يعقد المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية، برئاسة الأب ميلاد شحاته، مؤتمره الأول بعنوان "تراث النوبة المسيحية"، بدير السيدة العذراء للرهبان الفرنسيسكان بالمقطم، في الفترة من 5 إلى 6 فبراير. وصرح خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مقرر إعلام المؤتمر، بأن المؤتمر يناقش 25 بحثا، ويلقي الضوء على أنماط كنائس النوبة، في دراسة الدكتور داوود خليل، حيث بدأت العمارة الكنسية في النوبة السفلى منذ القرن السادس الميلادي، ومنها ما وجد في فاراس، وقصر إبريم، حيث تأثرت عمارة الكنيسة النوبية في تلك الفترة، بالنماذج المصرية، بسبب وصول المسيحية للنوبة عن طريق مصر. وأوضح ريحان، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، اليوم الخميس، أن طراز البازيليكا المصرية ذات الجناح الملتف، كان هو الطراز الغالب عليها، وفي القرن الثامن الميلادي، ظهر شكل الكنائس ذي الشكل الصليبي، مع أجنحة متعددة، بشكل مختلف عن المباني المعاصرة في مصر، ومنذ بدايات العصور الوسطى المبكرة، وحتى العصور الوسطى المتأخرة، بقى تصميم البازيليكا هو الغالب، مع ظهور طراز يعتمد على المبنى ذو القلب المركزي. وقال:"في القرن العاشر ظهرت تغطية السقف بالقبو البرميلي والبازيليكا ذات الأعمدة في مناطق تجاور فاراس ومنذ القرن الحادي عشر انتشر نظام تغطية الصحن بالقباب وظهر طراز القبة المرتفعة على حنيات ركنية في منتصف المبنى مع تغطية الفراغات الجانبية بقبوات برميلية أو منخفضة وقد تأثرت كنائس النوبة بالبيئة المحلية وبنيت أغلبها بالطوب اللبن والقليل بنى من الحجر الرملي أو الجرانيت". وأضاف ريحان أن النوبة، بوابة مصر لتنشيط وتعزيز العلاقات الثقافية التاريخية بين مصر وأفريقيا، ومنها دراسة الدكتور محمد عبد الكريم، التي تشير للقواسم المشتركة بين النوبة المسيحية، الواقعة في مصر والسودان حاليًا، ومحيطها الأفريقي في ذلك الوقت. وأشار إلى أن الاكتشافات الأثرية في المناطق المتاخمة للنوبة القديمة، خاصة من جهة الغرب، توضح انتشار المسيحية انطلاقًا من النوبة إلى أفريقيا عبر التجار، ووصفت النوبة في مؤلف وليام وآدامز على أنها المجاز المسيحي إلى أفريقيا، حيث دخلت المسيحية إلى شمال النوبة عن طريق تجار مسيحيين، وعن طريق رهبان أقباط، أو لاجئون أقباط وصلوا عبر نهر النيل، جالبين معهم أغراضهم، ومعها الأفكار والعقائد الممثلة من خلال القطع الأثرية المكتشفة.