على الرغم من أنها ليست المرأة الأولى فى مصر التى تكسر القاعدة، وتتحدى التقاليد البالية، وتعلن الترشح لمنصب «العمدة»، الذى ارتبط فى مصر بالفكر الذكورى، غير أنها قررت استكمال المسيرة، بعدما سبقها للفوز بهذا المنصب، «إيفا هابيل كيرلس» عمدة قرية «كمبوها بحرى» التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط، و«ناهد لاشين» عمدة قرية «حانوت»، التابعة لمركز كفر صقر، بمحافظة الشرقية. فقد صحت قرية «الخرانقة»، بمركز قوص، جنوب محافظة قنا، على خبر ذهاب «نجاح الصغير» (47 عامًا)، المعلمة بإدارة قوص التعليمية، إلى مديرية أمن قنا، لاستكمال أوراق ترشحها لمنصب «حضرة العمدة»، لتقتحم بجرأة تحسد عليها، أتون المنافسة على المنصب مع خمسة من الذكور، من كبار عائلات وقبائل القرية. وكشفت «نجاح» -ل«البوابة»- أن زوجها هو الذى أوحى لها بفكرة الترشح للعمودية، حتى لا يخرج المنصب من عائلته، التى توارثته منذ زمن طويل، معتبرة أن الفوز بالمنصب سيكون البداية فى مشوار تعزيز دور المرأة المهمشة فى الصعيد، والدفاع عنها ضد استبداد الرجل، فضلًا عن العادات والتقاليد البالية، مشيرة إلى أنها ستعين مجموعة من النساء فى منصب «الخفير النظامى»!، وتضع «نجاح» على رأس أولوياتها حل مشكلة الثأر. ولم تكترث «نجاح» -التى تقدمت للترشح قبل غلق الباب ب24 ساعة فقط- بردود فعل رجال القرية الذين سخروا من قرار ترشحها، وهو الموقف ذاته الذى سلكه «نساء القرية العجائز»، فيما رحبت السيدات الأصغر منها سنًا بالفكرة، وقررن دعمها فى هذه المعركة، إيمانًا بدور المرأة فى المجتمع، مؤكدة ضرورة مساواة المرأة بالرجل فى كل شيء. بالطبع لم يخف، عبد الحكم العمدة، زوج نجاح، سعادته بترشحها لمنصب العمدة، بل إنه كان مؤيدًا للفكرة، وساندها فى اتخاذ هذا القرار الصعب، كما يعتبر العقل المفكر، والداعم الرئيسى لها، ويطلب من جميع أفراد عائلته الوقوف بجانبها، ولم يلتفت إلى من انتقدوا قرار ترشحها وسخروا منه. من النسخة الورقية