حين كانت الشاحنات الصغيرة التابعة للصليب الأحمر تزحف وئيدا عبر شوارع بلدة لولا في غينيا بحثا عن ضحايا مرض الإيبولا تجمعت حشود من النسوة لطرد العاملين في المجال الطبي فيما كان الصبية يرشقونهم بالحجارة واستل الرجال الغاضبون مناجلهم. وفي بلد شهد أول ظهور للإيبولا في غرب افريقيا يعرقل العداء نحو العاملين في مجال الاغاثة -والذي تؤججه شائعات غريبة- جهود احتواء الفيروس الفتاك. وقال باكيل زوجليلمو رئيس الصليب الاحمر في لولا وهي بلدة تقبع وسط أدغال مدارية كثيفة في مجاهل جنوب شرق البلاد قرب الحدود مع ليبيريا "يقول لنا الناس إننا ان لم نرحل فسيوسعونا ضربا أو سيحطمون السيارة". تجئ مخاوف العنف تجاه فرق الاغاثة فيما ارتفع عدد الحالات الجديدة للايبولا في بداية فبراير شباط الجاري في الدول الثلاث الأكثر تضررا بغرب افريقيا وهي غينياوليبيريا وسيراليون وهو ما أنهى انحسارا سابقا مشجعا. وفي لولا -وهي بلدة ذات أسواق مبانيها من الطوب اللبن وسقوفها من الصفيح- أدت موجة من حالات الايبولا الجديدة في الاسابيع الاخيرة الى إذكاء المخاوف وانعدام الثقة. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لتوعية الناس بشأن الفيروس إلا ان الشائعات الكاذبة ونظريات المؤامرة باتت سيدة الموقف. تقول إحدى الشائعات إن الحكومات الغربية هي التي نشرت هذا الفيروس وتقول أخرى إن رش المواد المطهرة ليس سوى طريقة لنقل العدوى للآخرين بل إن نظرية ثالثة تفيد بان مراكز علاج الايبولا تستخدم لاستئصال الاعضاء البشرية والاتجار فيها. وقال لاه وييمو وهو مسن من قرية اويي قرب لولا "الصليب الاحمر يريد ان يقتلنا. انهم يضعون الفيروس في الماء ويرشونه حول القرى أو عندما ينقلون المرضى. والدواء الذي يعطونه ملوث بالايبولا". وقتل وباء الايبولا ما يقرب من تسعة آلاف شخص في غرب افريقيا خلال العام الماضي منهم أكثر من 1900 في غينيا. وأدى النفور من جهود الاغاثة الى تعقيد جهود عزل المرضى وعلاجهم وتعقب سلسلة من خالطوهم ودفن المتوفين بصورة آمنة وهي مسائل تمثل مفتاح عدم تكرار العدوى. وقال سا يولا تولنو أكبر مسؤول محلي في لولا فيما كان يرافق قافلة للصليب الاحمر في مطلع الاسبوع "أقاموا الحواجز حتى يحولوا دون مغادرتنا ورشقنا البعض بحجارة كبيرة هشمت الزجاج الامامي للسيارة فيما هرع آخرون الى بيوتهم لاحضار المناجل". ولا يزال بعض الاهالي يخفون مرضاهم ويدفنون المتوفين خفية وذلك على الرغم من ارتفاع مخاطر نقلهم وطقوس جنازاتهم التقليدية التي تتضمن الغسل واعداد الجثث للدفن. وقال الصليب الأحمر أمس الخميس إن الفرق التابعة له تعرضت للهجوم في غينيا عشر مرات شهريا في المتوسط خلال العام المنصرم. وقال يوسف تراوري رئيس جمعية الصليب الاحمر في غينيا "ما دامت الهواجس تسيطر على أذهان الناس بشأن كيفية انتشار الايبولا ويواصلون منع المتطوعين من القيام بواجبهم فلن نوقف المرض". وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الحالات الجديدة في غينيا تضاعف تقريبا ليصل الى 64 حالة الاسبوع الماضي مما يهدد بالخطر خطة حكومية للقضاء نهائيا على الحالات في موعد غايته مطلع مارس آذار المقبل.