جمع بين الشعر والفلسفة لتصدر عنهما تجربة إبداعية غنية فى محتواها الفكرى والفنى، جعلته فى طليعة المبدعين الذين يتميزون بمكانة شعرية فريدة، طاف بنا عبر رحلة عميقة فى عالم الكتابة الإبداعية، عبر تجربة شعرية حقيقية تمتاز بالخصوصية والصوت المتميز بين عشرات بل مئات الشعراء فى مصر، وبين آلاف الشعراء فى الوطن العربى، إنه الشاعر الدكتور حسن طلب. وحين تقرأ قصيدة ل«طلب» تستطيع أن تميزها من أسلوبها ولغتها وفيضها الفكرى، وتعرف أنها من إبداعه، وإن لم يضع اسمه عليها، وهذا ما لا يتحقق إلا مع كبار الشعراء الذين وصلوا بتجربتهم الشعرية الخلاّقة إلى درجة عالية من التمكن والتفاعل مع عوالم الشعر المختلفة. كان صوت «طلب» جهوريًا فى مواجهة الفساد بوجهيه الثقافى والسياسى، وعندما أصدر ديوانه «عاش النشيد» عام 2005، أشد الأوقات قوة لنظام مبارك، والذى كان بمثابة صرخة فى وجه الفساد، وكأنه أراد أن ينتقل بأشعاره من حالة الرمز إلى حالة الوضوح والصراحة والمباشرة. أصدر «حسن طلب» عدة دواوين منها «آية جيم» الذى تعرض للمصادرة، و«سيرة البنفسج» و«زمان الزبرجد» و«لا نيل إلا النيل» وأخيرا «إنجيل الثورة وقرآنها». ولد «طلب» فى الثامن من ديسمبر 1944، بمركز طهطا، محافظة سوهاج، أنهى دراسته الثانوية بمدرسة رفاعة الطهطاوى الثانوية العسكرية، وحصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة، من جامعة القاهرة عام 1968، وماجستير فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1984، أكمل الدكتوراه فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1992. يعتبر «طلب» نفسه خادم سيدين متضادين، هما الشعر والفلسفة، ويصف ذلك بالشيء الشنيع، لأن الإنسان -فى نظره- لا يستطيع أن يخدم سيدين فى ذات الوقت، بنفس الكفاءة، ولذا انحاز إلى الشعر، على حساب الفلسفة، فأبدع العديد من الدواوين واقتصر إنتاجه على ثلاثة كتب فلسفية فقط، فهو يعد النموذج الثالث فى تاريخ الأدب العربى الذى استطاع أن يمزج الشعر بالفلسفة، بعد أبو العلاء المعرى، ومحمد إقبال، ورغم ذلك لم يسقط فى فخ نظم الأفكار الفلسفية المجردة. من النسخة الورقية