أصبحت مصر أول دولة في العالم ستمتلك طائرات "الرافال" الفرنسية المتطورة، حيث سيجرى توقيع العقد رسميًا بين مصر والحكومة الفرنسية لشراء 24 طائرة، الإثنين المقبل، وتبلغ قيمة الصفقة التي تعد الأكبر بين البلدين نحو 5.2 مليار يورو. ومرت الصفقة بمفاوضات مكثفة منذ بدأت في سبتمبر العام الماضى، وحسمها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي "فرانسوا هولاند" في اجتماع بينهما لمدة 45 دقيقة على هامش عزاء الملك السعودى "عبدالله بن عبدالعزيز". وقال الرئيس الفرنسي إن باريس وافقت على بيع الطائرات متعددة المهام لمصر وكذلك فرقاطة ثقيلة، وإن وزير الدفاع الفرنسى "جان إيف لو دريان" سيزور مصر الإثنين المقبل لتوقيع العقد رسميًا. ونقل موقع "كنديان بيزنس"، الكندى أن السيسى كان مهتمًا شخصيًا بالصفقة وتحدث مع وزير الدفاع الفرنسي لودريان، ثم الرئيس فرانسوا هولاند، أثناء اجتماعات الأممالمتحدة، وظل الفرنسيون يدرسون الطلب المصري باستفاضة، قبل الموافقة عليه. وكشف مصدر بالجيش الفرنسي للموقع، عن أن اللواء "محمد الأعصر" هو الذي قاد عملية التفاوض والمباحثات مع الجانب الفرنسي. وأكد الأعصر خلال المفاوضات حرص الجيش المصري على امتلاك الطائرة التي تفوقت على نظيرتها الأمريكية "إف-16" في المعارك التي خاضتها بأفغانستان والعراق وسوريا ومالى وليبيا. وقال المصدر العسكري الفرنسي، إن فرنسا اقتنعت تمامًا بأهمية تلك الصفقة، عقب اللقاء الذي جمع السيسي بوزير الدفاع الفرنسي لودريان في باريس، إبان زيارته لفرنسا، حيث طلب السيسي بصورة مفاجئة لقاء الوزير الفرنسي، وجلس معه على طاولة عشاء بمفردهما، للحديث عن تلك الصفقة وأهميتها لمصر والحفاظ على استقرار وأمن المنطقة. ووفقًا للموقع ذاته، فإن وزير الدفاع الفرنسي خرج مقتنعًا تمامًا بشخصية السيسي وضرورة مساعدة مصر في الحصول على الصفقة، وجرى التفاوض على عدد الطائرات التي يمكن لمصر الحصول عليها. وتمثل تلك الصفقة تحولًا كبيرًا في الاستراتيجية العسكرية المصرية، والاتجاه نحو تنويع سلاحها الجوي، لمواجهة التحديات الحالية، والتي يجرى الاعتماد فيها على سلاح الطيران بشكل مكثف في العمليات العسكرية ومحاربة الإرهاب. وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الطائرات ستساعد في تعزيز قدرات مصر ونفوذها في المنطقة، خاصة أنها ستكون الدولة الوحيدة في العالم التي ستملك هذا النوع من الطائرات بعد فرنسا. والطائرة من إنتاج شركة "داسو أفياسيون"، وهى من الطائرات متعددة المهام، تعمل منها حاليًا 290 طائرة لصالح القوات المسلحة الفرنسية، وهى ذات محركين ويمكنها الطيران من على حاملة طائرات، وبها رادار قادر على تعقب 40 طائرة في وقت واحد والاشتباك مع 8 طائرات دفعة واحدة ويمكنه اكتشاف الطائرات التي تحلق تحت الطائرة، وبها أنظمة حرب إلكترونية. من النسخة الورقية