عقدت مساء السبت، الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف ببورسعيد، برئاسة الشيخ إبراهيم لطفي السيد، مؤتمرًا حول تجديد الخطاب الديني تحت عنوان "ضوابط فهم السنة"، بالتعاون مع مديرية أوقاف بورسعيد، وذلك بقاعة المؤتمرات بدار القرآن العظيم. حضر المؤتمر الدكتور محمد اللبان، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، والدكتور حسني أبو حبيب، مدير عام أوقاف بورسعيد، والشيخ شلبي محمد الغرباوي، مدير عام الوعظ، والشيخ ياسر عبد الوهاب، رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام ببيت العائلة المصرية ببورسعيد، ولفيف من وعاظ المحافظة وقافلة وعظ أسوان، إضافة إلى طالبات معهد الثقافة الإسلامية بالمحافظة. وقال الشيخ إبراهيم لطفي، رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف ببورسعيد، إن هذا اللقاء يأتي تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد وتطوير الخطاب الديني وفقًا لمقتضيات العصر لاسيما في هذه الفترة العصيبة التي تعيشها الأمة المصرية والإسلامية وانتشار التطرف والعنف الفكري. وأكد "لطفي" أن هذا المؤتمر بعد انطلاقة لسلسلة من المحاضرات والندوات لتجديد الخطاب الديني الذي نعد في أمس الحاجة له اليوم للبعد عن أية تعصب وتطرف وإرهاب. وأشار الدكتور حسني أبو حبيب، في كلمته، إلى أن هناك حملة شرسة على الدين الإسلامي، مؤكدًا أنها ليست حديثة فمنذ أن قام الرسول صلي الله عليه وسلم بالدعوة إلى الدين الإسلامي وهو يهاجم، وهذه الحملة ستظل قائمة. وأضاف "أبو حبيب" أنه ما بين الحين والآخر يتجرأ البعض على الرسول صلي الله عليه وسلم، وهم صنفان أحدهما يفعل ذلك عن جهل وله عذره ونرجو من الله أن يسامحنا في تقصيرنا نحوه من حيث رفع الجهل عنه وتوعيته، والصنف الآخر عن كبر ومعاندة أي أنه يعرف الحق ولكنه يكابر ويعاند وأسوأهم من يزعمون الانتساب إلينا. ولفت الدكتور حسني أبو حبيب مدير عام أوقاف بورسعيد، إلى أن مصر تملك 55 ألف إمام وخطيب ولابد أن يبدأ كل منهم بنفسه ويكون مثل وقدوة لعامة الناس بأن يجسد سيرة رسول الله وأفعاله وأقواله بالفعل لا القول، مؤكدًا على ضرورة هجر الباطل وعدم نشره وأن نعف ألسنتنا عن الرد على السفهاء قائلًا: "رحم الله أقوامًا أماتوا الباطل بهجره". وتحدث الدكتور محمد اللبان، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الشريف، عن "ضوابط فهم السنة" قائلًا أن سنة النبي صلي الله عليه وسلم تعرضت منذ عهده لهجمات شرسة عنيفة تارة بالطعن في ناقليها وتارة أخرى بإنكارها جملة وتفصيلًا، وإن كان هذا الأمر مذمومًا إلا أنه دليل صدق رسول الله حيث تنبأ بما يحدث الآن وتحققت نبوءته مستشهدًا بحديثه "حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانُ، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلا لا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الأَهْلِيِّ وَلا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ". وأكد "اللبان" على أن الهجمة الشرسة على رسول الله وسنته لم يشهدها المسلمون منذ أمد طويل وتختلف هذه المرة بأنها ممولة من جهات أجنبية للتشكيك في السنة النبوية.