ذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن الجيش السوري وحزب الله وما وصفته بمتطوعين إيرانيين بدأوا خلال الساعات الماضية، عملية عسكرية واسعة في الجبهة الجنوبيةلسوريا، قد تكون مقدمة الهجوم المضاد الذي يعد له الجيش السوري منذ أشهر، لاختراق المناطق التي استولى عليها تحالف قوامه: إسرائيل وألوية من المعارضة السورية المسلحة، و"جبهة النصرة" حسب الصحيفة. وقالت صحيفة السفير المقربة من حزب الله وسوريا إن هذا الهجوم المضاد، هو ما حاولت إسرائيل تأخير وصوله، من خلال استهداف مجموعة لحزب الله في ريف القنيطرة السورية منذ أسابيع (مما أدى إلى مقتل 6 من عناصر حزب الله وعميد في الحرس الثوري الإيراني). وأضافت أنه خلال الساعات الماضية تقدمت الفرقة التاسعة السورية من معقلها في الصلمين للالتفاف على مواقع «جبهة النصرة»، لقطع طرق الاتصال بين جنوبالقنيطرة وغرب درعا، وبحسب مواقع المعارضة فقد نجح الهجوم السوري المضاد بانتزاع بلدات الهبارية، وتل مرعي، والطيحة، والدناحي، فيما تقوم الطائرات السورية بشن غارات مكثفة على تل الحارة، وبلدة الحارة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السورية إن الإسرائيليين استدعوا قادة المجموعات التي تعمل معهم في منطقة فصل الاشتباك، لدراسة خطط الرد، وتنسيق العمليات الاستخبارية.. مشيرة إلى أن عمليات المجموعات المسلحة، من «النصرة» وغيرها، كانت قد سمحت بتدمير خط الإسناد الأول السوري، الممتد من وادي اليرموك جنوباً نحو سفوح جبل الشيخ غرباً، وصولا إلى القنيطرة. ووفقا للسفير فإنه خلال ثلاثة أعوام من القتال، دمرت «النصرة» والمجموعات المسلحة الأخرى، بتغطية مدفعية إسرائيلية أحياناً، مواقع وتلالاً لم يقو الإسرائيليون على تدميرها خلال حرب أكتوبر في 1973، وتوقفت تلك المجموعات عن التقدم، بخط الدفاع الأول للفيلق الأول للجيش السوري، وتجمعاته الكبرى في خان أرنبة ومدينة البعث. وفشل هجومان متتاليان، في الأشهر الماضية، في إحراز أي تقدم، نحو طريق القنيطرةدمشق. ورأت الصحيفة أنه ينبغي الربط أيضاً بين الهجوم المضاد وبين سماح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للمتطوعين الإيرانيين بالقتال على الجبهات السورية، فيما يتعدى فيلق القدس، وهي إشارة مهمة إلى تحويل المجابهة جنوبسوريا، حرباً مفتوحة بين ماوصفته ب"مثلث المقاومة"، وإسرائيل وحلفائها، بهدف كسر الأحزمة الأمنية التي أقامتها إسرائيل في منطقة فض الاشتباك في القنيطرة.