كانت كظله، كلما اقترب منها، ابتعدت عنه، بالقدر ذاته، كانت بين عدة مرات، لكنها كانت تسبقه إلى غيره، إنها نوبل أدونيس، التى نمنى نحن العرب أنفسنا بها كل عام دون أن يحصل عليها حتى الآن، رغم أنه استطاع منهج جديد فى الشعر العربى يعتمد على توظيف اللغة بقدر كبير من الإبداع والتجريب، يسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج عن اللغة العربية الفصحي، ومقاييسها النحوية. انتقل أدونيس بالشعر العربى إلى العالمية، منذ مدةٍ طويلة، ورشحه العديد من النقاد لجائزة نوبل للآداب، بالإضافة إلى إنجازاته الأدبية الواضحة، التى صنعت منه واحدًا من أكثر الكُتاب العرب إسهامًا فى المجالات الفكرية والنقدية، إضافة إلى إتقانه الرسم. أصدر عدد من النقاد بعض الدراسات عن إنتاج أدونيس، ومنها كتاب بعنوان «أدونيس بين النقاد»، قدمه المفكر إدوارد سعيد، وصفه خلاله بأنه الشاعر العربى العالمى، وفى المقابل العديد من الكتب تناولته بالنقد اللاذع، ورغم ترشيحه المتكرر من قِبل بعض المؤسسات الثقافية لنيل جائزة نوبل، إلا أنه لم يحصل عليها، حتى الآن. ولد «أدونيس» عام 1930 بقرية قصابين التابعة لمدينة جبلة السورية، لم يعرف التعليم النظامى حتى سن الثالثة عشرة، حفظ القرآن على يد أبيه، كما حفظ أشعار القدامى، ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام شكرى القوتلى، رئيس الجمهورية السورية حينذاك، والذى كان فى زيارة للمنطقة، نالت قصيدته الإعجاب، فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية ب«طرطوس»، وأنهى دراسته الجامعية بدمشق فى قسم الفلسفة عام 1954. التحق «أدونيس» بالخدمة العسكرية عام 1954، وقضى منها سنة فى السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه- حينها- للحزب السورى القومى الاجتماعى الذى تركه تنظيميًا عام 1960، غادر سوريا إلى لبنان عام 1956، حيث التقى الشاعر يوسف الخال، وأصدرا معًا مجلة شعر فى مطلع عام 1975، ومنذ فترة كبيرة أنتقل ليعيش بباريس، فرنسا. يحل «أدونيس» اليوم ضيفًا على معرض القاهرة الدولى للكتاب، ليشارك فى تمام الخامسة مساءً فى اللقاء الفكرى «أدونيس.. نحو خطاب دينى جديد»، المقام بالقاعة الرئيسية بالمعرض. من النسخة الورقية