتها، إنها الفتاة في دار الأيتام التي لا تعرف عن نفسها شيئا الا اسم منحته لها الدار وبقايا قصصات حكايا قصها عليها من حولها. إنها "ع. ن" لم يكن كشف المستور بالنسبة لها هين، فقد كبرت وسط أخواتها في الدار وكان كل ما تعرفه أنها يتيمة الأب والأم وهناك من وجدها ووضعها في الدار، وبعد أن اقنعت نفسها بتلك الرواية وأصبحت المشرفة أمها ومدير الدار والدها هي وغيرها من الفتايات، طاردها شبح الماضى فها هي الأم التي جذبها الحنين لتعود إلى ابنتها بعد سنوات ليس لتحضنها وتندم على تخليها عنها ولكن لتعكر صفو حياتها بقصتها عن كيف جاءت إلى الدنيا ابنة الخطيئة. وهناك أم هجرت أولادها وأسرتها لتترك ثلاث فتايات وزوج دون أن يعرف عنها أحد، لتتحمل الابنة الكبرى إلى أم لهن ولكن لم يكف والدها ذلك لتتحول أيضا لزوجة له، وحينما ينكشف أمره يطرده أخاه من المنزل ليس خوفا على بنات اخيه ولكن طمعا في المنزل، ليسير هو بناته دون معرفة أي طريق يسلكون، ومن هنا تتفرق الاسرة وكل يبحث عن مأوى، وهى كذلك ولكنها لم تكن بمفردها بل كان في احشائها ثمرة الخطيئة، واخذت تعمل خادمة في أكثر من مكان لتتعرف على شاب يعدها بالزواج وحينما اخبرته بالحقيقة ابتعد عنها، وبعد أن ولدت طفلتها تكررت نفس القصة ولم يكن أمامها سوى التخلص من الفتاة التي تعيق طريقها، لذا وضعتها أمام أحد الدور وحينما تأكدت أن الطفلة جرى تسكينها بالدار انصرفت عنها وبدأت مشوار حياتها الذي لم ترى فيه الأطفال مرة أخرى بسبب تضرر الرحم اثر ولاده طفلتها الأولى، وبعد سنوات غلبها الحنين لابنتها الوحيدة وذهبت للدار تبحث عن ابنتها، ولكن بعد فوات الاوان، قابلت ابنتها وروت قصتها وهنا أعلنت الابنة رفضها لتلك الام والاعتراف بها وطالبتها بالابتعاد عن طريقها!