«كارول» من أكثر الأصوات النسائية تميزا وقوة على الساحة العربية في السنوات الأخيرة، وكذلك أكثرهن تعددية في الموهبة، ممثلة، استعراضية، أوبرالية، شاعرة، ومطربة، إضافة إلى أنها أكثر زميلاتها اهتماما ودراية بدور الموسيقى، منذ صعودها على أيدى الرحبانية، في مسرحية «قالب زنوبيا»، واشتهرت بعروض «ملوك الطوائف»، و«آخر أيام سقراط»، و«زنوبيا»، و«بصباح الألف الثالث»، في بداية الألفية، إلى أن استكملت العمل مع الرحبانية في ألبومها الأول «حلم»، وكليب «اتطلع في»، عام 2003. معجونة بالموسيقى، دراسة وتدريبا وموهبة، خطفت الأنظار في بدايتها بموهبة حقيقية في الغناء والاستعراض، خاصة مع ألبومها الثالث الأكثر جماهيرية «أضواء الشهرة»، عام 2006، بعد ألبومها الثانى «أنا حرة»، وأثبتت في أضواء الشهرة إمكاناتها الفنية، وتأثرها بالمسرح الغنائي، والموسيقى اللاتينية والشرقية، مع اللمسات الإلكترونية، مع الموزع ميشيل فاضل وغيره، قبل أن تتبعه بألبوم آخر «حدودى السما»، عام 2009. أظهر ولعها بالموسيقى الحية، وسط اهتمام بقية منافسيها بالموسيقى المسجلة، والإيقاعات المتشابهة، وانتشار كليباتها «ياما ليالى»، و«أقول أنساك»، إلى أن أطلقت عملين متتالين عمقا صورة «السيدة» الجديدة، بعرض السيدة الاستعراضي الذي أعاد الإقبال الجماهيرى للمسرح الغنائي، وألبوم «إحساس 2013» الذي يميل تجاه الجمهور المصري، والأكثر نضجا وهدوءا في صوتها وموضوعاته، بجانب إبراز تأثرها بالموسيقى الشرقية في استخدام موسيقى محمد عبدالوهاب في أغنية «وحشانى بلادى» التي أعدها جين مارى ريتشى. تميز أسلوبها الغنائى بالقدرة على الاستعراض والغناء وتوظيف الدراما، والنزعة الأوبرالية في الغناء خلف أوركسترا ضخمة، في إطار اهتمامها الواضح بالموسيقى والعروض الحية. على النقيض من أسلوبها، تأتى «إليسا»: الموسيقى الحية والمسرح والتمكن من الأدوات في مواجهة الغرف المغلقة والاستوديوهات وأجهزة تنقية وتسوية الصوت، الحيوية والمغامرة مقابل السكون والجمود، «إليسا» نموذج للمطربة التي تغنى بالمقاس، لا تعترف بالمزاج والتلقائية، وحساب معدلات الخطأ والهفوات، جزء من متعة العروض الموسيقية. بدأت «إليسا» مسيرتها سيدة، حرمت من تجربة فترة «المطربة الشابة»، وبالتوالى حرمت نفسها من التنوع والتجديد، بتصنيف وحصر صوتها في قالب واحد، بمنطق إلقاء النكتة مرتين وثلاثًا، تقمص شخصية السيدة التي تغنى للحب والرومانسية والمعانى العميقة بصورة شكلية، صعب من خيار تغيير الطريقة، إذا بارت سلعتها في المستقبل، فهى لا تملك استعراض «كارول» ولا خفة «نانسى». في بدايتها الفنية بألبومات «بدى دوب»، و«أخرتها معاك»، و«عايشالك»، و«أحلى دنيا»، ظهر ولع «إليسا» بالموسيقى اللاتينية، إذ جاءت ألبومات كاملة بالإيقاع اللاتينى و«الجيبسى» حتى في الأصوات المصاحبة لها، وكذلك في مظهرها الذي ساعد في إعطائها ملامح تركية أو يونانية وليس لبنانية، رغم حيوية الموسيقى وصوتها الذي لم يهاجمه الضعف وقتها، إلا أن ألبوماتها لم تلق نجاحا بقدر نجاح ألبوم «عايشالك»، عام 2002، وكذلك أغنية «أجمل إحساس» من نفس الألبوم. بعدها توالت ألبومات «إليسا» التي باتت نسخا مكررة من أول ألبوم، نفس المعانى الرومانسية والحزينة إلى أن بدأت في الاعتيادية وفقد عنصر الإبهار، حتى إنها بدأت مؤخرا في إعادة غناء بعض الكلاسيكيات مثل «حلوة يا بلدى»، و«أول مرة» في ألبومها الأخير «حب كل حياتى»، و«لولا الملامة»، في ألبوم «أسعد واحدة»، جماهيرية «إليسا» بالطبع كبيرة حتى خارج لبنان، ولكن موسيقاها لا يتعدى مداها خارج أجهزة الصوت بالاستوديو. مع الوقت لم تستطع «إليسا» إخفاء عجز صوتها الذي رغم أنه يحمل بصمة مميزة وحساسة، إلا أن ضعفه بات علاجه عصيا على أجهزة الصوت أيضا، والذي يعتبر بجانب خوفها وحذرها الموسيقى من أكبر العوامل التي ستعجل باختفاء السيدة الرومانسية. من النسخة الورقية