يبدأ يومه على غير طبيعة البشر المعتادة، فبدلًا من قيامه بتناول طعام الإفطار كطبيعة معظم البشر؛ يقوم ب«بلبعة» عدد كبير من الأقراص المٌخدرة مع فنجان القهوة الذي ينشط ويسرع مفعول المخدرات في الدم، هكذا يبدأ «رمضان التمساح» عامل الخردة يومه، قبل أن يجوب شوارع القاهرة للبحث عن المخلفات الحديدية والبلاستيكية والزجاجية من أكوام القمامة. ومنذ أيام قليلة وأثناء بحثه عن الرزق الذي يدر عليه دخلًا معقولًا يتقوت منه، ولسوء حظها وقعت عينه على طفلة من أطفال الشوارع لا يتعدى عمرها ال 12 عامًا، فدار في عقله حوار داخلى مع نفسه، وبدأت التخيلات التي رسمها له الشيطان بأنه لابد من أن يمارس معها الرذيلة، وكيف يحصل على فريسته لأداء المهمة الحرام دون أي اعتبار لصغر سنها وضعفها أو أي مبررات أخرى، والأهم من كل ذلك إتمام الجريمة دون النظر لعواقبها.. وأخذ الذئب البشرى في نسج مخططه للإيقاع بالفريسة. وفى صباح اليوم التالى ذهب للطفلة ونادي عليها بحجة إعطائها عبوة عصير بعد أن قام بحقن العبوة بسرنجة بكمية من المخدر تكفى لفقدها الاتزان أو التفكير أو حتى الصراخ والمقاومة.. وما إن رأت الطفلة المسكينة عبوة العصير حتى فرحت كثيرًا وتخيلت حنان الأب والأم معًا، واعتقدت أن الدنيا مازالت بخير، وبدون أي تردد وبسذاجة الأطفال تناولت العصير وشربت منه. وعقب انتهائها قال لها التمساح «تعالى معايا إنت شكلك جعانة، سأشترى لك وجبة طعام شهية ماكلتيهاش طول عمرك»، لم تتردد الطفلة المسكينة ووافقت في الحال ولم تكن تعلم ما يخبئ لها القدر. اصطحبها الذئب البشرى إلى مكان مهجور بمنطقة المنيل، وبدأ في تنفيذ الجزء الثانى من خطته الشيطانية، فقام بخلع ملابسها مُستغلًا أنها تحت تأثير المخدر، وقام بفض عذريتها مُسببا لها نزيفًا دمويًا شديدًا، وبسبب الألم الشديد بدأت الطفلة في الإفاقة فالألم كان كفيلًا بجعلها تصرخ بأعلى صوتها صرخة تهز كيان البشرية جمعاء. وانطلقت الصرخات منها بشكل هستيرى، وهو ما جعل التمساح في حالة ارتباك شديدة وكل همه في تلك اللحظة هو إخماد مصدر الصوت الذي سيفضح جريمته البشعة.. ومع تزايد الصرخات قام بالضغط على فمها وأنفها وماهى إلا لحظات وسكت الصراخ وللأبد.. فارقت الطفلة المسكينة الحياة دون أي مقاومة وكل ذنبها أنها فقيرة خدعت بعبوة عصير وحلمت بوجبة طعام. في تلك اللحظة التي لم يكن الذئب قد وضعها في خططه، كان لابد من إخفاء الجريمة بأى طريقة كانت، حمل الطفلة على ذراعيه واحتضنها حتى لايشك أحد في أمره، ولكى يظن من يشاهده أنها طفلة نائمة على كتف والدها.. وذهب بها إلى منطقة مقابر الإمام الليثى، وقام بإلقاء الجثة في أحد صناديق القمامة وفر هاربًا.. واعتقد في تلك اللحظة أنه سيفلت من العقاب، ولم يفكر في عقابه الأكبر من رب العالمين يوم الدين. فبعد مرور 6 أيام كاملة عثر حارس المقابر «التُربى» على جثة الطفلة ووجدها مُتعفنة، فقام بإبلاغ المقدم «أحمد يسرى» رئيس مباحث قسم شرطة الخليفة، وعلى الفور تحركت قوة يرأسها الرائد «أشرف سيف» معاون المباحث لمكان البلاغ، ووجدوا جثة طفلة مجهولة الأهلية ولم يتعد عمرها ال 12 عامًا وفى حالة تعفن شديد.. وعلى الفور تم استدعاء مفتش من مكتب الصحة، الذي قام بتحويلها لمصلحة الطب الشرعى، وجاء تقرير الطب الشرعى «أن الجثة تم التعدى عليها وهتك عرضها بفض بكارتها بعنف شديد لكن دون إيلاج للعضو الذكرى، وأن سبب الوفاة إسفكسيا الخنق». ولعبت المشيئة الإلهية دورها.. فبعد تحرى رجال المباحث حول الواقعة توصلوا إلى طفلة من أهالي المنطقة كانت تلهو مع زملائها بالشارع وقت حدوث الجريمة، وشاهدت التمساح أثناء إلقائه جثة الضحية بصندوق القمامة.. وقامت بسرد أوصافه لرجال المباحث، وتعرفت عليه من خلال صور المسجلين الجنائيين بقسم شرطة الخليفة، من ضمن عدد من المشتبه فيهم في طابور عرض، حيث تعرفت الطلفة على المتهم من بينهم وأكدت أنه هو من كان يحمل الجثة وألقاها في صندوق القمامة.. وبمواجهة «التمساح» بأقوال الشاهدة انهار في الحال واعترف تفصيليًا بجريمته كاملة.. وتم التحفظ على المتهم «رمضان محمد الشافعى إبراهيم» 24 سنة، والشهير ب «التمساح»، وحُرر بالواقعة المحضر رقم 319 إدارى قسم الخليفة، وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة القضية. من النسخة الورقية